stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

من الرسالة البابوية “إيمان شعب الله”. 1968 للقديس البابا بولس السادس

837views

“نؤمن بأن القداس، الذي يُقيمه الكاهن، ممّثلاً شخص المسيح بقوة سلطان سرّ الكهنوت، والذي يُقر به باسم المسيح وأعضاء جسده السري، هو ذبيحةُ الجلجلةُ تستحضر سرّياً على مذابحنا. وكما أننا نؤمن بأن الخبز والخمر اللذين قدّسهما الرب في العشاء المقدس قد تحوّلا إلى جسده ودمه اللذَين كانا سيُقدَّمان عنا على الصليب، فإننا نؤمن كذلك بأن الخبز والخمر، اللذّين يقدّسهما الكاهن، يتحوّلان إلى جسد ودم المسيح الممجّد في السماء. ونؤمن أيضاً بأن حضور الرب الخفيّ، تحت ما لا يزال يبدو لحواسنا كما كان يبدو من قبل، هو حضورٌ حقيقيٌ، ذاتيٌ جوهري.

وليس من الممكن أن يوجد المسيح في هذا السرّ على هذا النحو إلا باستحالة جوهر الخبز إلى جسده وجوهر الخمر إلى دمه، مع بقاء ما تدركه حواسنا من ميزات الخبز والخمر على ما كان عليه. وعن هذه الاستحالة الخفية تُعبّر الكنيسة خير تعبير بتسميتها إياها: “الاستحالة الجوهرية”. وكل تفسير لاهوتي يحاول فهم هذا السر بعض الفهم، يفرضُ فيه، كي يظلّ على وفاق مع الإيمان الكاثوليكي، أن يُقِرَّ بأن الخبز والخمر، بعد التقديس، قد زالا، في الواقع، بمعزلٍ عن اعتبار العقل، وأن جسد المسيح ودمه، لهما السجود، قد أصبحا حقاً أمامنا تحت أعراض الخبز والخمر السرية، كما أراد ذلك الرب، ليكون لنا قُوتاً ويُشركنا في وحدة جسده السريّ.

ولا يتعدّد بذلك وجود الرب في السماء، وهو الأوحد غير المتجزء، بل يحضر في السر إلى شتى الأمكنة، التي يقام فيها القداس، ويبقى حاضراً، بعد الذبيحة، في القربان المقدس، قلب كنائسنا الحيّ، في بيت القربان. وإنه لواجب مستطاب عندنا أن نكرّم ونعبد في القربانة المقدسة، التي تراها عيوننا، الكلمة المتجسّد الذي لا تستطيع أن تراه والذي حضر أمامنا دون أن يغادر السماء.”