stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

وكان يسوع يتمشى في الهيكل – الأب وليم سيدهم

499views

أن يتمشى يسوع في الهيكل الأورشليمي فهذا حقه، إنه يهودي حتى النخاع ومثل أقرانه كان يطيب له أن يتواجد “تحت رواق سليمان” أو في صحن الهيكل، لقد خُتن في الهيكل حينما كان طفلًا وهرب من مريم ويوسف وعمره إثنتي عشر سنة لكي يجلس في نفس الهيكل يتحاور مع علماء الشريعة، وفي الهيكل قرأ سفر اشعياء: “رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.” (إش 61: 1)

فقد كان الهيكل بالنسبة ليسوع هو كنيسة القيامة للمسيحي وقبة الصخرة للمسلم فيه تتم أوقات العبادة لله الآب. ما أجمل أن نتردد على الكنيسة التى ننتمي إليها ونمضي فيها أحلى الأوقات في حضور القداس أو المشاركة في صلاة رفع البخور أو تقضية اسبوع البصخة في قراءة أسفار الأنبياء.

إنها مشاعر مقدسة ورغبة محمودة أن تتربط الأماكن المقدسة بشعورنا بالتلامس مع الله والتقرب إلى بيته، لقد شعرنا الآن بقيمة الكنيسة في زمن الكورونا

في غُمرة سير يسوع في الهيكل بعد أن كبر وبدأ حياته العلنية التبشيرية جاءه من يتسائل عن هويته قائلين: «إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْرًا». (يوحنا 10: 24)

فأجابهم يسوع:«إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. وَلكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي، كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».(يوحنا 10: 25- 30)

لقد جاءت ساعة إنفصال يسوع عن أقرانه اليهود، إنه بدأ يتميز عنهم بتقواه وبشارته الجديدة وتفسيره للكتب المقدسة، كما أن اليهود أيضًا لاحظوا أن يسوع هذا رغم تردده على الهيكل إلا أنه بدأ يتحدث عن هيكل آخر :”اهدموا هذا الهيكل وأنا أقيمه في ثلاثة أيام”

وكم حاول يسوع إصلاح السلوك غير الصحيح لبقية أقرانه من اليهود كبارًا وصغارًا في مقامهم مع الهيكلولكن عبثًا، ويخبرنا الكتاب المقدس بمشهد طرد باعة الحمام والصيارفة من الهيكل قائلًا:  “بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص”

وتتسع الهوة بين ما يعتقده يسوع صحيحًا للتعامل مع الهيكل، بيت الآب وبين عقد العزم على تأسيس هيكلًا جديدًا وعبادة جديدة برؤية جديدة هي رؤية العهد الجديد.

وظهر جليًا حينما طلب منه تلاميذه لكي يرى جمال مباني الهيكل فقد كان رد يسوع :” هذا الهيكل لن يبقى فيه حجر على حجر، لا بل وتتأكد رؤيته الجديدة للهيكل في رده على السامرية: ” قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ.أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ . لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا». (يوحنا 4: 21- 24) ليس المهم المكان، المهم بأى روح نعبد الله وفي أي مكان أيضًا دون التقيد بمكان معين.