stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أنت من تحبه نفسى 13 ” الم الحب “

1kviews

الم الحب
نشيد الأناشيد

للأب هاني باخوم

‏ الحبيب لا ينزعج من اعتراضاتها، يستمر في ندائها: فيرسَلَ يَدَه مِنَ ثَّقْب الباب، وهنا تَحَرَّكَت لَه أحْشائها وقامت. يفتح ‏الباب عليها رغما من اعتراضها، يوقظها من غفلتها. الحبيب يستغويها، وها هي تترك نفسها تستغوى، مثل ارميا ‏‏(20: 7). فقامت مسرعة تفتح له كي يدخل ويتنعما سويا، ولكن لم تجده، مضى.‏
‏ هل تأخرت كل هذا كي تمضي؟ أتعاقبها؟ أتلعب بأحاسيسها؟ ها انك تناديها وهي تترك مخدعها وتأتي ‏إليك وأنت يا من كنت حبيب تذهب. الأمر أكثر سواء، يذهب ويجعلها تبحث عنه وسط الليل وفى العراء، بين ‏الغرباء وعابري الليالي. فيقابلها حراس الدورية، فيعروها ويهينوها. يعتبروها بنت ليل تمر بالطرق فيجرحوا فيها. ‏
تلك الحبيبة تدفع ثمن شيء لم تفعله. سابقا كانت تخدم كروم آخرين، أشخاص آخرين، كانت سوداء ‏بسبب خطيئتها ولكن هذه المرة هي تحب. تبحث عن من تحبه نفسها، لم تخطأ. سابقا دفعت كثيرا من كرامتها ‏واحترامها لذاتها، كانت تعتبر نفسها سوداء. ولكنها الآن تتألم ولأول مرة ليس من اجل ما تفعله، بل لأنها تحب، ‏تتألم من اجل الحبيب. سابقا دفعت بسبب ما قامت به، والآن تدفع مجانا ما لم تقم به، مجانا للحبيب.‏
ما أعمق هذه الخبرة، خبرة الألم لأجل الحب، مقياس الحب الحقيقي. من لا يقبل أن يتألم من اجل من ‏يحب، لا يحب. كم نرى من صعوبات وألام وجروح في عائلاتنا ووسط أقربائنا ومن يحيط بنا، في كنائسنا ووسط ‏رعايانا، ومن لا يقبل الألم: ضعف الأخر، اهانة كرامة، طريقة تفكير مختلفة، فشل، من لا يقبل ان يدفع مجانا ‏ما لم يقوم به، نراه يكسر شريعة الحب: بطلاق، بخيانة، بإشباع الذات، بهروب عن الواقع، بأي شيء،… كي لا ‏يتألم. فهل كان حب؟ لا اعلم. ‏
هناك ثمن يدفع بسبب الخطيئة، وهناك ثمن يدفع بسبب الحب. هناك تعرية بسبب الخطيئة وهناك تعرية ‏وإنكار للذات بسبب الحب. ادم تعرى بسبب الخطيئة وخلع ثوب البر، وها هنا ادم الجديد يعروه الحراس والجنود ‏يقتسموا على ثيابه. يتعرى ويتخلى حتى عن ذاته ويأخذ طبيعة عبد من اجل من أحب: أنا وأنت. ها هو الحبيب ‏والحبيبة سويا، هنا نراهما على خشبة، فراش الحب، الصليب كما يقول أباء الكنيسة في أناشيد قديمة: الصليب ‏المجيد، فراش الحب حيث تزوجني الرب. الصليب والذي هو ظلام هو مقياس حب. ‏
القديسة تريزا الافيلية شعرت بهذا الظلام اكثر من 18 عام، و يوحنا الصليبي يقول في قصيدته: بفضل ‏هذا الظلام تقابل مع الحبيب. ‏
الحب حب لأنه قائم على الحرية. يتطلب نعم في كل لحظة: في الفرح والمتعة وفي الصعوبات ‏والأزمات. كان من السهل أن يدخل الحبيب منذ البداية ويتنعم مع الحبيبة. لكنها دائما ستفكر: هل أنا فعلا ‏أحبه، ام لأني في أحضانه وفي بيته، أحبه؟ مثله مثل الآخرين، من سبقوه؟ هل أنا فعلا أحبه ام لأنه يملائني ‏ويكفيني فانا أحبه؟ هل انا أحبه لانه الحبيب، ام احبه لانه يحبني؟ خبرة الالم ستؤكد لها اذا كانت تحبه ام تحب ‏نفسها فيه؟
‏ هذه الخبرة أساسية لنا: ان نختار الله لأننا نريده هو الخير الأعظم وان تتطلب هذا سنوات من الألم، من ‏الجفاف الروحي، وعدم الفهم، نختاره هو أهم من عطاياه وخيراته. ‏
ولكن الحبيبة ماذا اكتشفت هل فعلا تحب؟……….  للمرة القادمة

أيام مباركة….‏