stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« لا نَعْلَم ! » القدّيس أوغسطينُس

338views

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات حول المزامير: المزمور 110

« لا نَعْلَم ! »

حقًّا أيّها الأخوة، ما وعد به الربّ بدا مستحيلاً بنظر البشر: من هذه الحالة الفانية حيث يبدون قابلين للفساد وحقيرين وضعفاء، وغبار ورماد، سيصبحون متساوين بملائكة الربّ! لذا، لم يكتفِ الربّ بإبرام عقد الكتاب المقدّس مع البشر ليؤمنوا، لكنّه عيّن وسيطًا ضامنًا لإيمانه: ليس أميرًا ولا ملاكًا ولا رئيس ملائكة، بل ابنه الوحيد. هكذا، أراد أن يدلّنا بواسطة ابنه على الطريق الذي سيقودنا من خلاله إلى هذه النهاية التي وعد بها. لكن بالنسبة إلى الله، كان أمرًا هزيلاً جدًّا أن يدلّنا ابنه على الطريق: فقد جعل منه الطريق (راجع يو 14: 6) الذي سنسلكه تحت رعايته، الطريق الذي سنسير عليه…

كم كنّا بعيدين عنه! هو الموجود في العُلى ونحن في الأسفل! كنّا مرضى، بدون أمل في الشفاء. أُرسل الطبيب، لكنّ المريض لم يتعرّف عليه، “ولَو عَرَفوها لَما صَلَبوا رَبَّ المَجْد” (1كور2: 8). لكنّ موت الطبيب كان بمثابة علاج للمريض؛ جاء الطبيب لزيارته ومات ليشفيه. أفهم أولئك الذين آمنوا به بأنّه كان ربًّا وإنسانًا في آنٍ معًا: الربّ الذي خلقنا، الإنسان الذي خلقنا. كان هنالك أمر ظاهر عليه وأمر آخر مستتر؛ والأمر المستتر كان أهمّ بكثير من الأمر الظاهر… شُفي المريض بما كان ظاهرًا، ليصبح قادرًا على الرؤية بالملء لاحقًا. هذه الرؤية الأخيرة، كان الربّ يؤخّرها من خلال إخفائها، لكنّه لم يكن يرفض إعطاءها.