stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

لقد ظهر صلاح الله وحبه للبشر-روبير شعيب

811views

imageproxy

القراء الأعزاء،

نتوقف لنكتب لكم بعض السطور وتوقنا العميق هو ألا تكون مجرد معايدة اعتيادية بات مصيرنا الحتمي تبادلها في هذه الفترة من السنة دون الشعور بعمق معناها.

لقد تحدث الأب الأقدس بندكتس السادس عشر في الأيام الماضية عن معنى كلمة “اليوم” في ذكرى عيد الميلاد: “اليوم ولد لكم مخلص وهو المسيح الرب”. هذا “اليوم” يجعلنا معاصرين لله، لعمله الخلاصي، لمحبته التي تأتي إلينا لا بشكل جماعي فقط، بل بوجه شخصي جدًا وحميمي يلمس أعمق أوتار قلوبنا…

لقد قال لي لاهوتي يسوعي حكيم يومًا: “إن يقيني يزداد يومًا بعد يوم أن خطيئتنا الكبرى هي واحدة: العزلة”. قال الأب كلمته هذه ببساطة زادت من عجبي واستغرابي حتى تبدى هذا على محياي… وتابع اللاهوتي شرح ما قاله بالهدوء والبساطة التين بدأ بهما: “إن خطيئتنا الكبيرة هي أننا ننغلق على الله، على عمله فينا، على مبادرته لزيارتنا، على انحنائه علينا”. أليس هذا الميلاد؟ الله الذي يحطم الصورة القديمة التي تصور “الله البعيد”، ويظهر حقيقته التي سبق وقال فيها النبي أشعيا: “ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا ويدعى اسمه عمانوئيل، الذي معناه: الله معنا”.

الميلاد ليس فقط ذكرى، هو دعوة وحافز: أن نخرج من عزلة انطوائنا على ذواتنا لكي ننفتح على عمل الله، الذي يقول فيه يسوع: “هذا هو عمل الله أن تؤمنوا بذاك الذي أرسله” أي يسوع المسيح. الميلاد هو شهادة متجسدة لحب الله للعالم: هكذا أحب الله العالم حتى أنه أرسل ابنه الوحيد (راجع يو 3، 16).

في عظته عشية الميلاد قال البابا بندكتس السادس عشر أنه حتى في أيامنا هذه هناك أشخاص ما زالوا يظنون أن الله ليس مبدأً خيّرًا مطلقًا، بل أن هناك – ربما – ألوهة يتمازج في قلبها الخير والشر… على نقيض ذلك، وفي نظرة المسيحية، يعلمنا نافور قداس عشية الميلاد بحسب الطقس اللاتيني– ملخصًا كل لاهوت سر التجسد – أن في التجسد أراد الله أن يبين لنا حقيقته لكيما من خلال تألمنا بعلامة الحب المنظور (في فقر وتواضع المذود)، تُخطف أذهاننا إلى معرفة الحب غير المنظور.

هذا هو كنه وجوهر الميلاد! وقد أشار إليه أيضًا بندكتس السادس عشر في عظته أمس حين لخص معنى سر التجسد بكلمات بولس الرسول إلى تيطس: “لقد ظهر صلاح الله… وحبه للبشر”.

تمنياتنا الصادقة لكم، قراءنا الأحباء، هي أن تُخطف قلوبكم بحب إلهنا الذي أدركت القديسة تريزا الطفل يسوع كنه “مشاعره” نحونا عندما كتبت قبل أيام قليلة من موتها:

“لا يمكنني أن أخاف إلهًا أضحى صغيرًا هكذا لأجلي! (…) أنا أحبه! لأنه ليس إلا محبة ورحمة!”

تغيب نشرتنا في الأيام المقبلة لكي نعاود تغطية أخبار يوم رأس السنة عيد السلام. ثم نغيب من جديد لنعود إليكم يوم عيد الظهور الإلهي المجيد، بعون الرب.

ميلاد مجيد وعام سعيد

منقول عن وكالة زينيت العالمية – القسم العربي