stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

نكران بطرس – القدّيس رومانُس المرنِّم

610views

القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ – نحو 560)، مؤلِّف أناشيد
النشيد 34
نكران بطرس
أيّها الراعي الصالح الذي بذل نفسه من أجل الخراف (يو10: 11)، أسرعْ، أنت أيّها القدّيس، لإنقاذ قطيعك…

بعد العشاء، قال المسيح: “يا أولادي، يا تلاميذي الأعزّاء، ها هي ذي ساعَةٌ آتية، بل قد أَتت فيها تَتفرَّقون فيَذهَبُ كُلُّ واحدٍ في سَبيلِه وتَترُكوني وَحْدي” (يو16: 32). وفيما أصيب الجميع بالذهول، صرخ بطرس: “حتّى لو أنكرك الجميع، أنا لن أنكرك. سأبقى معك؛ سأموت معك، صارخًا لك: أسرعْ، أنت أيّها القدّيس، لإنقاذ قطيعك.

“ماذا تقول، أيّها المعلّم؟ أنا سأنكرك؟ أنا سأتخلّى عنك وأهرب؟ ونداؤك، والشرف الذي منحته لي، ألن أذكر ذلك؟ أنا ما زلت أذكر كيف غسلتَ قدميّ وقلتَ لي إنّني سأنكرك. أنا أراك مجدّدًا تقترب حاملاً وعاء الماء، أنت الذي تسند الأرض وتحمل السماء. بهاتين اليدين اللتين جبلَتاني، غُسِلت قدماي للتوّ، وأنت تعلن أنّني سأقع وسأتوقّف عن الصراخ لك: أسرعْ، أنت أيّها القدّيس، لإنقاذ قطيعك”؟

على هذا الكلام، أجاب خالقُ الإنسان بطرس: “ماذا تقول، يا صديقي بطرس؟ أنت لن تنكرني؟ أنت لن تهرب منّي؟ أنت لن تتخلّى عنّي؟ أنا أيضًا أودّ ذلك، لكنّ إيمانك مترنّح ولا يمكنك أن تقاوم التجارب. هل تذكر كيف كدت تغرق لو لم أمدّ لك يدي؟ لأنّك مشيتَ فعلاً على الماء، تمامًا مثلي، لكنّك سرعان ما خفتَ وبدأتَ تغرق (متى14: 28). لذا، أسرعتُ نحوكَ فيما كنتَ تصرخ: أسرعْ، أنت أيّها القدّيس، لإنقاذ قطيعك.

“أقول لكَ ذلك منذ الآن: قبل صياح الديك، ستخونني ثلاث مرّات؛ وتاركًا أمواج البحر تغمر روحك وتلطمها من الجوانب كلّها، ستنكرني ثلاث مرّات. أنتَ الذي صرختَ في السابق والذي ستبكي الآن، لن تجدني مجدّدًا لأمدّ لكَ يدي كما في المرّة الأولى: فأنا سأستخدمها لأكتب رسالة مغفرة لمصلحة أحفاد آدم كلّهم. سأحوّل جسدي الذي تراه إلى ورقة ودمي إلى حبر كي أدوّن الهبة التي أوزّعها بلا انقطاع على الذين يصرخون: أسرعْ، أنت أيّها القدّيس، لإنقاذ قطيعك!”