stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

من أحب العالم ليست محبة الله فيه – الأب وليم سيدهم

419views

“لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. “وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ.” (1 يو 2: 16- 17) هناك فرق بين محبة العالم ومحبة الله، المقصود بمحبة العالم هنا، هو رفض وصايا الله. العالم في ذاته يعني كل الخيرات الأرضية المادية وغرائز الجسد، ويميز القديس يوحنا في رسالته بين الناس الذين يفضلون شهوات الجسد والغنى والسلطة على نعمة الخلاص بالمسيح. وليس المقصود من محبة العالم هنا الحكم المُطلق على العالم، لأن المسيح نفسه يقول في صلاته الكهنوتية “لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ.” (يو 17: 15). لأن المسيح نفسه جاء ليخلص العالم فالعالم في حد ذاته الله هو الذي خلقه وأرسل إليه الحبيب ليتجسد فيه.

من أحب العالم ليست محبة الله فيه يدعونا يوحنا في رسالته بأن محبة العالم يجب أن لا تطغي على محبة الله، بل أن تحوّل هذا العالم إلى أداة لتمجيد الله ولتوسيع رقعة الملكوت التي جاء المسيح يبشر بقدومها، فمن أحب العالم أكثر من حبه للمسيح ليست فيه محبة الله.

نعم لا يجتمع النور والظلام معًا، فعلينا أن نختار المسيح أولًا ثم نعطي المسيح إلى العالم كي يتطهر وكي يتحول ويتغير إلى جزء من الملكوت التي جاء المسيح على الأرض يبشر بها كثيرون من شخصيات الكتاب المقدس يعلمونا كيف لا نحب العالم على حساب محبة الله، زكا العشار بعد أن كان منغمسًا لأذنيه في عالم الجباية والسرقة تحول تمامًا إلى محبة الله عندما التقى به المسيح: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ».” (لو 19: 5). كذلك المرأة السامرية التي كانت حياتها مملوءة بهموم العالم تغيرت حينما جلست مع المسيح على البئر واصبحت من مجرد إمرأة خاطئة إلى مبشرة بالمسيح وبالملكوت وهناك أمثلة كثيرة على ذلك في الإنجيل.

أما الشخصيات التي رفضت أن يتحول قلبها من اباطيل العالم فهو الفريسي الذي دعا المسيح على العشاء وأدان المرأة التي جاءت تعترف ليسوع بخطاياها، كذلك الشاب الغني الذي أراد أن يتحرر من ضغوط العالم، رفض الإنصياع لكلام الملكوت على لسان المسيح «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي».” (مت 19: 21). إلا أن هذا الشاب مضى حزينًا، لأنه كان ذا مال كثير.

نطلب من يسوع طفل المغارة مخلصنا الصالح أن يرافق مسيرتنا في هذا العالم لكي يقودنا إلى محبة الله الحقيقية والتحرر من عبودية العالم.