stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

في تقديمه لكتاب البابا فرنسيس يتحدث عن الإيمان بالله الذي يخلِّص وأهمية الاستقبال والحماية والدمج والتعزيز

233views

22 يناير 2021

الفاتيكان نيوز

كتبت رحيل فوكيه من المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر

كتب قداسة البابا فرنسيس تقديما لكتاب حول فتاة نيجيرية جاءت في رحلة عصيبة إلى إيطاليا راجية في حياة أفضل لتجد نفسها على الطرقات ضحية المتاجرين بالبشر، لكنها تنجو بفضل الإيمان بالله وجماعة استقبال.

” Io sono Joy” (أنا جوي)، هذا عنوان كتاب أصدرته دار سان باولو للنشر للصحفية والكاتبة ماريابيا بوناناتي، ويروي قصة فتاة نيجيرية جاءت إلى إيطاليا عقب رحلة مأساوية معتقدة أنها ستجد عملا فانتهى بها الأمر على الطرقات، إلا أنها نجت بفضل الإيمان بالله ولقائها جماعة استقبال في مدينة كاسيرنا بجنوب إيطاليا. ولهذا الإصدار كتب تقديما قداسة البابا فرنسيس بدأه مشيرا إلى ترحيبه بدعوة كتابة هذا التقديم وذلك من أجل أن يقدم للقراء شهادة جوي كـ “إرث للبشرية”. ثم تحدث عن هذه الفتاة التي عاشت ولادة ثانية حسب ما ذكر، وتابع أن جوي تهب قصتها في هذا الكتاب إلى كل امرأة وكل رجل يهتمون بشكل صادق بحماية الحياة، وتقدم الفتاة خبرة الرحلة المأساوية ببساطة الشهود الذين يمنحون صوتا لله، فالله هو بجانبها دائما كبطل خفي صامت بدون أن يعني هذا أنه بعيد عما يُروى من أحداث.

توقف البابا فرنسيس بعد ذلك عند مراحل رحلة جوي، من عبور الصحراء إلى الاحتجاز في ليبيا ثم عبور البحر حيث نجت من الغرق، وأشار إلى أننا وبينما نشارك في قصة جوي نرى شخصيات أخرى، صديقات للفتاة عشن قصصا شبيهة. وشدد قداسته على أن قصة الفتاة النيجيرية هي قصة مشتركة لأشخاص كثيرين ضحايا مأساة الاتجار بالبشر، قصة غير معروفة لكنها في كل مكان في مجتمعاتنا المعولمة. ثم تحدث البابا فرنسيس عن وصول جوي إيطاليا واكتشافها لما تعرضت له من خداع وسقوطها في أيدي المتاجرين بالبشر، وتوقف قداسته عند اضطرار الأشخاص إلى الرحيل عن أوطانهم ليملؤوا ضواحي المدن الكبيرة ضائعين في الجموع مجهولي الهوية.

ثم تطرق قداسة البابا إلى المتاجرين بالبشر الذين يكسبون بدون رادع من مآسي الآخرين ويستغلون يأسهم ولا يقدمون لهم معلومات واضحة، وصولا إلى أن يهيمن امتهان وعنف الطرقات ليقتلا الأحلام. وهنا يقول قداسة البابا إنه يريد توجيه سؤال إلى القارئ: بما أن كثيرات من نساء شابات ضحايا الاتجار بالبشر ينتهي بهن الأمر على طرقات مدننا، فبأي قدر ينتج هذا الواقع الكريه عن أن هناك رجالا كثيرين يطلبون مثل تلك “الخدمات” وهم مستعدون لشراء شخص آخر قاضين عليه في كرامته.

وواصل الأب الأقدس تقديمه الكتاب مشيرا إلى أننا نكتشف فيه صفحة تلو الأخرى أن شهادة جوي تحصرنا أمام الأحكام المسبقة والمسؤولية التي تجعلنا مشاركين في هذه الأحداث. وتابع أنه سيكون مفيدا لنا أن نكون بجانب جوي وأن نتوقف معها في أماكن الألم الكبير والبريء، وهكذا سيستحيل أن نظل غير مبالين حين نسمع عن قوارب في خطر ومتجاهَلة بل وحتى مرفوضة من قِبل سواحلنا.

ثم تحدث البابا فرنسيس عن أن جوي وفي مسيرتها نحو الحرية تشير إلى واقعين أساسيين، في المقام الأول الإيمان بالله الذي يخلِّص من اليأس، إيمان راسخ يُختبر في اللحظات العصيبة. ثم تأتي الجماعة، وأشار البابا هنا إلى أن جوي قد بدأت ميلادها الجديد حين تم استقبالها من قِبل جماعة “كاسا روت” في مدينة كاسيرتا الإيطالية. وشدد قداسته على أن مركز استقبال يمكنه أن يحظى بشرف أن يُسمى جماعة فقط حين يكون قادرا على استقبال وحماية ودمج وتعزيز كل حياة. وواصل الأب الأقدس واصفا هذا الكتاب بقصة إيمان وأهزوجة رجاء، وشكر مَن يقدمون حياتهم ممارسين تلك الأفعال الأربعة إنجيلية النكهة. وتابع أن جوي تساعدنا على أن نفتح أعيننا، أن نعرف كي نفهم بشكل أفضل. وأضاف أن غالبا ما يكون ضحايا أبشع الانتهاكات المصدر الذي لا ينضب للدعم والعون للضحايا الآخرين، وتكون ذكرياتهم موردا فائق الأهية للمعلومات من أجل إنقاذ شبان آخرين يعيشون الظروف ذاتها. وأراد الأب الأقدس توجيه الشكر إلى جميع الأشخاص والمنظمات الذين يغيثون ضحايا عبودية اليوم حيث يعيدون بفضل تكريس الذات بلا كلل القيمة الذاتية إلى الأشخاص الذين سُلبت كرامتهم، ويعيدون الثقة والرجاء في الحياة إلى مَن خُدعوا واختبروا هيمنة الرعب من قِبل من قدم نفسه على أنه منقذ.

ثم ختم قداسة البابا فرنسيس تقديم الكتاب موجها الحديث إلى جوي، مذكرا بمعنى اسمها، فرح، والذي هو أيضا من أسماء الله، وبأنها شخص فريد ومحبوب، وشكرها على تقديمها لنا إمكانية الانضمام إلى خبرة الشجاعة هذه والتي تُمَكننا من أن نفهم بشكل أفضل مَن يعاني بسبب الاتجار بالبشر