stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

من أحب أخاه فهو في النور – الأب وليم سيدهم

244views

في رسالة القديس يوحنا الأولى يحدثنا عن محبتنا لأخواتنا بصفتها وصية ضرورية وهامة لمن آمن بالمسيح مخلصنا فيقول: “مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ. وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ. (1يو 2: 10 – 11)

كلام خطير وحقيقي ويذكرنا الكتاب المقدس بأهمية ذلك في نفس الرسالة فيقول: “كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ.” (1 يو 3: 15). وحينما نرجع إلى الوراء أي إلى بداية الخليقة نجد أن قايين قتل أخاه بسبب حسده، وجاء في العهد القديم أيضًا قصة أخوة يوسف الذين ألقوه في الجُب في محاولة منهم لقتله إلا أن الله كان معه، فصار مخلصًا للارض كلها في مصر.

وهكذا يحذرنا القديس يوحنا شارحًا موقف من يبغض أخاه وكيف يجد نفسه في الظلام، ما الذي يقصده القديس يوحنا بذلك؟ إن الحياة المسيحية لا يمكن أن تستقيم إلا إذا كانت المحبة تربط بين المؤمنين بالمسيح، فالمسيح جاء لنا جميعا وليس لفرد واحد ومن انغلق على نفسه واعتبر انه هو الوحيد محل محبة المسيح وليس الآخرين فإنه يخطئ في حق الوصية وفي حق نفسه.

هذا ما فعله الفريسي حينما ذهب يصلي في الهيكل وكان العشار في آخر الكنيسة والفريسي في صدر الكنيسة، ماذا قال الفريسي؟ “اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ. أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ.” (لو 18: 11- 12) قالها بإزدراء بينما كان العشار يدق على صدره طالبًا الغفران من الله كان الفريسي يتهم أخيه العشار أمام الله. وماذا كانت النتيجة؟ يقول الكتاب إن العشار رجع إلى بيته مبررًا أما الفريسي فرفضت صلاته من الله.

فمن أحب أخاه فهو في النور فعلًا لأنه منفتح تمامًا لمشيئة الله حتى وإن كانت بالنسبة له مؤلمة وصعبة جدًا في بعض الأحيان، ولكن النور هو سبيلنا إلى الحقيقة وفي مثل السامري الصالح يشرح لنا المسيح الإزدواجية التي نعيشها أحيانًا كثيرة. فبينما نعظ ونرشد الآخرين ليحبوا بعضهم بعضًا نقترف نحن خطيئة الكُره والإنتقام أو التجاهل التام لأخوتنا. هكذا فعل الكاهن واللاوي مع الجريح الذي إعتدى عليه اللصوص ومن المفترض بحكم موقعهم كرجال دين أن يتوقوا لا ليتفرجوا على الجريح وينصرفوا بل ليضمدوا جروحه فقد كان بين الحياة والموت.

وهنا تظهر الأخوة الجميلة للسامري الذي كان يعتبره الكاهن واللاوي هرطوقيًا وينزل عن دابته ويضمد جراح هذا المسكين الجريح، ويأخذه على دابته إلى الفندق ويوصي عليه بأن يصرفوا عليه حتى يعود صحيحًا معافى.

هكذا المحبة الأخوية لكل إنسان وليس لأبناء ديني أو عشيرتي أو طبقتي أو مذهبي فنحن نؤمن أن الله خلق الإنسان كل إنسان على صورته ومثاله، ولذلك يجب أن نكرم كل إنسان بصفته خليقة الله أولًا ثم ثانيًا بصفته أخينا في الإنسانية.

يقول الكتاب: “إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً” (مت 12: 7). فالذبيحة بدون رحمة تصبح فارغة من الغي هو مجرد طقس خارجي لم يمس قلبي وعقلي لأصبح رحيمًا كما يقول كلام الله الحي.

نصلي بعضنا لأجل بعض ونحمل أخوتنا في قلوبنا ونحن نصلي من أجلهم.