stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

مقابلة مع رئيس أساقفة شيكاغو الكاردينال كوبيتش

590views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

30 مارس 2020

الكاردينال بليس كوبيتش يتحدّث لموقع فاتيكان نيوز حول ما تقوم به الكنيسة في شيكاغو من أجل تعزية المؤمنين والقرب منهم خلال فترة الوباء الحالية

ما تقوم به الكنيسة في شيكاغو من أجل تعزية المؤمنين والقرب منهم خلال فترة الوباء الحالية التي تضرب الولايات المتحدة ومن بينها ولاية إيلينويس، كان هذا محور مقابلة أجراها موقع فاتيكان نيوز مع رئيس أساقفة شيكاغو الكاردينال بليس كوبيتش. تحدث في البداية عن الأوضاع في الولاية وفي الأبرشية وكيفية رد السكان عليها، فقال إن الكنيسة وقبل إعلان حالة الطوارئ وتحديد الحركة كانت قد قررت في 14 من آذار مارس إغلاق مدارسها وإيقاف الاحتفال بالقداس. وتابع أن هذه كانت فترة صعبة وعلينا الآن تطبيق البعد الاجتماعي الذي يجعل الحياة أكثر صعوبة. وتحدث الكاردينال كوبيتش هنا عن العائلات المنغلقة في منازلها، مشيرا إلى أن عليها أن تتمتع ببعض الإبداع لإدارة الوقت الذي يقضيه أفرادها معا. وفي حديثه عن المجتمع أشار إلى التبعات الاقتصادية لانتشار الفيروس حيث هناك خطر فقدان الأشخاص للعمل وموارد الدخل، ولهذا، تابع رئيس أساقفة شيكاغو، من الأهمية أن نكون جميعا متحدين وأن نعمل على ألى يُنسى أحد.

وفي إجابته على سؤال حول ما يمكن أن يكون إيجابيا في هذا الوضع قال الكاردينال كوبيتش أن هناك في المقام الأول وحدة العائلات وتمضية أفرادها الوقت معا. وتحدث عن عيشنا في مجتمع لاهث وغالبا ما يرى أعضاء العائلة بعضهم يدخلون ويخرجون بدون تمضية أي وقت معا. ومن وجهة النظر هذه يمكن للوضع الحالي أن يكون فرصة لتقاسم أكبر، يمكن لهذه أن تكون فترة تتباطأ فيها حياة الجميع، وتابع أن لدينا وقتا أكثر ما يمكن أن يمنحنا فرصة التأمل حول حياتنا. وواصل رئيس الأساقفة مشيرا إلى دعوة الكنيسة الأشخاص إلى الصلاة، وقال إن هذا يتم في الأبرشية من خلال قرع أجراس الكنائس 5 مرات يوميا، ففي التاسع الصباحة تُوجَّه دعوة لتذكر المتألمين جراء المرض، وخاصة فيروس كورونا، وفي منتصف النهار يُدعى المؤمنون إلى الصلاة من أجل العاملين الصحيين، في الثالثة من بعد الظهر إلى الصلاة من أجل عناصر الإسعاف والعاملين في الخدمات الأساسية، وفي السادسة تُرفع الصلاة من أجل قادة البلاد وشعوب الدول كافة، وأخيرا تُرفع الصلاة في التاسعة مساءً من أجل ضحايا اليوم. وواصل الكاردينال كوبيتش أن الكنيسة تبحث عن طرق لجعل الأشخاص متحدين. تحدث من جهة أخرى عن الاحتفال بالقداس ونقله عبر الشبكة في الأبرشية بكاملها، كما وتوفِّر إحدى الشبكات التلفزيونية الكبرى فرصة بث قداس الأحد حيث يترأس هو القداس الإلهي في الكاتدرائية.

وفي ختام المقابلة التي أجراها معه موقع فاتيكان نيوز أعرب الكاردينال بليس كوبيتش رئيس أساقفة شيكاغو عن قناعته بضرورة التعامل مع هذه اللحظة باعتبارها زمنا يدعونا فيه الله إلى أن نشفى. وذكّر في هذا السياق بليتورجيا الأحد الماضي حيث حدثنا الإنجيل عن شفاء يسوع لرجل أعمى منذ مولده، وقال إن هذا يعلمنا أن الله يشفي بالاقتراب من الأشخاص، وقد كانت هذه لحظة حميمية جدا حيث شفى يسوع الرجل بطين جبله من تفاله. وتابع رئيس الأساقفة أننا حتى وإن كنا في هذه الفترة غير قادرين على أن نقترب من بعضنا البعض جسديا فيمكننا أن نكون قريبين أحدنا من الآخر في قلوبنا، وحين يحدث هذا فيكون الشفاء. ثم عاد إلى شفاء الأعمى فقال إن يسوع يُذكرنا بانحنائه ليجبل الطين بأنه خلقنا على صورته وشكَّلنا لنكون جميعا بشرا. وشدد رئيس الأساقفة على ضرورة استغلال هذا الوقت من أجل استعادة حس الجماعة وذلك كي نبدأ رؤية أن هذا يوحدنا جميعا. وأضاف معربا عن الرجاء أن تستمر هذه التأملات عقب انتهاء هذه الأزمة كي نتمكن من مواجهة تحديات الأمراض الأخرى التي تصيب المجتمع، وأشار هنا إلى ما وصفها بعدوى العنف والانتقام وآفات العنصرية والكراهية في عالمنا، والفقر الذي يصيب الكثير من الأشخاص. وختم الكاردينال بليس كوبيتش رئيس أساقفة شيكاغو مشددا على أهمية ألا نُضيع ما تعلمناه خلال هذه الأيام حول إنسانيتنا المشتركة وضعفنا المشترك، وأننا نحاسَب جميعا بالطريقة ذاتها من الله.