stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

كثيرة هي أحزان الصديقين – الأب وليم سيدهم

1.3kviews

كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ، وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ.” (مز 34: 19حينما نتحدث عن “الصديقين” فنحن نتحدث على أناس يعيشون بمقتضى مشيئة الله، وعلى الفور نربط الصديقين ببعدهم عن الألم والحزن فهم ابرار لابد أن يرعاهم الرب.

إلا أن المفارقة الغريبة، أن هؤلاء الصديقين هم أول من يعانون في هذا العالم. فهم معرضون لكل أصناف الإستهزاء والتوبيخ واللعنة والتعذيب. هكذا حدث مع كل الأنبياء ومع كل الأبرار الذين عرفناهم في الكتب المقدسة والوجه الشهير لدينا هو وجه “يوسف الصديق” لقد باعه إخوته ليتخلصوا منه لأن والدهم يعقوب كان يعتبر الابن الحبيب، ويغدق عليه أكثر منهم جميعًا، إلا أن الكتاب يقول “وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلًا نَاجِحًا” (تك 39: 2)

أيضًا يوحنا المعمدان، الرجل النقي التقي الزاهد، الذي جاء ليمهد الطريق ليسوع، فهو إنسان بار. إلا أنه مات شهيدًا بسبب حقد إمرأة عليه لأنه رفض أن يستسلم لمشيئتها الشريرة، وكانت اليصابات البارة عاقرًا، وهي التي كانت تقوم بكل فروض الصلاة والطاعة لله. وكم عانت من عذاب عدم الانجاب والاحساس باللعنة لأنها كانت كالشجرة اليابسة، ويمكننا أن نذكر الكثير من الصديقين والصديقاتجميعهم اكتووا بنار العذاب لسبب أو لأخر، ويعتبر النبي أيوب نموذجًا فريدًا في القدرة على الإحتمال والثبات أمام الشدائد التي وجهها له الشيطان حتى يثبت لله أن أيوب يعبده لشيء ما في نفسه، وليس حبًا في الله فمات أولاده وغنمه وبقره، وضُرب بالأمراض المختلفة ولكن أيوب ظل أمينًا ومؤمنًا بالله. ولذلك تحدى الله الشيطان بأن يوقع أيوب في التجديف والكفر بالله.

لا شك أن حياتنا لا تخلو من الصعوبات والعراقيل، في المأكل وفي الملبس وفي السكن في ظل ظروف سيئة للغاية، ولكن إذا غاب الله عنا سقطنا في اليأس والقنوط والكآبة. أما إذا أمسكنا في يد يسوع مثل بطرس الذي كاد أن يغرق وهو يمشي على الماء، فنحن نستطيع أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو.

هذا الجسد الهين الضعيف يحمل كنزًا في كيانه يتفوق على ضعف الجسد، لأنه مجبول على صورة الله. وفيه شرارة الهية تقويه وتحصنه مهما ثقل الحمل ومهما اشتدت العواطف.

نشكر الله على كل نعمه التي لا تُحصى وعلى روحه الذي يملأنا الحبور والفرح رغم الألم والمعاناة، فلنا شفيع في السماء اسمه يسوع عاش كواحد منا وقدس أجسادنا ويدعونا دائمًا إلى مواصلة مسيرتنا الأرضية بفرح ورجاء لا ينضب لأنه قال: “ثقوا انا قد غلبت العالم”