أما إن كنتُ أنا بإصبع الله أخرِجُ الشياطين ، فقد وافاكُم ملكوتُ الله
كانَ يَسُوعُ يُخْرِجُ شَيْطَانًا أَخْرَس . فَلَمَّا أَخْرَجَ الشَّيْطَانَ تَكَلَّمَ الأَخْرَس ، فَتَعَجَّبَ الجُمُوع .
وَقالَ بَعْضُهُم : ” إِنَّهُ بِبَعْلَ زَبُول ، رَئِيسِ الشَّيَاطِين ، يُخْرِجُ الشَّيَاطِين ” . وَكانَ آخَرُونَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِيُجَرِّبُوه . أَمَّا يَسُوعُ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُم وَقَالَ لَهُم : ” كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ عَلى نَفْسِها تَخْرَبْ ، فَيَسْقُطُ بَيْتٌ عَلَى بَيْت . وَإِنِ ٱنْقَسَمَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا عَلَى نَفْسِهِ ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ ؟ لأَنَّكُم تَقُولُون : إِنِّي بَبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين . وَإِنْ كُنْتُ أَنا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين ، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخرِجُونَهُم ؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيكُم . أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِإِصْبَعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين ، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله . إذا كان القوي المتسلّح يَحْرُسُ دَارَهُ ، فإنّ أموالهُ في أَمَان . ولكن إِذَا فَاجَأَهُ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَغَلَبَهُ ، يَنتزعُ ما كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَيْه من سلاح ، وَيُوَزِّعُ أسلابهُ .
مَنْ لَم يكُن مَعِي كان عَلَيَّ ، وَمَنْ لم يَجْمَعُ مَعِي كان مُبَدِّداً . ( لوقا ١١ : ١٤ – ٢٣ ) .
” إصبع الله “
اسم الرّوح القدس وتسمياته ورموزه :
” الرّوح القدس” ، هو اسم علم للّذي نعبده ونمجّده مع الآب والابن . لقد تقبّلته الكنيسة من الرّب وتعترف به في معموديّة أبنائها الجدد ” فاذهبوا وتلمِذوا جميعَ الأُمم ، وعَمٍدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ، وعَلِموهم أن يحفظوا كُلَّ ما أوصيتُكُم به ، وهاءنذا معَكم طَوالَ الأيام إلى نهاية العالم ” ( متى ٢٨ : ١٩ ) . إن كلمة ” Esprit ” ( باللغة الفرنسية ) هي ترجمة لكلمة ” روح ” ( بالعبرية والعربيّة ) والّتي معناها الأوّل نسمة ، أو هواء أو ريح . وقد استعمل الرّب يسوع صورة الرّيح الحسّية لكي يوحي لنيقوديمس التّجدد المتسامي للّذي هو شخصيًّا نسمة الله ، أي الرّوح الإلهيّ ” لا تعجب من قولي لكَ : يجبُ عليكم أن تُولَدوا من عَلُ . فالّريحُ تَهُبُ حَيثُ تَشاء فتسمعُ صَوتَها ولكنّكَ لا تَدري من أين تأتي وإلى أينَ تَذهَب . تلك حالةُ كُلِّ مولودٍ للروح ” ( يوحنا ٣ : ٥ – ٨ ). إضافة إلى ذلك ، فإن كلمتي “روح ” و ” قدس ” هما صفتان إلهيّتان مشتركتان ما بين الأقانيم الثلاثة الآب والابن والروح القدس .
إن الرّب يسوع ، عندما أعلن عن مجيء الرّوح القدس ووعد به ، سمّاه ” البارقليط ” وهي لفظة تترجم بالمعنى الحرفي ” الّذي يُدعَى إلى قُربِنا ” . كما تترجم لفظة ” بارقليط ” أيضًا بـ ” المعزّي ” ، والرّب يسوع هو المُعَزّي الأوّل . ويسمّي الرّب يسوع الرّوح القدس ” الرّوح الحقّ “… كما نجد عند القديس بولس تسميات عدّة للرّوح القدس : روح الوعد، روح التّبنّي ، روح المسيح ، روح الرّب ، روح الله … كما نجد عند القدّيس بطرس تسمية روح المجد .
رموز الرّوح القدّس : المياه ، المسحة ، النّار ، الغمام ، النّور ، الختم والحمامة :
اليد : كان الرّب يسوع يشفي المرضى ويبارك الأطفال بوضع يده عليهم . وبإسمه عمل الرّسل الأمر ذاته . وأكثر من ذلك ، فإن الرّوح القدس كان يوهب بوضع يد الرّسل . وتورد الرّسالة إلى العبرانيين وضع اليد في عداد الأمور الأساسيّة من تعليمها . وتلك العلامة لسكب الرّوح القدس بكامل قدرته ، قد حفظتها الكنيسة في صلوات استدعاء الرّوح القدس خلال الاحتفال بالأسرار الإلهيّة .
الإصبع : كان الرّب يسوع ” يطرد الشّياطين بإصبع الله ” . إن كانت شريعة الله قد كتبت على ” لَوحَينِ مِن حَجَر ، مَكْتوبَينِ بِإِصبَعِ الله ” ( خروج ٣١ : ١٨ ) فإن رسالة الرّب يسوع المسيح الّتي سُلِّمت إلى عناية الرّسل ، ” لم تُكتَبْ بِالحِبْر ، بل بِرُوحِ اللهِ الحَيّ ، لا في أَلواحٍ مِن حَجَر ، بل في أَلواحٍ هي قُلوبٌ مِن لَحْم .
الطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن
للأرمن الكاثوليك