أبرشيّة جديدة للسّريان الكاثوليك في أربيل وكوردستان، وهذه هي التّفاصيل!
العراق
الثلاثاء 27 أغسطس – أب 2019 المصدر: نورنيوز
في إطار زيارته إلى العراق، ترأّس بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، مساء السّبت، قدّاس تولية المطران نثنائيل نزار سمعان أسقفًا على أبرشيّة حدياب- أربيل وسائر إقليم كوردستان- العراق، في كاتدرائيّة سلطانة السّلام- عينكاوا، بمشاركة لفيف من أساقفة الكنيسة وكهنتها من كوردستان وقره قوش ومن الكنائس الشّقيقة، وبحضور ممثّلين عن حكومة إقليم كوردستان وفعاليّاته.
في كلمته، أشار يونان إلى أنّ “الخدمة الأسقفيّة لأبرشيّة يُعاد تأسيسها تتطلّب الكثير من البذل والعطاء، ومن الحكمة والدّراية، وهذه أمور يدركها المطران مار نثنائيل نزار الّذي أخذ على عاتقه وبكامل رغبته واختياره أن ينطلق متّكلاً على النّعمة الإلهيّة الّتي حلّت عليه في سيامته الأسقفيّة، كي يرعى هذه الأبرشيّة إكليروسًا ومؤمنين، على مثال الرّبّ يسوع الرّاعي الصّالح الّذي علّمنا التّضحية والفداء قائلاً: ما من حبّ أعظم من هذا، أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه”، لافتًا إلى دعوة الأسقف الجديد في أن يصبح “شاهدًا مبدعًا للمحبّة…فيعيش روح الإنجيل بأمانة وإخلاص، وينادي بدون تردّد بالقيم الأخلاقيّة المسيحيّة”، مشدّدًا على أهمّيّة تمسّكه “بقيم العائلة الّتي هي الكنيسة الأولى، وبالدّفاع عن الحياة في جميع مراحلها. هو مؤتَمَنٌ على إخوته وأخواته في الأبرشيّة، يرافقهم ويشجّعهم ويعطيهم المثال الحياتيّ، في محبّتهم للكنيسة، وتعلُّقهم بوطنهم وتجذُّرهم في أرض آبائهم وأجدادهم وحضارتها، مذكّرًا إيّاهم بأنّهم الأبناء والأحفاد لأجيالٍ من الشّهداء سفكوا دماءهم من أجل إنجيل المحبّة والفرح والسّلام وللحفاظ على كرامة الشّخص البشريّ. كما أنه مؤتَمَنٌ على نشر حضارة المحبّة وعلى أولويّة الحوار الحياتيّ الصّادق بين جميع فئات المجتمع الّذي ينتمي إليه، فيدعو إلى الحوار بدون تمييز بسبب الدّين أو الطّائفة أو اللّون أو العرق”.
هذا وزخر برنامج البطريرك يونان بمجموعة نشاطات، إذ استقبل في مقرّ المطرانيّة محافظ أربيل نوزاد هادي مهنّئًا بتولية الأسقف الجديد، ومثنيًا على مواقف البطريرك الوطنيّة الرّائدة في الدّفاع عن قضيّة مسيحيّي الشّرق وحضورهم في أرض آبائهم وأجدادهم.
كما التقى الأحد بإكليروس أبرشيّة الموصل وتوابعها، قره قوش (بغديده)- العراق، في دار الآباء الكهنة في قره قوش، بحضور رئيس أساقفة الموصل وتوابعها يوحنّا بطرس موشي، ورئيس أساقفة بغداد والنّائب البطريركيّ على البصرة والخليج العربيّ وأمين سرّ السّينودس المقدّس أفرام يوسف عبّا، والأكسرخوس الرّسوليّ في فنزويلا تيموثاوس حكمت بيلوني، والقيّم البطريركي العامّ وأمين سرّ البطريركيّة الأب حبيب مراد.
خلال اللّقاء، هنّأ يونان الإكليروس على نشاطهم وغيرتهم الرّعويّة وثباتهم والتزامهم ومحبّتهم وتضامنهم والتفافهم حول راعي أبرشيّتهم يوحنّا بطرس موشي، مذكّرًا إيّاهم بأهمّيّة متابعة عيش دعوتهم وتكرّسهم للرّبّ من خلال الكهنوت الخِدَميّ.
أمّا صباح الإثنين فترأّس يونان القدّاس الإلهيّ في دير الرّاهبات الدّومينيكيّات للقدّيسة كاترينا السّيانيّة- قره قوش، تزامنًا مع رياضتهنّ الرّوحيّة السّنويّة، متوقّفًا فيها عند “الدّعوة الّتي إليها دعانا الرّبّ والّتي لا يفهمها العالم، لأنّه ينظر إلى ظواهر الأمور بمفهومها البشريّ، أمّا نحن فنتطلّع إلى فوق، وهذا ما يجعلنا أحيانًا غير مفهومين من العالم”، مشيرًا إلى “ضرورة أن نعرف كيف نستعمل الخيرات الدّنيويّة، جاعلين الأولويّة لله في حياتنا”، ومؤكّدًا أنّ “الرّبّ يسوع يدعونا كي نعيش سرّ الملكوت من خلال تكرّسنا، سواء الكهنوتيّ أو الرّهبانيّ بكلّ معنى الكلمة”.
هذا والتقى يونان كلّاً من مدير العلاقات الخارجيّة في حكومة إقليم كوردستان العراق سفين محسن ديزاي، وزير الأوقاف والشّؤون الدّينيّة في حكومة إقليم كوردستان العراق بيشتيوان صادق، في أربيل، شاكرًا إيّاهما على مروءة الحكومة في الوقوف إلى جانب جميع مكوّنات الإقليم بخاصّة المسيحيّين، على الانفتاح والمحبّة ونشر ثقافة حقوق الإنسان والمساواة بين جميع المواطنين.
وقد هنّآه بدورهما على استحداث أبرشيّة سريانيّة كاثوليكيّة جديدة في الإقليم متمنّيين النّجاح لأسقفها الجديد، مؤكّدين اعتزاز أبناء الإقليم بالتّعايش السّلميّ بين مختلف الأديان فيه.
نقلا عن نور نيوز