stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أمى وأخوتى هم من يصنعون إرادة الله – الأب وليم سيدهم

975views

فى إنجيل لوقا و أثناء القيام بالحج إلى فلسطين اختفى الطفل يسوع لمدة ثلاثة أيام عن مريم و يوسف لنتخيل ‏حجم المعاناة، طفل يتوه فى مولد هيكل أورشليم لمدة ثلاثة أيام لم تتعود مريم العذراء على هذا النوع من ‏الشقاوة من قبل طفلها المعجزى و اصابها حزن شديد وقلق على حياة الطفل و بكاء و عويل و بحث عند ‏الجيران وفى كل شبر من محيط الهيكل الأورشليمى كما ذهبت كل الظنون بها أن يكون حدث مكروهاً لإبنها ‏الحبيب و هكذا يوسف النجار زوجها.‏
‏”أَلَمْ‎ ‎تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟” قالها يسوع لمريم و يوسف وهو يجادل العلماء و أعيان اليهود ‏فى وسط الهيكل و لم تهتز له شعره أو يبدى أسفاً. فهو لم يرتكب خطأ فهو مع أبيه السماوى. كانت هذه ‏الواقعة كافية لتضع النقاط على الحروف فهذا الطفل منذ نعومة أظفاره شعر بأن حياته مكرسة لله الآب و ‏ليست ملكاً لمريم و يوسف أبواه بالجسد.‏
‏”نبحث عنك” نعم غالباً ما نبدأ منذ الصغر نشعر بأننا مدعوون لنعيش مع العالم وفى البحث عن البشر بعيداً ‏عن التقوقع على أسرة محدودة العدد كل همها الساسى البحث عن المأكل و المشرب و المسكن لتأمين ‏حياتهما.‏
عمل ذلك مع تلاميذه حينما دعوه للطعام و كان مع السامرية على البئر يتحاور فى شئون الحياة و الموت و ‏العبادة و المسيح المنتظر، وفى عرس قانا الجليل حينما نضبت الخمر تأتى مريم لإبنها يسوع و تخبره بذلك ‏فيرد عليها بأن ساعته لم تأتى بعد و مع ذلك حوّل الماء إلى خمر و ستر على أصحاب الفرح و لم يعرف ‏أحد بسر المعجزة إلا الخدام الذين تحول الماء الى خمر على ايديهم.‏
نعم أمى وأخوتى هم من يعملون إرادة الله و إرادة الله هى أن ننشر كلمته الحية و نتابع تفاعلها مع الصغار و ‏الكبار إلى محبة الوالدين هى وصية من الوصايا العشر “أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ ” و لكن إذا تناقضت هذه الكرامة ‏مع كرامة الله “لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي” فإن ترتيب الأولويات ضرورة فبدون الخالق لا يوجد مخلوق ‏و كرامة الاب و الام من كرامة خالقهم. و بالتالى فإن يسوع يرى أنه طالما هناك أطراف مهددة بالخطر من ‏أى نوع فإن لها أولوية على شرف الالتحاق بالأسرة حتى إن كانت مريم و يوسف هما الأصل.‏
و يذكرنا الكتاب المقدس كيف أن بطرس كان متزوجاً وإن لم يحدثنا عن أطفال له . ولكن رسالة بطرس ‏التى دعته إلى التفرغ لإتباع يسوع لم تمنعه من زيارة حماته بل دعوة يسوع نفسه لزيارتها و شفاها يسوع ‏من الحمى التى ألمت بها فقامت بعدها لتخدمهم.‏
إن أمهاتنا و أخوتنا زرعوا فينا الإيمان و حب الله فلا تناقض بين محبتهم و محبة الله و حينما يأتوا لزيارتنا ‏و التحدث إلينا أثناء القيام برسالتنا فإننا ندعوهم إلى الإصطفاف إلى جانب شعب الله لخيرهم و لخيرنا، أما ‏حين يصر أقرباءنا على الانفراد بنا على حساب رسالتنا فمعناها أنهم قصروا فى تربيتنا و عليهم أن ‏ينصاعوا إذا أرادوا إلى شروط رسالتنا و ليس العكس.‏
لتكن علاقاتنا الأسرية مبنية على علاقاتنا الصحيحة مه الله مخلصنا. ‏