أقتنوا لكم أصدقاء بالمال والظلم – الأب وليم سيدهم
أقتنوا لكم أصدقاء بالمال والظلم
إن أبناء الظلمة أذكى من أبناء النور. فأبناء الظلم يستخدمون المال بنجاح فائق ويعرفون من أين تؤكل الكتف، أما أبناء النور فرغم أنهم يستخدمون نفس الوسيلة لكى يمارسوا حياتهم اليومية وهى “المال” الأ أنهم بحجة أنهم زاهدين فى هذا “المال” يفشلون فى إستخدامه بطريقة مختلفة عن أبناء الظلمة
إن المال فى حد ذاتة لا يحمل قيمة خاصة به. فمن يعطى للعملة المستخدمة فى التداول قيمة هو من يستخدمها .
ومعلوم أن الذين يسيطرون على سوق العملة وهم أبناء الظلمة الأ أن أبناء النور يجب أن يكون لديهم الخيال والأبداع لاستخدام نفس هذه العملة فى بناء الملكوت . فالعملة هى مثل السكين يمكنك أن تسخدمها فى الأكل أو أستخدمها للذبح .
وهكذا فإن الإنسان المؤمن يستطيع أن يطوع النقود ليقتنى بها وسائل للبناء وللسلام و للمصالحة فهو يستطيع أن يبنى بها بيتاً للأيتام أو مدرسة للفقراء او ملعباً للمحرومين. أو يشترى بها سيارات فارهة ومأكولات مرتقعة الثمن أو ملابس مرتقعة الثمن. فصبغة ”الظلم” اللصيقة بالمال المقصود بها العملة التى يستغلها الأشرار فى تنفيذ مأربهم وتضخيم أنانيتهم هذه العملة نفسها يمكن للمؤمنين أن يستخدموها بقناعة وعقلانية وبعدالة
لقد أمر يسوع بطرس الرسول أن يدفع الجزية لليهود حتى لا يكون عثرة للآخرين بعد أن عبر عن احتقاره للفريسين الذين عاملوه كما يعامل الوثنيين فقد قال لبطرس “هل أبناء البلد أم الأجانب الذين عليهم أن يدفعوا الجزية “
فحينما إستخدم يسوع النقود لم يخالف ضميره أو طريقته فى التعامل مع الواقع . وفى نص آخر حينما طلب منه أن يدفع الجزية قال “فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ». فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ.” (مر 12: 17)
فالعملة تستخدم فىمكانها الصحيح على أن تكون عبادة الله هى إختيار المسيحي عملًا بقول المسيح “لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ.” (مت 6: 24)
فحينما يستخدم المال كوسيلة وليس كغاية تستقيم الأمور لذا فعلينا نحن إذا أردنا أن نحسب مع أبناء النور أن لا نستخدم مال الظلم كغاية في الحياة بل وسيلة للبلوغ إلى الله جل جلاله.