أخي الكاهن هذا أنت / الاب انطونيوس مقار ابراهيم
أخي الكاهن هذا أنت / الاب انطونيوس مقار ابراهيم
اخي الكاهن سلام المسيح يملاء حياتك.
أود أن أتشارك معك في بعض ما نحمله من نعم وكنوز مخبَّأة في آنية خزفيّة شكلّها الرب يسوع المسيح الكاهن الى الابد على رتبة ملكي صادق، بيده. أنا أخوك في الكهنوت دخلنا من جديد إلى رحم أمّهاتنا وكأنّنا نيقوديموس يسمع للمسيح يقول له إن لم تولدوا من جديد لن تقدروا أن تدخلوا ملكوت السموات. رحمُ الأمّ الذي حملَنا هو عدد السنين التي قضيناها في التكوين الروحي والتعليم الصحيح إضافةً الى خبرة الأيّام الراعوية. أنا أخوك الصغير في هذه الخبرة والكلمات التي أتشارك فيها معك ليست هي كلّ شيء. لربّما أنت تملك أفضل وأعمق منها. انت كاهن إلى الأبد على مثال من دعاك الى الكهنوت ولم تكن مسيحاً آخر ولكنك انت بالفعل والحقيقة مسيحٌ يحمل السلام، الحب، التعزية، الرجاء، المفغرة، الشفاء، ويملك السلطان على الأرواح كافّة. النقاط التي ستقرأها تفسّر لنا هذه الرسالة السامية، رسالة الحب والعطاء من دون حدود ومن دون توقّف.
1- أنت تشبه الحقل الذي يملكه صاحبه وبداخله الكنز المخفيّ (مت13) الذي فيه اسرار الحكمة والمعرفة كلّها وهذا الكنز هو يسوع المسيح الكاهن الى الأبد” والذي له كهنوت لا يزول ” وقد قّرب ذاته مرّة واحدة لأنّه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا(عب7/26)
2-أنت باني جسر التواصل بين الإنسان والله على مثال المسيح الذي شقّ الطريق من السماء الى الأرض “أصلحت الأرضيّين مع السمائيّين” المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والناس ” وليس بأحد غيره الخلاص.
3- أنت شريك المسيح في السلطان الكهنوتيّ لمتابعة رسالته الخلاصيّة بين البشر على مرّ الزمن حتّى منتهى الدهر فهي تقود النفوس وتعلّمُها وتقدّسها. قد أُعطيتُ كلّ سلطان في السماء والأرض، فاذهبوا وتلمذوا الأمم كلَّهم وعمّدوهم” (متى28/18-19)
4- أنت مدعوٌّ من الله إلى خدمة النفوس بتكريس ذاتك كلياً له
5- أنت ممتلئٌء من الروح القدس بفضل الموهبة التي انسكبت عليك يوم السيامة. 6
– أنت حامل يسوع الكاهن الأسمى نبع كلّ قداسة ومغفرة، لقداستك الشخصيّة وقداسة الآخرين.
7-أنت مقدِّم الذبيحة ومانح المغفرة باسم يسوع ” أعطيتكم السلطان أن تغفروا الخطايا جميع ما تحلونه على الارض يكون محلولاً في السماء وجميع ما تربطونه على الارض يكون مربوطاً في السماء”؛
8- أنت تقوم بالخدمة لا باسمك الشخصيّ بل باسم المسيح ففي منح سرّ العماد تردّد ما قاله هو ” أنا أعمّدكَ باسم الآب والابن والروح القدس” فيولد الطفل إلى حياة جديدة في المسيح الذي قدّسه”. وفي الإفخارستيّا تقول: خذوا كلوا هذا جسدي الذي يكسر، خذوا اشربوا هذا دمي الذي يسفك عنكم وعن الناس أجمعين. فلنمارس خدمتنا بخوف ورعدة، برصانةٍ وتقوى.
9- أنت، مذ أن صرت كاهناً لا تعيش لنفسك بل للمسيح “لا أحيا أنا بل المسيح”
10- أنت مسؤول عن تضميد الجراح. عليك أن تجبر قلب الكسير وتطمئن النفس المضطربة، وتحرّر من استعبدتهم الخطيئة والميول والشهوات وتحمل تعزية المسيح وسلامه إلى من فقدهما.
11- أنت محطّ أنظار الآخرين لينظروا فيك الوجه النيِّر الذي يعكس صورة المسيح كما وأنت الآذان الصاغية لآهات المتألّمين والآفات المختلفة فيتسنّى له تسوية الخلافات الناشئة بين طبقات الشعب. أنت فوق ذلك كلّه المنادي بالتوبة والتكفير المقدِّسَيْن وصدى لصوت المسيح فاجعل كلامك يفيض حكمةً فيرتوي منه العطشان.
12- أنت، بمقتضى دعوتك الإلهيّة وما عليك من واجبات، رسولٌ وعاملٌ مقدام لتهذيب المسيحيّ وتعليمه.
13- أنت هو الشخص المؤهَّل ليحمل مسوؤلية تجديد مصير الإنسان في مجمل ظروف حياته على الأرض.
14- أنت هو” خادم الأسرار”. أُعطيت كثيراً ليُطلب منك الكثير والويل، يومَ الحساب، لمن يدفن فضة سيّده. (أعطني حساب وكالتي)
15- انت هو رسول الحقّ والمحبّة. عليك أن تؤدّي حساباً عن حياتك وتصرفاتك وأمانتك.
16- أنت هو ” موزِّع النعم ” المستمدَّة من أبي النعم فيجب عليك أن تكون ممتلئَا بها وما أتعسك إن كنت فارغاً منها.
17- انت هو صورة حقيقيّ عن المسيح الكاهن ” فما أتعسك أن كنت تشوّه هذه الصورة، وكيف يمكنك أن تعوّض عنها!
18- انت هوالقدسيات مأخوذٌ من الناس ولأجل الناس فيما هو لله.
19- أنت هو منارةٌ للشعب ” والمرشد الحكيم الأمين والقاضي العادل النزيه والمربّي الواعي الفطن والخادم اليقظ الساهر المؤتمَن على كنوز سيّده والرفيق المخلص الصادق للآخر في ظروف الحياة كُلّها.
20- انت هوالسراج المشعّ فوق المنارة تضيء الطريق أمام الإنسان في ظلمات الحياة.
21- أنت هو الصوت الصارخ في بريّة الأيّام التي تتخبّط في مهبّ عواصف الأهواء والنزوات والشهوات.
22-أنت الكاهن مذيع الحقّ وملقّن الفضيلة والعقل الثاقب لحلّ أكثر مشاكل الحياة البشرية تعقيدًا.
23- أنت هو ممثّل يسوع المسيح على الأرض والشخص الذي يهب الحياة الإلهيّة بواسطة الأسرار المقدّسة.
24- أنت هو من يحمل في ذاته صورة المسيح ومن يجسد حياتَه في حياتِه.
25- أنت تحمل في يدك جسد الربّ ودمه لتقدّمهما غذءاً وشفاءً للناس.
26- أنت هو يا من تحمل في قلبك محبّة المسيح وتفجّرها في قلوب الآخرين.
27- انت هو يا من تحمل في ذاتك تواضع المسيح وتغرق كبرياء البشر في بحر تواضعه.
28-أنت هو يا من تحمل سلام المسيح بفرح وابتسامته وتفرّح بهما مَنْ حولك.
29- أنت هو يا من تتغذي في طعامك وشرابك بألمٍ وصبرٍ وتقود الاخرين بحكمةٍ الى كلمة الحياة.
30- انت كربان السفينة عليك أن تقود شعب الله المؤتمن عليه الى برّ الأمان اخيراً لاننسى ابداً إننا مدعوين دعوة سامية من صاحب الوليمة الرب يسوع المسيح وبموجب هذه الدعوة علينا دائماً أن نحمل بعضنا بضعاً في الصلاة وليباركنا الرب بكل بركة روحية سمائية وسلام المسيح يحفظ قلوبنا في أمان واستقرار الى ابد الابدين آمين