stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

يهوذا الإسخريوطي – الأب وليم سيدهم

1kviews

يهوذا الإسخريوطي

في نهاية المسيرة على الأرض إجتمع يسوع بتلاميذه فيما نسميه “العشاء السري” عشاء الوداع، شاءت كلمة الله أن يصبح يهوذا نموذجًا للإنسان الذي لم يثمر فيه معية المعلم ولا استئمانه على الصندوق المخصص للصرف على جماعة الرسل، ولا الشفاءات ولا الحياة بالقرب من الحبيب. لقد بلغ الأمر بيهوذا أن يحصل على سر التناول من يد معلمه بثلاثين من الفضة ليسلمه إلى أعداءه. لقد راكم يهوذا كل ما يمكن تخيله من أفعال شنيعة لأقرب الناس إليه لا بل يقول القديس يوحنا يوحنافَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ.” (يوحنا 13: 27) فكيف ذلك؟ نحن نعلم أن المناولة هي أرقى درجات الإتحاد مع المخلص فكيف تصبح أحط درجات الخيانة؟

ليس أمامنا تفسيرًا أقرب مما قاله بولس الرسول: “فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ».” (رو 12: 20) ، فيسوع لم يرفض ليهوذا طلب وإحترم حريته وإختياراته إلى النهاية، حتى هذا الإصرار على تسليمه لإعدائه، هل هناك إله أعظم من إلهنا؟ إن يسوع يراهن على حرية الإنسان حتى النهاية حتى وإن كانت شريرة.

نعيش نحن لحظات كثيرة مثل موقف يسوع وغالبًا ما اختبرنا مثل هذه الخيانات في فترات من عمرنا وتعاملنا مع مقربين إلينا رغم قربنا منهم وصداقتنا لهم إلا أنهم لم يبالوا لذلك نظير مكسب خسيس حسبوه أهم من الصداقة والصحبة.

العجيب أن ما حدث مع يسوع ويهوذا يستفزنا ويجعلنا نتصافف مع يسوع وننسى أننا نحن أيضًا منذ أن أغلقت الكنائس بسبب فيروس كورونا ونحن نتحرق شوقًا للتناول من جسد ودم المسيح، ولكن يجب ان نحترم قرارات الكنيسة والدولة بالتباعد الاجتماعي فهذا شيء يحمي الجميع.

ونحن نتساءل أحيانًا كثيرة عن فلان أو علان الذي لا يفوته قداس ويتقدم إلى التناول بإنتظام ونتوقع منه أن يتطابق سلوكه مع سلوك المخلص، إلا أننا نجد العكس في الواقع. ونحن إذا تاملنا في مسيرة حياتنا نشعر بعدم إستحقاقنا التقدم لهذا السر، ونتساءل كيف نتحول من مؤمنين حقيقيين متحمسين لإعتناق الحياة مع رئيس الحياة إلى مجرد ممارسين لطقوس جامدة راكدة تفرغ هذا الإيمان من قوة الحياة التي كانت فاعلة بقوة في البداية ثم إنحسرت لتصبح مجرد بركة صغيرة مياهها آثنة فنفقد هكذا سر الإيمان فلا يبقى منه إلا فقاعة.