أريد أن تكونوا حيث أكون – الأب وليم سيدهم
أريد أن تكونوا حيث أكون
وعد يسوع الرسل أن يلحقوا به في الوقت المناسب في الملكوت “أريدكم أن تكونوا حيث أكون” نعم، إن حب يسوع لتلاميذه أفضى به إلى الموت، لكي يبرهن لهم أن الموت لم يستطع أن ينتصر عليه بل العكس فهو بموته إنتصر على الموت، لأنه “ابن الله الوحيد المولود قبل الدهور”
إن رسالة التجسد التى قام بها يسوع الكلمة كان هدفها أن يدرب ويُشرك الإنسان في فعل خلاص الإنسان، فهي إذن رسالة محددة في زمان معين ومكان معين.
بعد الإنتهاء من هذه الرسالة ينتظر يسوع أحباءه في عرش الملكوت في معية الله، وبالتالي يطمئنهم بأن إنتقاله من الأرض إلى السماء شيء ثابت في الكتب المقدسة، كما يؤكد لهم أنهم هم أيضًا سيلحقون به “وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ.” (يو 12: 26(”، ”لاَ أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ.” (يو 14: 18)، “وَمَتَى قَدَّمُوكُمْ إِلَى الْمَجَامِعِ وَالرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَحْتَجُّونَ أَوْ بِمَا تَقُولُونَ،لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يُعَلِّمُكُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوهُ” ( لوقا 12 : 11 – 12).
إن الحبيب لا يرتاح قلبه إلا إذا كان المحبوب حاضرًا له ومشاركًا له في المجد وفي فرح الطهارة والنقاوة وفرح الإنتصار على قوى الظلمة فيه ومن حوله. هذا هو حال التلميذ الذي كلَّفه معلمه وحملهم بمهمة التبشير بفرح مجيء الملكوت على الأرض. فبعد أن تكتمل أيامه في هذه الأرض ينتقل إلى وليمة السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا كآبة بل فرح ومشاركة وتمجيد وتهليل، فاللذين غسلوا ثيابهم بدم الحمل واستشهدوا حبًا وعشقًا له سينالون أكاليل المجد والحياة الأبدية غير الفانية. ”لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ.” (يو 17: 15)، يصلي يسوع إلى الآب ليرافقهم في العالم ويحميهم من الشرير.
إن إرادة يسوع هي أن يتمثل تلاميذه به ويتحملوا ما لا يتحمل أبناء العالم الشررير حتى يساهموا في خلاص هذا العالم من سلطان الشر، ويقول لهم في نهاية رسالتهم في العالم “ “قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ.” (مت 25: 23( “فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا فَسَقَيْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ.” (متى 25 : 37 :40)
إن التمتع بصحبة الابن الحمل الوديع هي المكافئة الأبدية لمن جاهدوا وضحوا بذواتهم من أجل مجد الله ورفعة إخوتهم البشر وبالتالي فإن وعد الله لهم بالحياة الأبدية ولبس إكليل المجد السماوى وعدّ أمين وصادق وعادل.
فطوبي للذين يسمعون كلمة الله ويؤمنون بها ويسلكون على ضوئها.