stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

لست المسيح – الأب وليم سيدهم

the wooden rosary on the open Bible
264views

القديس يوحنا كان يراه معاصريه بصفته المسيح. اختلط الأمر على معاصري يسوع، فلم يميزوا بين يسوع وبين يوحنا المبِشر به، رغم أن يوحنا حسب الانجيل أكبر من المسيح بستة أشهر إلا أن الانتظار الشديد الذي انتشر في اليهودية في ذلك الأمر لمجيء المسيح، جعل الناس تتسائل عن من هو المسيح؟! وكذا في الانجيل يقوم يسوع نفسه بسؤال تلاميذه عن نفسه، بعد أن سألهم عن رأي الناس فيه «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟»(متى 16: 13)

رد التلاميذ على يسوع قائلين: “قَوْمٌ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ: إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ (متى 16: 14) لقد تشابكت خيوط الهوية الخاصة بالمسيح المنتظر في اليهودية، وكانت هناك تيارات كثيرة تموج بانتظارات مختلفة، ابرزهم هو شخصية داود الملك والرغبة في شخص يضاهيه في علاقته بالله وفي القوة والمكانة والعرش، أما النموذج الثاني فهو موسى وهارون ويعتبرونه مسيحًا كاهنًا مثل هارون، والنموذج الثالث هو على مثال ارميا النبي مسيحًا مليئًا بالأوجاع ومتواضعًا ظهر في الانجيل فيما دخل يسوع اليهودية على جحش ابن اتان فهو ملك متواضع.

قالها يوحنا المعمدان: “فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ: «إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ».” (يو 1: 20). إنما انا شاهد للمسيح وجئت لأبشر بقدومه. أيضًا نحن علينا أن نُجيب “لسنا المسيح” بل رسله، خدام المسيح.

وإذا كان المسيح نفسه وصف نفسه بأنه “مُرسل من الله” وأنه يعمل ما رآه عند أبيه، فكم نحن، حينما نبشر بالمسيح مخلصًا، علينا أن نفصل بين من هو المسيح وبين تلميذ المسيح، وعلينا أن نقول للناس أنه لابد أن ينمو ولابد لنا أن نختفي في المشهد.

بعض الخدام والكهنة يبشرون بأنفسهم، كيف؟ حينما يظهر للسامعين أن الخادم خطيب مفوه، أو أنه يتكلم عن عظم معرفته بالكتاب المقدس، أو حينما تبرز مهارته في الترنيم. وينسى الهدف الأساسي، محبة المسيح، غفران المسيح، خلاص المسيح، تواضع المسيح، صبر المسيح …. الخ.

نعم ينبغي علينا أن نعلن أننا لسنا المسيح، ولكن على غرار ما فعل يوحنا المعمدان، نحن خدام المسيح ولا نستحق حل رباط حذائه.

المجد لك أيها المسيح مخلصنا، المجد لك