stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

من مصر دعوت ابني – الأب وليم سيدهم

369views

لقد قرر هيرودس التخلص من الطفل يسوع في المهد حتى يضمن عدم وجود تهديد لمكانته كحاكم معين من قبل الرومان على القدس. وبينما نتامل في خروج بني اسرائيل من مصر بيد قوية تحت قيادة موسى رغمًا عن الفرعون حاكم مصر، على أن أرض مصر كانت أرض العبودية. إلا أن ملاك الرب أوعز ليوسف والد الطفل يسوع بالجسد وامره بالهرب بيسوع إلى مصر التي كانت في ذلك الحين أرض سلام وأرض عبادة الإله الواحد، هكذا نجد يسوع لم يجد الأمان إلا في أرض مصر.

نحن اليوم، وعلى غرار التحدي الذي عاشه يسوع الطفل بين أطماع هيرودس من ناحية وبين مخطط الله الخلاصي فإن قلوبنا اليوم منقسمة وتقع تحت تحدي يواجهنا يوميًا، هل نحن مع الملك هيرودس القاتل والعدو الأول ليسوع؟ أم أننا مع يسوع الطفل، ملك السلام، مخلص العالم ومخلصنا مباشرة.

تظل قلوبنا مسكونة بما يمكن أن نسميه بحرب ضارية تقوم بين كل ما يمثله هيرودس الملك من عظمة وسلطة وقهر ومحاربة الله، وبين ما يمثله يسوع اليوم لي شخصيًا، من وعد بالسلام والأمان من قبول لمحبة الله المتجسدة في المكان والزمان، اليوم يقول الانجيل:  «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ ».” (عب 3: 15). ففي عالم تتقاذفه أمواج التملط والتسليع والتهميش لحضور الله أصبح من الواجب علينا كمسيحيين، ونحن نحتفل بتذكار ميلاد يسوع وتجسده ونحن في الألفية الثالثة أن نشهد بحضور الله الحي في وسطنا، وأن يصبح هذا الميلاد العجيب في الألفية الثالثة مصدر فرح وتعزية، مصدر رجاء وعدم يأس.

أمام هذه القيم الإستهلاكية والأنانية أمام تفشي المظالم وكثرة الحروب في أرجاء المسكونة وإلاتفاع عدد الاطفال اللاجئين والذين بلا مأوى، علىغرار يسوع الذي ولد في مزود بقر بسبب رفض أهل فلسطين استقباله، أن نتضامن مع الرعاة الفقراء المعاصرين لميلاد يسوع، ونصغي إلى تراتيل الملائكة من السماء قائلين: “«الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».” (لو 2: 14).

إننا في مصر البلد التي باركها يسوع ولجأ إليها منذ صغره، لنتقوى ونعمل مثله، إن يسوع لا يطلب من أن نلقي خطبة عظيمة ونتبارى في الكلام عنه معتمدين على معرفتنا بالكتاب المقدس، بل يطلب منا أن نعيش مثله ونحب مثله ونغفر مثله ونصغي إلى الآب مثله، ونعيش في صمت مثله كما عاش في حياته الفقيرة مع يسوع ومريم.

هذه هي الطريقة الوحيدة لنشر الحب وطرد البغض والحروب والمنازعات، المجد لك أيها المسيح المجد لك.