stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصركنيسة الأقباط الكاثوليك

كلمة الانبا باخوم في موتمر أحوال المسيحين ومستقبلهم بالشرق الأوسط عمان ٢٥ – ٢٧ مايو ٢٠٢٢‏

451views

‏-‏ مقدمة لابد منها ‏

مصر كبلد لها ثقافتها الخاصة، بسبب تاريخاها الغني: من ثقافات وحضارات، غزاة ‏وطامعين. شعب يعشق أرضه، (تراب الوطن)، وخيار الهجرة بالنسبة له هو الخيار ‏الأخير دائمًا مهما كانت الظروف.‏
وان كانت هناك احصائيات للهجرة او السفر للبحث عن حياة أفضل من الناحية ‏الاقتصادية فهذا أمر يشترك فيه الجميع (مسلمون ومسيحيون). أما عن هجرة ‏اليهود المصريين فهذا أمر يطول شرحه، وبالمثل الجاليات الأجنبية. ‏

‏-‏ الربيع العربي ‏

عاشت مصر مرحلة من أخطر مراحلها في تاريخها الحديث والمعاصر وعاشت
‏ الكنيسة، قادتها ومؤمنيها هذه المرحلة ايضا كجزء لا يتجزأ من هذا الوطن ‏ويمكننا القول أن الخطر كان مضاعف.‏

وفي كل هذا لم يضعف انتمائهم لوطنهم وايمانهم بأن ما يحدث سيمر كما مر الكثير ‏من مضايقات وأحداث. فالخوف والقلق لم يكن فقط على الكنيسة (شعبها وقادتها) ‏بل الخوف الأكبر كان على الوطن فلسنا كمسيحين أقباط نعيش في جزيرة منعزلة ‏فروحانيتنا وطقوسنا وصلواتنا لا تنفصل عن ثقافتنا وانتماؤنا لوطننا.‏

فشبابنا جنود في جيش هذا الوطن وبناتنا أعضاء في أحزابه وعاملين في مؤسساته.‏

كانت الكنيسة ومازالت ثابتة غير محايدة، صامدة بتعاليمها ومبادئها. ‏وتركت لمؤمنيها الاختيار في توجهاتهم السياسية والحزبية مع ‏الاحتفاظ بقواعد الايمان الراسخ والتعاليم الكاثوليكية الواضحة. ولم تنقطع ‏صلاتها من أجل الوطن.‏

اذن استقرار المسيحين في مصر مرتبط باستقرار بلدهم، والمشاركة ‏الحقيقية في عملية الإصلاح، بكل محاورها: (الاقتصادي، التعليمي، الثقافي، ‏الديني،،) ‏

‏-‏ التحديات والمشاركة في الإصلاح ‏

بعد ثورتين وأعمال عنف وتعديات وازمات سياسية داخلية وخارجية، ثم ازمة ‏فيروس كوفيد ١٩ الذي عانت منه البشرية جمعاء.‏
كانت القيادة السياسية المصرية واضحة وصريحة في قراراتها ومصارحتها بكل ‏شفافية لوضع البلاد على كل المستويات ومن ثم التأثيرات التي يمكن حدوثها في ‏حال الدخول في طريق اصلاح حقيقي. ومن ثم حشدت لهذا ‏الهدف كل مقدرات الوطن وموارده. ‏شارك الجميع ممن لهم نوايا حسنة ولا ننكر معاناة الكثيرين ممن لحقهم غلو
‏ الاسعار وارتفاع تكلفة المعيشة في ابسط متطلباتها. وهنا يجب أن نلقي نظرة على ‏الوضع الاقتصادي العالمي وليس فقط في دول الشرق الأوسط فنحن نعيش في عالم ‏واحد، قرية صغيرة.‏

التحديات الاقتصادية:‏

على حد قول ‏Kenneth Rogoff ‎‏ كبير الاقتصاديين السابق لصندوق النقد الدولي ‏وبروفيسور الاقتصاد في جامعة هارفرد في الازمة الاقتصادية العالمية الحالية:

ان العالم يواجه اقوى عاصفة اقتصادية مع احتمالية حدوث ركود ‏اقتصادي في اميركا والاتحاد الأوروبي والصي. ‏‎ ‎
‏ وبالتالي يمكننا القول أن ارتفاع الأسعار ورفع الدعم، في مصر أمر لا يخص الإدارة ‏المالية لمصر فقط. وبالتالي أيضًا ارتفاع نسبة الديون الخارجة وارتفاع نسبة ‏التضخم وسعر الدولار أمام العملية المحلية، وارتفاع سعر الذهب، ارتفاع سعر ‏برميل النفط،،،كلها قضايا يجب أن تناقش في ضوء الازمة الاقتصادية العالمية.‏

وعلى الصعيد المحلي نجد، بنية تحتية جديدة، مشروع حياة كريمة، سكن الشباب، ‏طرق، مدن جديدة، أراضي زراعية جديدة. مشروعات قومية توفر فرص عمل كبيرة ‏جدا للعاطلين، بناء كنائس جديدة يصاحبه دعم كبير من الدولة من حيث ‏الموافقات والإجراءات القانونية، وتقنين الكنائس القديمة، قانون الأحوال ‏الشخصية المشترك للطوائف.‏

الوضع الديني المسيحي: ‏

أحيانًا يتم حصر قضايا المسيحية في مصر خاصة، في أزمة بناء الكنائس أو ترميمها! ‏وأرى أن احدى المشاكل الحقيقية في وضع المسيحيين بمصر هو احساسهم الدائم ‏بأنهم أقلية، وتوقعاتهم مع كل رئيس جديد في جمع الحقوق المهدرة منذ عدة عقود ‏‏(كتعينيهم في الوزرات السيادية، ورئاسة الجامعات الكليات). ‏
إذن الأزمة ليست فقط اقتصادية، وليست فقط في بناء الكنائس من عدمه.‏

إنما في وجود واقع لابد من الإقرار به والتفكير جديًا في مواجهته بطرق تتوافق ‏ودعوتنا الدائمة للعيش المشترك. ‏

هذا الواقع يمكننا تسميته ان جاز التعبير: “الهواء السلفي ” الذي يملأ الأجواء في ‏هذه البقعة من الأرض (بلاد الشرق الأوسط) فمازال وجود التيارات الفكرية ‏المتشددة في صورتها الأخيرة والظاهرة للعيان في ما يسمى الاتجاهات الدينية ‏السياسية لن تنتهي من مصر او الشرق الاوسط بهذه السهولة. لذا يمكن أن يأخذ ‏الحديث مسارات أخرى: دورنا في دعم عمليات الإصلاح الحقيقية في بلادنا، ‏وساقترح عمليا بعض النقاط في الختام. ‏

أخيرًا على المستوى الداخلي، والعلاقة مع شركاء الوطن ‏

ومرة أخرى عودة للعيش المشترك تحاول الدولة المصرية جاهدة مع قيادات ‏مشيخة الازهر الشريف وجود حل في التعامل مع التيارات المتشددة من خلال ‏تجديد الخطاب الديني.‏

تضع الكنيسة (بطوائفها الثلاثة بمصر) نفسها دائمًا تحت مظلة الدعوى للسلام ‏والعيش المشترك متحفظة بعض الشيء في بياناتها الرسمية وغير الرسمية تجاه ما ‏يثير غضب الاقباط الذي يصل في أقصى درجاته عند لوم قياداته الدينية ومجلس ‏اساقفته من ردة فعلهم وتصريحاتهم “غير المؤثرة” بحسب تعبيرهم. ‏

مقترحات للعمل معًا:‏

‏١. جمع المهاجرين المسيحين الشرق أوسطيين في رابطة واحدة يكون لها ‏تواصل مع حكوماتهم لدعمهم سياسيًا واقتصادًا.‏

‏ عرض هذا المقترح على مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في الشرق ‏الأوسط بحيث يكون المجلس هو الوسيط الشرعي لهذا الامر. ويقدم بعد ‏ذلك للجنة العامة “السينودسية” كثمرة من ثمار “العمل معًا” فليس دورنا ‏فقط رعاية أبنائنا وبناتنا داخل حدودنا انما رعايتهم ومشاركتهم في كل ما ‏تقدمه الكنيسة الجامعة من دعم.‏

‏٢. مقترح آخر يخص العمل مع شركاء الوطن: تفعيل وثيقة “الإخّوة ‏الإنسانية” و وثيقة “كلنا أخوة” من خلال مؤسساتنا التعليمية ومدارسنا ‏كمشروع موحد للمدارس الكاثوليكية في الشرق الأوسط.‏

أخيراً

أشكركم من كل قلبي على هذه الدعوة الكريمة لحضور هذا المؤتمر وأشكركم ‏لحسن استماعكم.‏

‏+ باخوم
النائب البطريركى لشئون الإيبارشية البطريركيّة

  • WhatsApp Image 2022-05-27 at 4.06.08 PM
  • WhatsApp Image 2022-05-27 at 4.06.08 PM (1)
  • WhatsApp Image 2022-05-27 at 4.06.09 PM (1)
  • WhatsApp Image 2022-05-27 at 4.06.07 PM
  • WhatsApp Image 2022-05-27 at 4.06.09 PM (2)
  • WhatsApp Image 2022-05-27 at 4.06.07 PM (1)
  • WhatsApp Image 2022-05-27 at 4.06.09 PM