stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

وفاة ” طبيب الغلابة ” في مصر

607views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

29 يوليو 2020

نعت نقابة الأطباء المصرية الثلاثاء 28 تموز يوليو الطبيب محمد مشالي الذي اشتهر بـ” طبيب الغلابة” أي الفقراء. وكان ابنه قد أعلن عن وفاته وذلك في مدينة طنطا في محافظة الغربية التي يعمل فيها.

توفي عن عمر يناهز 76 عاما الطبيب المصري محمد مشالي الشهير بـ “طبيب الغلابة”. وللدكنور مشالي قصة طويلة مع العطاء حيث يقوم في عيادته بالكشف على المرضى الفقراء مقابل مبلغ قليل من المال، بل واعتاد منح الأدوية لمرضاه أو مساعدتهم على شرائها في حال عدم تمكنهم من ذلك لعدم توفر الموارد المالية.

هذا وقد تناقلت وسائل إعلام مصرية وعربية ودولية عديدة مسيرة وتميز طبيب الغلابة، ونقلت بعض الحوارات التي تحدث فيها عن اختياره هذا. ففي مصر نشرت جريدة اليوم السابع على سبيل المثال على موقعها الإلكنروني مقابلة أجرتها منذ فترة قليلة مع الدكتور محمد مشالي، حيث تحدث عن ارتباطه بالفقراء وشفقته عليهم. وتَذكَّر باكيا أحد المرضى في واقعة جعلته يقرر هبة خدمته للفقراء. ويتحدث الدكتور مشالي هنا عن طفل في العاشرة من العمر في قرية بسيطة مصاب بداء السكري طلب من أمه شراء الإنسولين لشعوره بأزمة بسبب المرض، إلا أن الأم أجابته وانطلاقا من واقع العائلة أن شراء هذا الدواء سيعني أن أخوته لن يتناولوا وجبة العشاء. وكان رد فعل المريض الصغير أن حرق نفسه وذلك كي يتمكن أشقاؤه من الحصول على الطعام، حسب ما يروي الطبيب مضيفا أن الطفل قد توفي في أحضانه متأثرا بحروقه. وقد كان لهذا الحادث أن غير من حياة الدكتور مشالي حيث أدى تأثره الكبير بآلام هذه العائلة إلى أن يقرر تكريس عمله للفقراء والذين يصفهم في أحاديثه بالمطحونين. وواصل أن والده قد أوصاه على فراش الموت بالفقراء، كما وأشار إلى تأثره بالكاتب الكبير طه حسين وخاصة بمجموعته القصصية “المعذبون في الأرض”.

وكان طبيب الغلابة، الذي وُلد في محافظة البحيرة سنة 1944 وتخرج سنة 1967 من كلية الطب في جامعة القصر العيني في القاهرة، قد عمل طوال حياته في مدينة طنطا في محافظة الغربية التي كان قد توجه إليها مع العائلة بعد انتقال والده للعمل فيها. وكان يرفض رفع قيمة الزيارات الطبية في عيادته الصغيرة المتواضعة، حيث كان يتقاضى على الكشف الطبي 10 جنيهات مصرية أي ما يعادل حوالي نصف دولار، ويمكن لمن لا يستطيع ألا يدفع حتى هذا المبلغ الضئيل. وتطرقت المقابلة التي أجرتها معه جريدة اليوم السابع المصرية إلى رفضه مؤخرا هبات تصل إلى ملايين الجنيهات وتجهيز عيادة حديثة له بدلا من العيادة المتواضعة. وقال في هذا السياق إنه رفض لأنه قادر على علاج الفقراء كما أنه يمنحهم ما يتوفر لديه من أدوية من شركات الأدوية أو من مانحين. وتابع أن من لديه القدرة على تقديم هبات فليتوجه بها إلى إدارة محافظة الغربية لدعم دور اليتامى ورعاية الأطفال بشكل خاص.

وفي مقابلة أجرتها معه شبكة دويتش فيلي الألمانية نشرتها على موقعها الإلكتروني قبل أشهر ذكَّر الدكتور محمد مشالي بحادثة الطفل الصغير، كما وأجاب على انتقادات أو ربما سخرية البعض من أسلوبه البسيط في ارتداء الملابس أيضا، فقال إن العامل في ورشته لا يرتدي أفخر الملابس بل ملابس العمل، وما يرتديه هي ملابس العمل. وذكَّرت الشبكة الإعلامية الألمانية الكبيرة بأن طبيب الغلابة كان يعمل لساعات طويلة يوميا بلا كلل، بينما تحدث هو عن احيتاجاته المادية القليلة حيث يكفيه القليل وذلك من الطعام أيضا.