stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« العُمْيَانُ يُبْصِرُون » القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ

360views

القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ (150- نحو 215)، لاهوتيّ
إرشاد لليونانيّين 1، 4-7 (Protreptique)

« العُمْيَانُ يُبْصِرُون، وَالعُرْجُ يَمْشُون، وَالبُرْصُ يَطْهُرُون، والصُّمُّ يَسْمَعُون، والمَوتَى يَقُومُون، والمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون »

كتب القدّيس بولس في رسالته إلى تيطس: “فإِنَّنا نَحنُ أَيضًا كُنَّا بِالأَمْسِ أَغبِياءَ عُصاةً ضالِّين، عَبيدًا لِمُختَلِفِ الشَهَواتِ والملَذَّات، نَحْيا على الخُبْثِ والحَسَد، مَمقوتينَ يُبغِضُ بَعضُنا بَعضًا. فلَمَّا ظَهَرَ لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنا ومَحَبَّتُه لِلبَشَر، لم يَنظُرْ إِلى أَعمالِ بِرٍّ عمِلْناها نَحنُ، بل على قَدْرِ رَحَمَتِه خَلَّصَنا بِغُسْلِ الميلادِ الثَّاني والتَّجديدِ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ” (تي 3: 3-5). أنظروا إلى قوة هذا “النشيد الجديد” (راجع مز 149: 1)، نشيد ابن الله: فهو “قادِرٌ على أَن يُخرِجَ مِن هذهِ الحِجارةِ أَبناءً لإِبراهيم” (مت 3: 9)؛ فالذين كانوا يتصرّفون كوحوشٍ كاسرة قد حوّلهم إلى أناس متمدّنين؛ والذين كانوا أمواتًا ولم يكن لديهم نصيبٌ في الحياة الحقيقيّة الأبديّة عادوا أحياء بعد سماعهم لذلك النشيد.

لقد رتّب كلّ شيء بدقّة…، لكي يصنع من الكون كلّه مقطوعةً سيمفونيّة… إنّ سليل داود الموسيقي، والذي كان قبل داود، أي كلمة الله الأزليّة ربّنا يسوع المسيح، ترك “العود والكِنَّارة” (مز57[56]: 1)، تلك الآلات التي لا روح فيها، ورتّب كلّ العالم بواسطة روحه القدّوس، وخاصّة مُختَصَر هذا العالم أي الإنسان بروحه وجسده. إنّه يعزف بأصوات متعدّدة بواسطة هذه “الآلة الموسيقيّة البشريّة”، ويُغنّي بتناغم معها. ونَفخَ الربّ في تلك الآلة الموسيقيّة، أي الإنسان، نَسَمَةَ حَياة (راجع تك 2: 7)، فكان الإنسانَ على صُورَتِه؛ غير أنّه هو أيضًا (أي الكلمة المتجسّد) آلة موسيقيّة للربّ، متناغم، ومتناسق وقدّوس، حكمة الله الآتية من غير هذا العالم وكلمة الله العلي. فماذا يريد ابن الله وكلمته ونشيده الجديد؟ إنّه يريد أن يفتح أعين العميان وآذان الصُّمِّ، وأن يهدي التائهين إلى العدل، وأن يرى الله جميع مَن فيهم إثم، وأن يوقف الفساد ويغلب الموت ويصالح العصاة مع الله…

لا تظنّوا أنّ هذا النشيد المخلّص هو جديد كمثل قطعة أثاث أو منزل جديدين لأنّه كان “قبل الفَجرِ” (مز 110[109]: 3) كما أنّه “في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله” (يو 1: 1).