stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« متى رَفَعتُمُ ابْنَ الإِنسان عَرَفتُم أَنِّي أَنا هو » القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب

358views

القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 – 1942)، راهبة كرمليّة وشهيدة وشفيعة أوروبا
تأمّل بمناسبة عيد ارتفاع الصليب بتاريخ 14/ 09/ 1939

« متى رَفَعتُمُ ابْنَ الإِنسان عَرَفتُم أَنِّي أَنا هو »

ها هو المخلّص معلّق أمامك على الصليب لأنّه “وَضَعَ نَفسَهُ، وَأَطاعَ حَتّى ٱلمَوت، مَوتِ ٱلصَّليب” (في 2: 8)… ها هو مخلّصك معلّق أمامك على الصَّليب، عريان ومُهان لأنّه اختار الفقر… ها هو مخلّصك معلّق أمامك على الصَّليب وقلبه مفتوح. لقد سكب دم قلبه لكي يفوز بقلبك. إن أردت اتباعه بالعفّة المقدّسة، عليك أن تطهّر قلبك من كلّ رغبة دنيويّة… وها هما ذراعَيّ المصلوب تمتدّان لتضمَّاك إلى قلبه. هو يريد حياتك ليعطيك حياته. سلامٌ عليك، يا أيّها الصليب المقدّس، أنت رجاؤنا الوحيد!

إنّ العالم يحترق… لكن فوق ألسنة اللّهب يرتفع الصليب الذي لا يمكن لشيء أن يُحرقه. هو جسر العبور من الأرض إلى السماء. مَن يقبّله بإيمان وحبّ ورجاء، يحمله الصليب إلى قلب الثالوث. إنّ العالم يحترق. هل تشعر بضرورة إخماد ألسنة اللّهب؟ ارفع ناظرَيك نحو الصليب. ومن القلب المفتوح ينسكب دم المخلّص، هذا الدم الذي يُطفئ نار الجحيم. حرّر قلبك… فيمتلئ حبًّا إلهيًّا يفيض ويحمل ثمارًا تنتشر في أصقاع الأرض.

هل تسمعين أنين الجرحى في ساحات المعارك؟ أنتِ لست طبيبًا ولا ممرّضة ولا يمكنكِ مداواة جراحاتهم. أنتِ منعزلة داخل غرفة ديرِك ولا يمكنِك الوصول إليهم. هل تسمعين صراخ الذين يحتضرون؟ قد ترغبين في أن تكوني كاهنًا للوقوف إلى جانبهم. هل أنتِ حزينة لحزن الأرامل واليتامى؟ قد ترغبين في أن تكوني ملاكًا معزّيًا يطير إلى إغاثتهم. ارفعي ناظريك نحو المصلوب. فإن كنت خطيبة له واحترمت عهودك، فإنّ دمه الثمين سيصبح دمك أنت أيضًا. وإن ارتبطت به، سوف تتواجدين في كلّ مكان تمامًا كما أنّه متواجد في كلّ مكان. هو ليس هنا أو هناك مثل الطبيب أو الممرّضة أو الكاهن، بل إنّه في كلّ مكان وعلى كلّ الجبهات وكلّ بقعة تخيّم عليها التّعاسة… سوف تكونين موجودة بفعل قوّة الصليب…

ها إنّ ناظرَيّ المصلوب تقعان عليكِ: هما يسألانك ويبحثان في داخلك. هل أنت مستعدّة للارتباط مجدّدًا بالمصلوب؟ بمَ ستجيبين؟ “يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك؟” (يو 6: 68). سلام عليك يا أيّها الصليب المقدّس، أنت رجاؤنا الوحيد!