stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

قصة وعبرة- عسكري نابليون

948views

nap

كان الإمبراطور نابليون يستعرض جيشه في احد الأيام ، وحدث أثناء الاستعراض إن سقط زمام الحصان من يده ، سقط على عنق الحصان ، فكانت هذه مفاجأة بالنسبة للحيوان القوي ن دفعته للجري ، فمالت المرشحة (البرذعة) وكاد الإمبراطور يسقط أمام جنوده لولا إن عسكريا برتبة نفر أسرع من بين الصفوف ووقف في طريق الحصان المندفع وأمسك بالمرشحة وأصلح من مقعد الإمبراطور ، ولولا ذلك لسقط الإمبراطور وترك الأثر السيء في نفوس جنوده المصطفة للاستعراض.

نظر نابليون إلى الجندي الذي خاطر بنفسه ووقف في طريق الحصان المندفع وقال له وهو يتناول الزمام (أشكرك يا كابتن) فرد الجندي على هذا الشكر بالتحية العسكرية وقال (كابتن في أي وحدة يا سيدي الإمبراطور ؟) فسُر الإمبراطور من ثقة الجندي وقال (كابتن في وحدة الحرس الخاص بالإمبراطور) وحياه وانصرف .

أنزل الجندي بندقته عن كتفه وترك رفاقه الأنفار وذهب إلى فريق الضباط ووقف بجانبهم باعتباره واحدا منهم ، وهناك سأله أحد الضباط بشيء من التعالي (لماذا تقف هنا أيها النفر بجانب الضباط ؟) فكان جواب الجندي (أنا رئيس فرقة الحرس الخاص بالإمبراطور) وتعجب ضابط آخر من هذا الرد وقال ساخراً (أنت رئيس فرقة من قال ذلك ؟) فقال الجندي مشيراً إلى الإمبراطور الواقف عن بعد (هذا الرجل) .

يا ترى ماذا نسمي هذا الجندي الذي أشاع عن نفسه بأنه أصبح رئيساً وليس نفراً ، ماذا نقول عنه ؟ إننا لا نجد ما نقوله عنه سوى أنه وثق أو صدق أو آمن بقول الإمبراطور ، ولأنه وثق بقوله نراه يتصرف التصرف الطبيعي الذي يتصرفه أي إنسان ينال رتبة كابتن ، ولم يبق مع فريقه حتى يحس انه أصبح فعلاً رئيساً للفرقة ، بل صدق بمجرد إن سمع الخبر وتصرف كما يجب إن يتصرف ، أي انه صدق أولا ، ثم جاءه الإحساس بمركزه الجديد ثانياً ، انه لم ينظر إلى ثيابه العادية ثياب النفر ويقول طالما أنا لابس هذا اللبس العادي فأنا لست رئيساً لأن منظري لا يدل على مركزي الجديد ، لم يقل هكذا ، بل قال ، ما دام الإمبراطور قال أنا كابتن ، وهو الرجل له وحده حق هذا الكلام ، إذا أنا كابتن حتى ولو لم يكن مظهري يدل على أني كابتن . إني أثق في قول الإمبراطور .

مرت بضع ساعات قليلة ، ونودي الجندي ليلبس اللبس الجديد ويحمل على كتفه وعلى صدره الإشارات التي تدل على أنه رئيس لفرقة الحرس الخاص .

هذا هو الطريق الذي يتحول به الخاطئ إلى قديس ، فيصير ابناً لله بعد إن كان عبداً للخطية ، ولا يحصل الخاطئ على هذه البنوية لأنه صلى كثيراً أو لأنه عاش عيشة طاهرة مقدسة ،

أو لأنه عمل أعمالاً صالحة مجيدة ، كلا كلا كلا ، فإن الصلوات والعيشة الطاهرة والأعمال الصالحة كل هذه تأتي بعد الحصول على التحول من خاطئ إلى قديس ، من عبد إلى ابن لله ،

وهذا التحول يتم في القلب أولا كما حدث مع الجندي الذي صار رئيساً بمجرد إن سماه الإمبراطور (كابتن) وتم هذا التحول في القلب أولا دون إن يلمس المظهر الخارجي ، فقد سبقت الرئاسة ثياب الرئاسة ، إن كلمة الله تسلك نفس الطريق ،

لأنها تعد الخاطئ الذي يثق بيسوع بأنه صار قديساً ، أو أنه صار ابناً لله غير مُعرّض لعقاب الخطايا التي اقترفها في حياته ، ويتجلى هذا الوعد في قول الرسول ( كل من يؤمن إن يسوع هو المسيح فقد وُلد من الله . 1يو 1:5 وُلد ولادة ثانية روحية التي تعطي له الحق بأنه قد صار ابناً لله .

إن كلمة الله ثابتة كالله ذاته ، فإذا آمن إنسان بما تقوله الكلمة الإلهية ، يتم له ما وعد الله به ، هذا بغض النظر عن الشعور أو الإحساس ، فسواء شعر الإنسان بأنه قديس أو لم يشعر ،

فهذا لا يغير الوعد ، وأكثر من هذا ، إن الشعور أو الإحساس لا يأتي أولاً ، بل يأتي ثانياً بعد إن يدخل الإيمان إلى القلب . أي إني أؤمن أولاً بأني صرت ابناً لله بناء على وعد الله ، ومعنى أني ابن لله انه أصبح لي حياة أبدية ، وبعد هذا الإيمان يأتي الشعور والإحساس .

فهل آمن أخي القارئ بالمسيح المخلص ؟ إن كنت آمنت ، إذا أنت ابن لله ، وإن كنت آمنت فلك حياة أبدية ، هذا وعد الله المنزه عن الكذب ، ثم تأتي الخطوة الثانية وهي أن أرى بعيني راسي والمس بأصابع يدي التغيير الذي سيعمله الإيمان الذي دخل قلبي ،

لأن الوحي الذي قال : إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جيدة . الأشياء العتيقة قد صار جديداً . 2كو17:5 .

فهل آمن أخي القارئ بالمسيح المخلّص ؟ إن آمنت سترى برهان إيمانك في حياتك الشخصية ، أما إذا بقيت في حياة الشر رغم انك تقول انك آمنت ، فاسمح لي إن أقول لك إن إيمانك هذا إيمان ميت،

ولا أقول هذا من عندي بل من كلمة الله التي تقول في يعقوب 2: 17

إن الإيمان إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته.

فالإيمان الحقيقي يغيّر صاحبه كثقة الجندي بوعد الإمبراطور

التي حولته وأتت به إلى صف الضباط ليلبس ثياب الرؤساء .

عن موقع سلطانة الحبل بلا دنس