stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

في ذلك اليوم يسمع الصُم أقوال الكتاب – الأب وليم سيدهم

245views

في الأديان المسماه بالسماوية وهي اليهودية والمسيحية والإسلام، توجد كتب مقدسة، تتلى هذه الكتب على مداراتها في الإذاعات والفضائيات على مسمع ومرأى من المشاهدين.

ولو أن المسيحيين يصغون جيدًا وبعمق لكلام الكتاب المقدس لما كنا نرى المهازل اليومية في الميديا والفضائيات فهناك العنف اللفظي والعنف المعنوي موجه للآخر صاحب المعتقد المختلف، إننا حينما نتأمل ونصغي لكلام الله نجد فيه حلاوة المذاق وروح الحُب ووداعة الحمل وجمال الورود والرياحين وعذوبة الموسيقى الملهمة والشافية.

لكننا نصغي ولا نسمع فنعيش الصمم ولدينا آذان خلقها الله كاملة لتلتقط دبيب النمل، فحين نركز وعينا ونصغي لكلمات الحياة “أنتم نور العالم” “انتم ملح الأرض” “أنتم أبناء العلي” أنتم اصدقائي ولستم عبيدًا، لا تخافوا أنا معكم إلى منتهى الدهور، احبوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم …… الكثير والكثير من الكلام الصادق والفعال الموجه لكل واحد منا، يخاطبنا بمفرده أحيانًا، وكلنا مهًا أحيانًا أخرى، مرة بالقراءة ومرة بالتراتيل، مرة بالموسيقى ومرة بأصوات شجية معبرة تلونت بلون الكلمات الحانية نفسها.

لو أننا اتخذنا من زمن صيام الميلاد اليوم في الزمن الطقسي فرصة لنتشبع بصوت الله يصدح ليس فقط في آذاننا ولكن في صميم قلبنا وكياننا، لاستطعنا أن نخرج من الصمم الذي أصابنا من ضجيج السيارات، ورداعة التعبيرات المدمرة والقاتلة التي تلوث فضاء قرانا ومدننا. إننا صم بكم لأننا نوجه آذاننا وجهة خاطئة، بعيدة عن صوت الحياة، بل مركزة على خبث الدعايا صوتًا وصورة لإقناعنا بالاستهلاك.

اليوم يدعونا النبي شعياء الى الدخول في زمن الخلاص، حيث يشفي يسوع المسيح آذاننا ويدعونا للقاء الطفل يسوع الذي سمع صوت الملائكة ترتل مع الرعاة الفقراء: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ» (لو 2: 14).

إننا في زمن الاستعداد للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، الذي فيه نزل الله من علو سماه بعد أن أراد بجوده أن يشفينا من صممنا الذي طال في علاقته مع الخالق، فأرسل ابنه الوحيد آخذًا جسدًا مثلنا ولديه آذان وصوت مثلنا، ليعلمنا كيف يكون الإصغاء الأمثل للخالق ولإبنه الوحيد.

إن الحياة اعطيت لنا، ولكننا بطبيعتنا نميل إلى اختيارات غير متوازنة وغير ناضجة، فنفقد هذه الحياة، لا بل نكون سببًا لفقد الآخرين حياتهم، فمن اين تأتي الحروب والمنازعات؟ انها في بعض الأحيان لا بل مرارًا تأتي من اغلاق آذاننا للإصغاء لكلمة الله، كلمة المحبة الأخوية والغفران فنرفع الأسلحة على بعضنا البعض، بعد أن نكون صمينا آذاننا عن كلام الله الحي، واعطيناها الى اصوات الغرائز الأنانية النابعة من قلوبنا الدنسة.

فيارب الحياة أعطنا آذانًا جديدة تصغي إلى حوار حبك لنا وليس الى قعقعة الأسلحة التي تصغي إلى الأنانية وحب الذات وحب السلطة.