stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية – القسم الثامن ‏ الليتورجية (الطقوس) القبطية

2.3kviews

كتاب تاريخ الكنيسة القبطية الكاثوليكية
القسم الثامن ‏
الليتورجية (الطقوس) القبطية
اعداد
‏ الانبا كيرلس وليم
مطران ايبارشية أسيوط

 

تعريف الليتروجية:‏

‏ يصعب ان نعّرف الليتوجية تعريفاً كاملاً إذ انها حقيقة حية، غنية وواحدة فى نفس الوقت، ‏ولهذا فإن كافة التعريفات التى قٌدمت، إلى الآن، لا تفى بالغرض. ومتى إعتبرنا الطقوس بمثابة ‏الجزء الخارجى والمحسوس للعبادة فإن ذلك غير صحيح أيضاً، كما انها ليست مجرد الترتيبات ‏وجملة القوانين التى تنظم المراسيم المقدَّسة، فلابد ان نشترك فى الطقوس ونعيشها لكى ندرك ‏معناها. ويرى المجمع الفاتيكانى الثانى انها إستمرار لعمل الخلاص وتذُوق مسبق للطقوس السمائية ‏لأن بها يمارس عمل فدائنا، وهى تسهم بأوفر قدر فى أن يعبّر المؤمنون بحياتهم عن سر المسيح ‏وعن الطبيعة الصحيحة للكنيسة الحقيقية وبظهورها للآخرين. وفى عبارة واحدة قال عنها أحد ‏اللاهوتيين فى الكنيسة الروسية : “إنها السماء على الارض”.‏
الطقوس القبطية:‏
‏ عَّلقت الكنيسة القبطية أهمية بالغة على الطقوس، فهى مدرسة الإيمان والإخلاق. من خلالها ‏تعمل على تنمية إيمان أبنائها وتهذيب أخلاقهم، فاحتلت الطقوس فيها مكانة خاصة، لا بل جعلت ‏منها كل شئ تقريباً.‏
‏ إستخدمت النصوص الطقسية لإعلان العقائد الأساسية فى مواجهة البدع وبنيت الكثير من ‏المبادئ على الممارسات الطقسية والنسكّية، فطقوس الكنيسة القبطيّة أساساً طقوس رهبانية طويلة ‏تدعو إلى التأمل والصلاة أكثر منه إلى الاستعراض والأداء، وتساعد على التحليق فى أجواء ‏روحية سمائية.
‏ كما تميّز الطقوس القبطية بأنها طقوس شعبية، إنطلقت من الحياة اليومية للإنسان العادى ‏فرتبت صلوات لفصول السنة الزراعية – نظراً لأن السواد الأعظم من الشعب فى ذلك الوقت كانوا ‏من الفلاحين الكادحين – وكانت الطقوس دائماً تقام باللغة السائدة القبطية بلهجاتها المختلفة فى ‏صعيد مصر والريف، واليونانية فى المدن الكبرى ثم تُرجمت تلقائياً إلى اللغة العربية حينما ‏إنتشرت تلك الأخيرة، ولم ينتظر الأقباط تجديدات مجمع كالفاتيكان الثانى ليستخدموا اللغات المحليّة ‏بدلاً من اللغة القديمة.‏
التقويم القبطى
‏ تتبع الكنيسة القبطية فى طقوسها تقويماً خاصاً يبدأ مع عصر الشهداء سنة 284 ميلادية، وهى ‏السنة التى تحدد بدء حكم ال، وهى السنة التى تحدد بدء حكم الإمبراطور ديوقلديانوس وإن كانت ‏الإضطهادات قد إشتدت بعد ذلك فى سنة 303م.
‏ وتتألف السنة القبطية من 13 شهراً: 12 شهراً لكل منها 30 يوماً أما الشهر الثالث عشر ‏المٌسمى بالشهر الصغير أو بأيام النسى فيتكون من خمسة أيام تصبح ستة فى السنة الكبيسة. وأسماء ‏الشهور (وهى نت أصل مصرى قديم “فرعونى”) هى :‏
‏ الأشهر يوليانى غريغورى
‏1-‏ شهر توت (11 سبتمبر / 10 أكتوبر) (29 أغسطس / ‏‏27سبتمبر)‏
‏2-‏ شهر بابه (11 أكتوبر / 9 نوفمبر) (28 سبتمبر / 27 ‏أكتوبر)‏
‏3-‏ شهر هاتور (10 نوفمبر / 9 ديسمبر) (27 أكتوبر / 26 ‏نوفمبر)‏
‏4-‏ شهر كيهك (10 ديسمبر / 8 يناير) (27 اكتوبر / 26 ‏نوفمبر)‏
‏5-‏ شهر طوبة (9 يناير / 7 فبراير) (27 ديسمبر / 25 ‏يناير)‏
‏6-‏ شهر أمشير (8 فبراير / 9 مارس) ( 26 يناير / 24 ‏فبراير)‏
‏7-‏ شهر برمهات ( 10 مارس / 8 أبريل) ( 25 فبراير / 26 ‏مارس)‏
‏8-‏ شهر برمودة ( 9 أبريل / 8 مايو) (27 مارس / 25 ‏أبريل)‏
‏9-‏ شهر بشنس ( 9 مايو / 7 يونيو) (26 أبريل / 25 مايو)‏
‏10-‏ شهر بؤونة ( 8 يونيو / 7 يوليو) ( 26 مايو / 24 يونيو)‏
‏11-‏ شهر آبيب (8 يوليو / 6 أغسطس) ( 25 يونيو / 24 يوليو) ‏
‏12-‏ شهر مسرى (7 أغسطس / 5 سبتمبر) (25 يوليو / 23 ‏أغسطس)‏
‏13-‏ شهر النسى ( 10أو 11 سبتمبر فى السنة الكبيسة) (24 – 28 أو 29 أغسطس ‏
فى السنة الكبيسة)‏
‏ ويبدأ اليوم الطقسى مع الغروب وينتهى مع الغروب. أما الليلة التى تلى الغروب فهى تُحسب ضمن ‏اليوم التالى، فتبدأ طقوس كل يوم من صلاة رفع بخور العشية تسبقها مزامير الغروب والنوم وتليها ‏تسبحة العشية ثم مزامير نصف الليل فتسبحة نصف الليل ثم مزامير باكر فرفع بخور باكر قم مزامير ‏الساعات الثالثة والسادسة فى أيام الأصوام فالقداس الإلهى.‏
‏ ‏
‏ التقويم الطقسى فى الكنيسة القبطية
تٌقّسم السنة الطقسية فى الكنيسة القبطيّة وفقاً لخمس وجهات نظر.
أولاً : فطر وصوم
ثانياً : آدم وواطس
ثالثاً : أعياد وأصوام
رابعاً : فصول السنة الزراعيّة
خامساً : الدورات المختلفة ( كيهكى – فرايحى – صيامى – شعانينى – حزاينى – سنوى)‏
أولاً : فطر وصوم
‏ لا تٌستخدم كلمة “فطر وصوم” فى المفهوم الطقسى للدلالة على ما نقصده اعتيادياً من نوع الأكل ‏ولكن لكل منهما مفهومه الخاص به كما يلى :‏
‏(1)‏ فى أيام الفطر:
‏1- تُصلى الساعتان الثالثة والسادسة عند تقديم الحمل.
‏2- تنتهى صلاة القداس الإلهى فى ساعة مبكرة.
‏3- فى المساء نصلى الساعة التاسعة والغروب والنوم.‏
‏(2)‏ فى أيام الصوم:
‏1- تُصلى الساعات الثالثة والسادسة والتاسعة عند تقديم الحمل.
‏2- تنتهى صلاة القداس الإلهى فى ساعة متأخرة.
‏3 – فى المساء تصلى صلاتا الغروب والنوم.‏
‏ وهنا يجب الإشارة إلى ان هناك أيام ممّيزة لا يجوز فيها الصوم ولا المطانيات (السجود ‏الكامل) لأنها أيام فرح وهى:
‏1- أيام السبوت (ما عدا سبت الفرح بسبب تذكار مكوث السيد المسيح فى القبر)‏
‏2- أيام الىحاد كلها
‏3- الأعياد السيدية الكبرى والصغرى
‏4- أيام الخماسين
‏ ومعنى الفطر فى السبوت والآحاد الواقعة فى زمن الصوم الآربعين هو ان صلاة القداس تُقام ‏فى ساعة مبكرة وبعدها يتناول المؤمنون طعام الإفطار باكراً مع مراعاة قواعد الصوم ونظام ‏المأكولات الغير مسموح بها.
‏ وربما ساعدت بعض الأمثلة على توضيح ذلك:
‏ لو وقع عيد الختان (وهو من الأعياد السيدية الصغرى) يوم الجمعة مثلاً فإن الصلاة فيه تكون ‏حسب طقس الفطر (مبكراً) ولكن لا تؤكل فيه المأكولات الدسمة.
‏- حسب تقليد الكنيسة القبطيّة، لا يكسر صوم الأربعاء والجمعة إلا عيدا الميلاد والغطاس.‏
‏-‏ إذا جاء عيد الميلاد يوم 28 كيهك وذلك فى السنة الكبيسة ووافق ذلك يوم خميس فإن يوم ‏الجمعة 29 كيهك وهو يوم العيد الأصلى يقع يوم جمعة ويفطر فيه أكلاً وطقساً.‏
ثانياً: الآدام والواطس
‏ تقسم أيام السنة الطقسية إلى أيام الآدام وأيام الواطس. ولكل منها ألحانه الخاصة:
أيام الآدام وهى أيام الأحد والاثنين والثلاثاء لها لحن خاص يختلف عن لحن أيام الواطس وهى ‏الاربعاء والخميس والجمعة والسبت.‏
‏ وكلمة آدام هى مطلع التداكية الخاصة بيوم الغثنين فى طقس التسبحة وعلى لحنها ترتل الحان ‏أيام الاحد والغثنين والثلاثاء، أما كلمة واطس فهى مطلع تداكية يوم الخميس ومعناها العليقة، وعلى ‏لحنها تُرتل أيام الاربعاء والخميس والجمعة والسبت. ‏
‏ مثال ذلك: نحتفل بعيد القديس مرقس كاروز الديار المصرية يوم 30 برمودة ومتى اردنا إقامة ‏التسبحة السنوية وترتيل الابصاليات والذكصولوجيات الخاصة بهذا العيد فإننا نجد فى كتاب ‏التسبحة السنوّية (البصلمودية السنويّة) إبصاليتين إحداهما إبصالية آدام لعيد القديس مرقس، والثانية ‏إبصالية واطس لعيد القديس مرقس. فإذا كان العيد واقعاً فى أحد الايام الثلاث الأولى من الإسبوع، ‏ترتل البصالية الآدام. وإن كان واقعاً فى أحد الايام الأخيرة (من الاربعاء – السبت) تُرتل الإبصالية ‏الواطس.
أما الذكصولجيات فتُرتل كلها بطريقة الواطس.‏
لنفترض ان عيد القديس مرقس يوم 30 برمودة جاء يوم الاربعاء، فعند إقامة تسبحة العشية (مساء ‏الثلاثاء) ترتل إبصالية الآدام فى تسبحة العشية أما فى تسبحة نصف الليل وباكر فترتل ابصالية ‏الواطس (لأن العشية تصلى قبيل الغروب واليوم الطقسى يبدأ بالغروب…)‏
ثالثاً: الأعياد والاصوام
‏(أ‌)‏ الاعياد:
‏1 – الأعياد السيدية وهى تخص السيد المسيح له المجد وعددها 14 عيداً.
‏1-1 الأعياد السيدية الكبرى
‏ 1-1-1 عيد البشارة 29 برمهات.
‏ 1-1-2 عيد الميلاد 29 كيهك.
‏ 1-1-3 عيد الغطاس 11 طوبة.
‏ 1-1-4 آحد الشعانين
‏ 1-1-5 عيد القيامة المجيد
‏ 1-1-6 عيد الصعود
‏ 1-1-7 عيد العنصرة
‏1-2 الاعياد السيدية الصغرى
‏1-2-1 عيد الختان 6 طوبة.
‏1-2-2 عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل 8 أمشير
‏1-2-3 عيد دخول السيد المسيح أرض مصر 24 بشنس
‏1-2-4 تذكار عرس قانا الجليل 13 طوبة.
‏1-2-5 عيد التجلى 13 مسرى
‏1-2-6 خميس العهد
‏1-2-7 آحد توما
‏2- عيد الصليب
‏ ينبغى أن نضيف إلى الاعياد السيدية، عيدين خاصين بالسيد المسيح وتحتفل بهما الكنيسة على ‏نفس نمط إحتفالها بالأعياد السيدية وترتل فيهما الحان الفرح وهما :
‏2-1 عيد العثور على خشبة الصليب 17 توت
‏ ويحتفل به ثلاثة أيام (ثانى يوم وثالث يوم عيد الصليب).‏
‏2-2 عيد ظهور الصليب المقدس 10 برمهات.‏
‏3- أعياد السيدة العذراء
‏3-1 دخول السيدة العذراء إلى الهيكل 3 كيهك.‏
‏3-2 نياحة السيدة العذراء 21 طوبة.‏
‏3-3 عيد ميلاد السيدة العذراء 1 بشنس (10 توت).‏
‏3-4 بناء أول كنيسة على إسمها 21 بؤونة.‏
‏3-5 صعود جسدها إلى السماء 16 مسرى.‏
ملحوظة : يوم 29 من كل شهر قبطى تقيم الكنيسة تذكار الاعياد الرئسية الثلاثة معاً: البشارة ‏والميلاد وقيامة المخلّص.‏
‏4- أعياد الملائكة والقديسين.
‏4-1 رئيس الملائكة ميخائيل
‏ له عيدان فى 12 هاتور، 12 بؤونة ويحتفل يوم 12 من كل شهر قبطى بتذكاره…‏
‏4-2 كل يوم من أيام السنة تحتفل الكنيسة بتذكار أحد القديسين أو الشهداء أو أكثر من
‏ واحد معاً.‏
‏(ب‌)‏ الأصوام
‏1-‏ صوم الميلاد ومدته أصلاً 43 يوماً – (15يوماً قرارات سينودس 9 / 8 / 1987).‏
‏2-‏ صوم يونان ثلاثة أيام تسبق الصوم الكبير بإسبوعيين.‏
‏3-‏ الصوم الكبير أربعون يوماً يضاف إليها إسبوع الآلام.‏
‏4-‏ صوم الرسل من عيد العنصرة إلى عيد الرسل (5أبيب)‏
‏5-‏ صوم السيدة العذراء 15 يوماً تسبق عيد إنتقال السيدة العذراء (1-15 مسرى).‏
‏6-‏ برمونى الميلاد (28 كيهك) والغطاس (10طوبة).‏
‏7-‏ أيام الجمعة على مدار السنة (فيما عدا زمن الخماسين).‏
رابعاً : فصول السنة الزراعية
‏ كان للفصول الزراعية شأن كبير فى الطقوس القبطية، ومازال بعض الفلاحين يحسبون أوقات ‏الزرع والحصاد لمختلف المحاصيل بالشهور القبطية. وإهتمت الكنيسة بالفصول الزراعية ورتّبت ‏صلوات خاصة لكل منها.‏
‏-‏ صلاة (أوشية) المياه 11بؤونة – 9 بابه (4شهور) نصلى لكى يصعد الرب مياه الانهار ‏كمقدارها الضرورى لكى تروى الارض وتصبح خصبة.‏
‏-‏ صلاة (أوشية) الزرع والعشب 10 بابه – 10 طوبة (3 شهور) نصلى لكى يبارك النبات ‏والزرع فى الحقول وكافة الأعشاب.‏
‏-‏ صلاة (أوشية) الثمار والاهوية 11 طوبة – 10 بؤونة (5شهور) نصلى لكى يكثر الرب ‏ثمار الارض ويبارك الهواء والرياح.‏
خامساً : دورة ألحان المناسبات المختلفة
‏ تختلف أنغام الالحان حسب المناسبات التى تقام فيها حتى تضفى على الطقوس حيوية تُشعر ‏المصلى بأنه يعيش فى جو الذكرى أو المناسبة فيتاثر بما تحمله إليه من معان روحيّة.‏
‏1-‏ اللحن الكيهكى: يقال فى شهر كيهك، زمن الإنتظار، فتزداد النفس شوقاً إلى مجئ الرب ‏متجسداً.‏
‏2-‏ اللحن الفرايحى: وهو لحن يرفع النفس التهليل والفرح، يقال فى الاعياد والمناسبات التالية:
أ)- الأعياد السيدية.
ب)- أيام الخماسين.
ج)- من عيد النيروز إلى عيد الصليب (17 توت).
د)- من عيد الميلاد إلى عيد الغطاس.‏
‏3-‏ اللحن الصيامى:
وهو لحن خشوعى يدعو إلى التوبة والتأمل فى مراحم الرب ويقال فى :
أ) – أيام صوم يونان.
ب) – الصوم الأربعينى.‏
‏4-‏ اللحن الشعانينى:
وهو لحن العنصرة والظفر والحماس ويقال فى المناسبات التالية:
أ)- أحد الشعانين.
ب)- عيدى الصليب (17 توت، 10 برمهات)
ج)- التماجيد.
د)- طقس الاكاليل.‏
‏5-‏ اللحن الادريبى (الحزينى):
نسبة إلى مدينة أتريب التى بكاها قدماء المصريين بنغمات معينة عند سقوطها وهذا اللحن ‏من أقدم الألحان وله جذور مصرية قديمة ويستخدم فى المناسبات التالية:
أ)- إسبوع الآلام.
ب)- تجنيز الأموات (ماعدا الخماسين والأعياد السيدية).‏
‏6-‏ اللحن السنوى: وهو لحن عادى يستخدم لبقية أيام السنة.
‏× ليلة سبت النور تقال الالحان : نصفها الأول بلحن الحزن ونصفها الثانى باللحن السنوى ‏تعبيراً عن الحزن المؤمنين لموت المخلص وفرحهم لكونه أتّم الخلاص.‏
عيد الفصح وتحديد موعده
‏ عُرفت الكنيسة القبطية بدقة حساباتها فى تحديد عيد الفصح. وكان بطريرك الإسكندرية ‏يحسب موعد عيد الفصح ويبلغه إلى سائر البطاركة فى العالم المسيحى المعروف فى ذلك ‏الوقت.
‏ هناك أمران هامان ينبغى معرفتهما لكى نبنى عليها الحسابات وهما العدد الذهبى وقاعدة ‏القمر.‏
العدد الذهبى يبين رتبة كل سنة من سنوات الميلاد فى دور التسع عشر، وسُمى الرقم الذهبى ‏نظراً لأن القدماء كانوا ينقشونه بحروف من ذهب على الرخام نظراً لكثرة إستخدامه فى ‏الحسابات.
‏(سنة 1900 رقمها الذهبى 1، 1901 رقمها الذهبى 2 وهكذا 19180000 رقمها 19،1919 ‏رقمها 1 من جديد وهذا العام 2001 رقمه الذهبى 2001+ 1 /19 = 105 ويبقى 7 فهو الرقم ‏الذهبى لهذا العام).‏
قاعدة القمر:‏
وهو مقدار الأيام التى تكون قد مَّرت من الشهر القمرى عند بدء السنة الشمسية. فإذا كانت السنة ‏الشمسية قد بدات حينما كان اليوم العاشر من الشهر القمرى فتكون القاعدة جداول نذكر منها ‏الجدول الذى يهمنا والذى يغطى الفترة الزمنية من 1900 – 2299.‏
العدد ‏الذهبى ‏1‏ ‏2‏ ‏3‏ ‏4‏ ‏5‏ ‏6‏ ‏7‏ ‏8‏ ‏9‏ ‏10‏ ‏11‏ ‏12‏ ‏13‏ ‏14‏ ‏15‏ ‏16‏ ‏17‏ ‏18‏ ‏19‏
قاعدة ‏القمر ‏29‏ ‏10‏ ‏21‏ ‏2‏ ‏13‏ ‏24‏ ‏5‏ ‏16‏ ‏27‏ ‏8‏ ‏19‏ ‏0‏ ‏11‏ ‏22‏ ‏3‏ ‏14‏ ‏25‏ ‏6‏ ‏17‏

لحساب بدء الصوم الاربعينى:‏
‏-‏ أضف إلى قاعدة القمر 6 (تسمى أيام الخلقة)‏
‏-‏ أسقط 30 من النتائج إذا وصل الثلاثين أو زاد عليها أو كمل الثلاثين إذا نقص النتائج عنها بايام ‏فبراير، وإن لم تكفى ناخذ أيضاً بعض الايام من مارس.‏
‏-‏ الصوم يبدأ بوم الإثنين الواقع بعد إتمام الثلاثين.
لسنة 2001 +1 = 2002 / 19 = 105 (وباقى 7 العدد الذهبى).‏
‏-‏ ‏7 = 5 (قاعدة القمر من الجدول)‏
‏-‏ ‏5+6=11+19 من فبراير…. الصوم يوم الاثنين التالى ليوم 19 فبراير ‏
‏-‏ يوم الاثنين التالى ليوم 19 فبراير هو يوم الاثنين 26 فبراير.‏
لحساب عيد القيامة
‏-‏ أضف إلى قاعدة القمر 6 (6 أيام الخلقة).‏
‏-‏ أسقط 30 من المجموع إذا وصل الثلاثين او زاد عنها.‏
‏-‏ أكمل الخمسين يوماً من شهر مارس وأبرسل إذا لزم الامر.‏
‏-‏ الأحد الاول من الخمسين يوماً هو عيد اقيامة.
لسنة 2001 +1 = 2002 / 19 = 105(باقى 7 وهو العدد الذهبى)‏
‏-‏ قاعدة القمر هى (5 + 6 = 11 +31 مارس + 8 من ابريل) الأحد الواقع بعد 8 أبريل وهو 15
سنة 2002 عددها الذهبى 2001 + 1 = 2003 / 19 = 105 باقى 8.‏
‏-‏ قاعدة القمر هى 16‏
‏-‏ بدء الصوم 16 + 6 (أيام الخلقة) = 22 + 8 من فبراير.
الإثنين الواقع بعد 8 فبراير هو بدء الصوم
‏-‏ عيد القيامة 16 + 6 = 22 نأخذ من مارس 28 يوماً فالعيد يوم الأحد الواقع بعد 3 /28 وهو ‏فى الواقع 30 / 31‏
إستخدام القراءات الكتّابية فى الكنيسة القبّطية
‏ نادراً ما تستخدم الكنيسة القبطية نصوصاً من العهد القديم، وذلك إنطلاقاً من نظرية مؤداها ان ‏العهد القديم كلن رمزاً للعهد الجديد، ولا حاجة إلى إستخدام الرموز، مادامت الحقيقة التى كان يرمز ‏إليها قد تحققت، فتقرأ الكنيسة فى قداساتها وفى خدمة الاسرار كلها، نصوصاً من العهد الجديد ‏تكون عادة أربعة: ‏
‏3 رسائل، الأولى من رسائل القديس بولس (البولس)، والثانية من الرسائل الجامعة (الكاثوليكون)، ‏والثالثة من سفر أعمال الرسل (الابركسيس)، أما الرابعة فهى فصل الإنجيل. أما المقطع الوحيد ‏الذى يتلى من العهد القديم، فى القداس الإلهى وخدمة الاسرار على حد سواء، فهو آية أو آيتان من ‏سفر المزامير تسبق قراءة الإنجيل.
غير أن قراءات مكثفة من العهد القديم تستخدم فى إسبوع الآلام فى طقس البصخة، وهى فصول ‏مختارة غنية بالرموز، تدفع إلى تأمل سر آلام المخلص. وكذلك فى صلاة اللقانات (قداس المياه) ‏التى تقام ليلة الغطاس ويوم خميس العهد ويوم عيد الرسل : تقرأ بعض فصول العهد القديم.
‏(النبوات) وهى من أروع النصوص التى تحمل رموزاً عميقة عن الماء ومعاينة المختلفة.‏
الدورات
‏ تٌقام الدورة فى داخل الكنيسة وحول المذبح تمجيداً لله وتكريماً للسر الذى يحتفل به، ومن أهم ‏الدورات فى الطقس القبطى : دورة عيدى الصليب فى بخور باكر والتى يتخللها قراءة 12 فصلاً ‏من الأناجيل فى أركان الكنيسة المختلفة وأمام أبوابها وأمام بعض الأيقونات، رمزاً لإنتشار نور ‏الصليب فى جميع أرجاء المسكونة. ودورة الشعانين بالصليب المزين باغصان الزيتون وسعف ‏النخل إكراماً لدخول يسوع المسيح إلى أورشليم.‏
‏ ودورة أيقونة القيامة، من ليلة عيد القيامة إلى عيد الصعود كل يوم، فى كل قداس تذكيراً ‏للمؤمنين بحقيقة القيامة وحضور الرب القائم ومن بعد عيد الصعود تُقام الدورة فى الآحاد فقط ‏للإشارة إلى ان السيد المسيح بالرغم من صعوده مازال حاضراً، وتختم دورات القيامة فى صلاة ‏باكر عيد العنصرة.‏
طقوس الكنيسة القبطية:‏
أولاً – صلاة الساعات والتسبحة.‏
ثانياً – خدمة الأسرار.‏
ثالثاً – صلاة التجنيز.‏
رابعاً – التماجيد.‏
أولاً: صلاة الساعات والتسبحة
أولاً – صلاة الساعات والتسبحة.‏
ثانياً – خدمة الاسرار.‏
ثالثاً – صلاة التجنيز.‏
رابعاً – التماجيد.‏
أولاً: صلاة الساعات والتسبحة
‏ تُسبح الكنيسة القبطية الرب 7 مرات كل يوم كقول المرنم فى المزمور وبذلك تقّدس الزمن الذى ‏صنعه الرب. وتبنى التسبحة على صلاة المزامير التى رتلها شعب الله فى العهد القديم والتى مازال ‏شعب العهد الجديد يستخدمها للإشادة بعمل الله ورحمته.
‏ وضعت الكنيسة عدداً من المزامير لكل ساعة، وأضافت فى نهايتها قراءة ثابتة من الإنجيل. ‏كانت فى الأصل متغّيرة (قراءة متتابعة) يلى ذلك بعض الصلوات والطروباريات من نظم آباء ‏الكنيسة الاولين.
‏ غير أن صلاة الساعات تكملها صلاة التسبحة والتى تعتمد على بعض النصوص الكتابية التى ‏تشيد بعمل الله فى تاريخ الخلاص، إعتدتها الكنيسة القبطية بمثابة نواة لصلاة التسبحة، وهى أربعة: ‏
‏1.‏ التسبحة الأولى (الهوس الأول) وهو النشيد الذى ترنم به موسى وشعب العهد لما عبروا ‏البحر الاحمر (سفر خروج 15) مشيدين بقوة الرب الذى عبر بهم من العبودية إلى أرض ‏الميعاد وهو نشيد فصحى.‏
‏2.‏ التسبحة الثانية (الهوس الثانى) مزمور 135 وهو نشيد شكر للرب “لأن رحمته إلى الأبد” ‏كما تقول اللازمة التى تتكرر فى نهاية كل آية من آيات المزمور.‏
‏3.‏ التسبحة الثالثة (الهوس الثالث) من سفر دانيال، وهو نشيد الفتية القديسين فى آتون النار ‏وإنقاذ الرب لهم، واللازمة التى تتكرر بعد كل آية من آيات النص تدعو إلى تسبيح الرب مع ‏كل الصديقين والآبرار “سبحوه مجدوه إلى الأبد”.‏
‏4.‏ التسبحة الرابعة (الهوس الرابع) وهى نشيد الخليقة كلها ويتألف من المزامير (148 – ‏‏150) التى تنشد بحمد الله وتستخدم فى ذلك جميع آلات الطرب.
ولكل تسبحة من هذه التسابيح الاربعة تراتيل تسبقها وتفاسير تليها تدور حول المعانى ‏الكتابيّة والمفاهيم الروحيّة وكأنها مدرسة يتعلم فيها المؤمنون البسطاء الكتاب المقدس ‏واللاهوت والحياة الروحيّة.
‏ كما رتبت الكنيسة لكل يوم من أيام الاسبوع تمجيداً للسيدة العذراء يسمى ثيوطوكية أو ‏تداكية يتناول بدوره الرموز الواردة فى الكتاب المقدس عن تلك التى إستحقت ان تصبح أماً ‏لله – والثيوطوكيات غنيّة بالمعانى وتدفع إلى تأمل عظمة مريم العذراء وطلب شفاعتها عند ‏إبنها الحبيب.. تضاف إلى كل منها أيضاً التراتيل (الابصاليات وتختم بالتفاسير (اللبش ‏والطرح).
‏ ويبدو أن التسبحة أصلاً كانت تستخدم فى الكنائس المنتشرة فى البلاد، بينما كانت ‏صلاة الساعات تستخدم فى الأديرة، لأن المؤمنين البسطاء يميلون للترتيل والتسبيح أكثر ‏من الصلاة التأمّلية الجافة (تلاوة المزامير) ومع مرور الوقت دمجت الصلاتان (الساعات ‏والتسبحة) وأصبحتا تشكلان جسماً واحداً يستخدم على حد سواء فى الاديرة وفى الكنائس.
‏ للتسبحة ألحان شجية متنوعة وطويلة كل من شارك فيها أو سمعها، يجد نفسه وقد ‏إرتفع عن العالم المحسوس وكأنه فى إختطاف، إنها تدفع إلى الصلاة والتأمل.
‏ تستبدل التسبحة وصلاة الساعات فى إسبوع الآلام بطقس البصخة وهو طقس قراءات ‏من العهدين مع بعض الألحان التى ترفع بدورها النفوس إلى التحليق فوق ما هو أرضى ‏وتأمل أسرار الخلاص والفداء.‏
ثانياً: خدمة الأسرار
‏ تحظى أسرار الدخول إلى الإيمان بأهمية خاصة فى الكنيسة القبطية وتركز – شأنها فى ذلك شأن ‏كل الكنائس الشرقية – على فاعلية السر أكثر من تركيزها على إستعداد الشخص الذى يقبل السر، ‏فتمنح الأسرار الثلاثة الأولى: المعمودية والميرون والقربان المقدس معاً.
‏ يتم الإعداد للمعمودية بطقوس طويلة ويصلى على ماء المعمودية قداس لا يختلف فى ترتيبه عن ‏قداس القربان ويسكب الميرون فى ماء المعمودية فيصبح جاهزاً لمنح الحياة الجديدة. وبعد العماد ‏مباشرة يتم مسح المعمد بالميرون المقدس فى كافة الاعضاء والمفاصل علامة على تكريسه الكامل ‏للرب.
‏ ومن الجدير بالذكر أن زيت الميرون الذى يشتمل على العديد من المواد العطرية يتم إعداده بطريقة ‏خاصة وطقوس طويلة تنتهى يوم خميس الأسرار، إذ يتم تكريس الزيت فى قداس خاص يرأس خدمته ‏الأب البطريرك بنفسه ثم يتم توزيعه على الكنائس.
‏ يتم العماد بالتغطيس ثلاث مرات تذكاراً لموت المسيح ودفنه ثلاثة أيام، فالمعمد يدفن مع المسيح ‏ويقوم معه، وبعد الميرون يلبس الملابس البيضاء، إشارة إلى مشاركة مجد القيامة ويوضع على رأسه ‏إكليل، ويقدم للجماعة ويطوفون به فى الكنيسة، التى تستقبله بالألحان والفرح.‏
‏ أما سر القربان المقدس أو طقس الإفخارستيا فله مكانة خاصة فى الطقوس القبطية إذ أن الإحتفال ‏به يتطلب إستعداداً طويلاً يمتد فى الصلاة العشية ورفع البخور ثم تسبحة نصف الليل فبخور باكر، ‏تهيئة المكان وإعداد المؤمنين لهذا السر.
‏ كما أنه على المحتفل أن يقوم بسلسلة من الطقوس الإستعدادية كما تشير الترتيبات الطقسية باطنياً ‏‏(نقاء الضمير) وخارجياً (نظافة الجسم والملابس) وتلاوة صلاة الاستعداد ثم إعداد المذبح بفرشة ‏ووضع أدوات الخدمة فى أماكنها وإعداد مادة الذبيحة من خبز وخمر مع التدقيق فى فحصها.
‏ يصنع الخبز، كل مرة يُحتفل فيها بالإفخارستيا بطريقة خاصة وتصاحب صنعه تلاوة صلوات ‏المزامير، ويُرفع خبز واحد لكى يُقسم على الجميع فيجمعهم إلى واحد، خبز مستدير إشارة إلى الكمال ‏مختوم بختم خاص لتمييزه عن الخبز العادى، يحمل صليباً كبيراً يحيط به 12 صليباً إشارة إلى إشتراك ‏الرسل الإثنى عشر مع المخلص فى العشاء الأخير.
‏ ويُقدم الخمر من النبيذ النقى وينبغى على الخادم أن يفحص بعناية قبل صبّه فى الكأس. أما أدوات ‏المذبح تشير إلى رموز أسرار الخلاص، فالمذبح يشير إلى قبر المخلص، والصينية إلى مزود بيت لحم ‏حيث وُلد يسوع، والخبز يُسمى حملاً (الحمل المذبوح الذى يرفع خطايا العالم)، واللفائف إلى الاقمطة ‏التى لف بها الطفل المولود فى بيت لحم وكذلك الأكفان التى بها جسد يسوع، واللفافة الكبرى ‏‏(الأبرسفارين) إلى الحجر الذى وضع فوق القبر وعليه لفافة صغيرة تذكرنا بالختم الذى خُتم به القبر.
‏ ملابس الخدمة مأخوذة عن ملابس هارون رئيس كهنة العهد القديم وخاصة الطيلسانه التى تذكرنا ‏بالعمامة التى وُضعت على رأسه وعليها إسم الرب، اما الشملة فتذكرنا بالبرقع الذى كان موسى يضعه ‏على وجهه عندما يتجلى له الرب فى مجده.‏
‏ للمذبح إحترام خاص، فتشير الترتيبات الطقسية أن يخلع كل الداخلين إليه أحذيتهم من أرجلهم ‏إحتراماً وإكراماً وخشوعاً أمام حضور الله.‏
ليتروجية القداس
‏ تنقسم ليتروجيه القداس الإلهى إلى قسمين: قداس الموعوظين ويتضمن القراءات والعظة وما يلحق ‏بها من آلحان وصلوات تحضيرية ودورات بالبخور. ومن الرموز الخاصة بالبخور هو التطهر، فيستعد ‏المؤمنون لسماع كلمة الله إلى جانب كونه يرمز إلى صلوات المؤمنين المرفوعة إلى الله كقول المزمور ‏‏(مزمور 142: 2).
‏ وضعت الكنيسة القبطية التقدمة فى بداية القداس بعد إختيار الحمل وطقوس الإستعداد، ويُختم هذا ‏القسم الاول بتلاوة قانون الإيمان.‏
قداس القرابين:‏
‏ ويبدأ بصلاة الصلح وتبادل القبلة الرسولية عملاً بقول المعلم الإلهى فى الإنجيل : “إذا ذهبت لتقديم ‏قربانك وتذكرت ان لأخيك عليك شيئاً فدع قربانك فى الهيكل، وإذهب وصالح أخاك….”(متى 5: 23 ‏‏– 24 ) ويلى ذلك الحوار الإفتتاحى كمقدمة الانافورا وهو حوار قديم معروف فى كافة الطقوس شرقاً ‏وغرباً يدعو فيه المحتفل الحاضرين أن يرفعوا قلوبهم إلى فوق وأن يشكروا الرب وتبدا رواية التأسيس ‏ومن بعدها صلاة إستدعاء الروح القدس التى تُتلى فى خشوع وسجود لكى يرسل الرب روحه فيقّدس ‏القرابين ويُطهر المؤمنين لكى يقبلوا بإستحقاق. أما ذكر الأحياء وتذكار القديسين ثم ذكر الراقدين فهو ‏أمر مشترك فى كل الليتورجيات وتُختم الانافورا (صلاة التقديس) بالذكصولوجية التى يوجد ما يقابلها ‏فى كل الطقوس “كما كان هكذا يكون…” وهى تقابل كلمة “آمين” التى كان المؤمنون يتلونها فى ‏القرون الأولى قبل تثبيت الانافورات ويشتركون بواستطها فى صلاة الافخارستية الإرتجالية التى كان ‏المحتفل يتلوها.‏
طقس القسمة:‏
‏ إذ يتلو الكاهن صلاة خاصة تتغير حسب المناسبات، تُقسم القربانية الواحدة التى تحولت إلى جسد ‏السيد المسيح، لكى يشترك الجميع فى الخبز الواحد، فيصبحوا واحداً معه ومع بعضهم البعض.
‏ تعرف الكنيسة القبطية شكلين للتناول الذى يتم دائماً بالجسد والدم، إما منفصلين أو بالغمس، وكلا ‏الطريقتين قديمة مشهود لها فى الوثائق والمخطوطات القديمة… وبعد صلوات الشكر ووضع اليد ‏‏(البركة) يصرف المحتفل المؤمنين برش الماء عليهم مذكراً إياهم بالمعمودية التى نالوها والتى ينبغى ‏أن يحبوها. ثم توزع لقمة البركة على الحاضرين، ولهم أن يأخذوها معهم إلى منازلهم للمرضى والذين ‏لم يتمكنوا من الحضور.
‏ عرفت الكنيسة القبطية قديماً العديد من الانافورات من أقدمها انافورة (قداس) القديس سرابيون ‏اسقف تمويس، ولكنها إندثرت مع مرور الزمن ماعدا ثلاثة منها تُستخدم حالياً وهى:-
‏- أنافورة القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيساريه التى حلت محل الانافورة القبطيّة الأصلية ‏‏(انافورة القديس كيرلس) وتستخدم كثيراً بل غالباً على مدار السنة.
‏- أنافورة القديس غريغوريوس اللاهوتى وهى رائعة النصوص والألحان، حفظ إستخدامها للأعياد ‏الكبرى.
‏- انافورة القديس كيرلس المنسوبة إلى القديس مرقس وهى كانت فى الأصل الانافورة الأكثر ‏إستخداماً ولكنها أُهملت لزمن طويل بسبب صعوبة ألحانها، وفى السنوات الأخيرة كثر إستعمالها فى ‏زمن الصوم.
ومن الملاحظ أن نصوص الصلوات تتضمن شواهد كتابية متعددة فالطبع الغالب عليها كتابى أكثر منه ‏بشرى. وجدير بالذكر أن الكنيسة الأثيوبية الشقيقة مازالت تحتفظ بأربعة عشرة أنافورة كانت كلها ‏مستخدمة فى الكنيسة القبطية.‏
خدمة سر الزواج
‏ تتميز خدمة سر الزواج بطقوسها الطويلة وألحانها الخاصة، وبعد القسم التعليمى والقراءات تُرفع ‏الصلوات من أجل العروسين وتبارك الأكاليل التى تُوضع على رأسيهما ويلى ذلك الوصية لكل منهما ‏ثم صلاة البركة.
‏ ويمكن أن نمَّيز عدة خدمات : خدمة الخطوبة أو الجبنيوت (من القبطيّة : ي أبانا الذى…) ثم خدمة ‏عقد الأملاك فخدمة الاكليل. كما يوجد طقس خاص بزواج الأرمل وكانت هناك خدمة أخرى فى ‏القرون الوسطى وهى تحليل العروس بعد أربعين يوماً وهى تقابل تحليل الأم بعد الولادة بأربعين يوماً ‏‏– قبل عماد الطفل وهذان الطقسان لا يستعملان كثيراً الآن.‏
خدمة مسحة المرضى
‏ إعتاد أبناء الكنيسة القبطيّة أن يكثروا من طلب صلاة القنديل ليس فقط فى حالات المرض، إنما ‏أيضاً فى حالات الضيق والأزمات وفى مناسبات أخرى عديدة. وتُقام الصلاة فى المنازل ويبارك ‏الزيت فى طقس الصلاة التى تتضمن قراءات وطلبات تُرفع إلى الرب مع البخور والإبتهالات ثم يدهن ‏المريض وكل أهل البيت بالزيت.
‏ وإعتادت كنيستنا أن تقيم هذا الطقس مرة فى السنة جماعياً لكل مؤمنيها قبل قداس يوم جمعة ختام ‏الصوم الأربعينى، قبل أن يدخل المؤمنون فى إسبوع الآلام لكى تُهئ نفوسهم لخدمة الآلام مع المسيح ‏وتقويهم على تحملها.
‏ سُمى هذا الطقس بصلاة القنديل نظراً لإشتعال فتائل من القطن فى الزيت يكون عددها عادة سبعة، ‏وتنصح الكنيسة يإشتراك عدد كبير من الكهنة معاً فى الصلاة، فصلاة الإيمان تُخلص المريض ‏‏(يعقوب5 : 15)، ولكل فتيلة قراءة من الرسائل ونص من الإنجيل وطلبة خاصة.‏
سِر التوبة والمصالحة
‏ مرَّ سِر التوبة بتاريخ طويل، لم يُدرس جيداً إلى الآن، نعرف منه أن الإعتراف قد أُهمل فترة طويلة ‏فى الكنيسة القبطية، التى إكتفت بأن يعترف المؤمنون بخطاياهم سراً فى أثناء التبخير عند مرور ‏الكاهن بالقرب منهم حاملاً المجمرة. ويشهد على هذا الطقس ما يسمى الآن بصلاة الرجعة التى يتلوها ‏الكاهن أمام باب الحجاب إذ يقول “يا الله الذى قبل إليه إعتراف اللص على الصليب المكرّم، إقبل إليك ‏إعترافات شعبك وأغفر لهم جميع خطاياهم من أجل إسمك القدوس الذى دُعى علينا، كرحمتك يا رب ‏ولا كخطايانا”. والإكتفاء بالتحليل الذى يُقال فى القداس للجميع.
‏ غير أن النهضة الراهنة إهتمت أيضاً بضرورة الإعتراف الدقيق أمام الكاهن وسماع إرشاداته، ‏وليس فى الكنيسة القبطية مكان محدد لسماع الإعتراف (فغن كرسى الغعتراف تقليد غربى دخيل). إنما ‏يتم الإعتراف عادة فى الكنيسة، وعادة امام أيقونة أو امام الحجاب.‏
سر الدرجة والرسامات المقدسة
‏ طقس الرسامات قديم جداً، صلواته تشهد بذلك، ترفع فيها الإبتهالات إلى الله لكى يؤهل خادم السر ‏‏(أعنى الاسقف) أن يقوم بخدمة هذا السر كما يليق، ثم الصلاة من أجل المتقدم ووضع اليد، فالتلبيس ‏والوصية وصلاة الشكر إلى الله.
‏ فى الكنيسة القبطية، توجد طقوس لرسامة الانا عنسطى (القارئ) والايبوذياكون (مساعد الشماس) ‏والذياكون (الشماس) والكاهن والقمص والاسقف وكذلك رتبة تنصيب الأب البطريرك.
‏ تتم جميع الرسامات – ماعدا رسامة الاسقف وتنصيب البطريرك – بعد صلاة الصلح وقبل تبادل ‏قبلة السلام أما رسامة الاسقف وتنصيب البطريرك فتتمان بعد قراءة فصل الإبركسيس وقبل الإنجيل.‏
ثالثاً – تجنيز الموتى
‏ تُصلى الكنيسة على الموتى صلاة خاصة ويرفع فيها البخور، إنما لا تُعرف عادة الجناز أثناء ‏القداس الإلهى، يتألف طقس التجنيز من الصلوات الإفتتاحية الإعتيادية (الصلاة الربية – صلاة الشكر ‏‏– المزمور الخمسين) ثم تُرتل قطع من المزامير تختلف فى كل حالة عن الأخرى (جناز الكبار – ‏الأطفال – السيدات – الشمامسة – الكهنة …).
‏ وبعد فصول القراءات والإنجيل تُتلى طلبة خاصة ثم قانون الغيمان والصلاة الختامية. ترُتل فى ‏صلاة الجنانيز ألحان الحزن (اللحن الادريبى) فيما عدا أيام الآحاد والأعياد السيدية والخماسين ففى ‏الآحاد يرتل اللحن السندى، وفى الأعياد السيدية اللحن الفرايحى وكذلك فى الخماسين.
‏ فى إسبوع الالام لا تُقام جنانيز للراقدين، إذ تركز الكنيسة إنتباهها كله حول موت الملخص – فتقيم ‏الجناز العام يوم أحد الشعانين لكافة المؤمنين المتوفين، وإذا رقد أحدهم تُقرأ عليه ساعة من ساعات ‏البصخة بدون تبخير ويُدفن.
‏ تعرف الكنيسة صلاة التذكارات فى اليوم الثالث والسابع والأربعين، ولا تختلف فى ترتيبها عن ‏صلاة التجنيز، وإن كان معظم الكهنة يفضلون الآن إقامة القداسات بدلاً من قراءة فصول التذكارات، ‏ويشركون الحاضرين فى الأسرار المقدسة التى فيها عزاء أكبر.

‏ ‏
رابعاً: التماجيد
‏ إعتاد المؤمنون أن يطلبوا من الرعاة إقامة التماجيد لتقديم الشكر للرب ولإكرام القديسين ‏والشهداء بسبب حصلوا عليها، وتُرتل فيها ألحان الفرح وخاصة الألحان الشعانينية، وتقرأ سيرة ‏القديس ويُرتل لحن التطقيس (خين افران …. اكسيوس).‏

خاتمة ‏
‏ فى عبارة وجيزة نقول أن الطقوس القبطية غنّية واسعة متنوعة النغمات والألحان، وهى ‏مدرسة للصلاة والروحانّية والتعليم. وكل من شارك فيها بفهم وإدراك، فهى ترفعه إلى الفضيلة، ‏وتجعله يتذوق سعادة لا توصف.‏