stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أخبار الكنيسةروحية ورعويةموضوعات

من تعليق على المزمور ٣١ للقديس أوغسطينس

1.5kviews

من تعليق على المزمور ٣١ للقديس أوغسطينس

لتنتبه محبتكم. لقد قلنا أن العشار لم يكن يجرؤ أن يرفع عينيه إلى السماء. لماذا لم يكن ينظر إلى السماء؟ لأنه كان ينظر إلى نفسه. كان ينظر إلى نفسه لكي يشمئز منها هو أولا فيصير مَرضِيا لله. أما أنت، فإنك بالعكس تفتخر وترفع رأسك عاليا. يقول الرب للمتكبر : ” أنت لا تريد أن تفحص نفسك؟ أنا سأفحصك. تريد ألا أفحصك أنا؟ إذن افحص نفسك بنفسك”. لهذا لم يكن العشار يجرؤ أن يرفع عينيه إلى السماء، لأنه كان ينظر في أمر نفسه ويعاقب ضميره ذاته. لقد كان قاضيا لنفسه، كي يشفع له القاضي الأعلى؛ كان يعاقب نفسه كي يحرره الرب؛ كان يتهم نفسه كيما يدافع عنه الرب. ولقد دافع عنه الرب أفضل دفاع، لأن المذنب كان قد نطق هو نفسه بالحكم. ” نزل الفريسي إلي بيته مبررًا، لأن كل من رفع نفسه وُضع، وكل منُ وضع نفسه رُفع”. يقول الرب : لقد فحص ذاته فلم أشأ أن أفحصه أنا؛ سمعته يقول لي: “اصرف وجهك عن خطاياي”. لكن من ذا الذي يستطيع أن ينطق تلك الكلمات إلا الذي يقول كذلك: “لأني عالمٌ بمعاصي”؟ لكن يا إخوة، الفريسي أيضا كان خاطئا. مهما قال: “أنا لست مثل سائر البشر، الظالمين، الخاطفين، الزناة”؛ وإن كان يصوم مرتين في الاسبوع ويعطي العشر عن أمواله، فإن ذلك لم يكن ليغير من كونه خاطئا. حتى وإن كان خاليا من الخطايا الاخرى، فإن كبرياءه كان سبب اتهام كبير ضده. ومع ذلك لم يكن يخشى ان يتحدث هكذا. مَن منا بلا خطيئة؟ من يستطيع أن يفتخر بامتلاكه قلبا عفيفا أو بأنه طاهر من كل خطيئة؟ لم يكن إذن بلا خطيئة، ولكنه كان ضالا ولم يعرف إلى أين جاء. لقد كان في بيت الطبيب، كما لو كان يطلب الشفاء، ولكنه كان يعرض أعضاءه السليمة ويخفي جراحه. ينبغي لله أن يستر هو جراحك، وليس أنت. لأنك إن أخفيتها، لأنك تخجل منها، فلن يشفيها الطبيب. فليسترها الطبيب ويشفها!! فإنه يخبئها تحت ضمادة. فالطبيب عندما يخفي الجرح فإن الجرح يشفى؛ بينما حين يخفيه المريض فإنه فقط يظل مخفيا. وأنت، عمَّن تخفيه؟ عن ذاك الذي يعرف كل شيء!!