stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أنكم تبشرون بموتى ‏- الأب وليم سيدهم

785views

أنكم تبشرون بموتى …

أن يُبَّشر بالموت اخوتنا واخواتنا شيء مريع وشنيع إذا توقفنا عند هذه الجملة فهي جزء من كل لن يكتمل إلا إذا أضفنا إليها جملة أخرى “وتعترفون بقيامتى” ما هو الشيء المفرح إن لم يكن يحمل في طياته عبير الحياة؟.

إن موت المسيح لم يدُم أكثر من ثلاثة أيام، وفي هذا رمز وهو أن الموت بصفته توقف عن الحياة البيولوجية والنفسية فقد سطوته على حياة المؤمن، ذلك لأنه مجرد سحابة عابرة في سماء الحياة التى نحياها مع المسيح. لأن قيامة المسيح كسرت الدائرة الجهنمية للموت. ولذلك فإننا نبشر بهذا الموت الذى قهر الموت بقيامة المسيح.

إن التناول من جسد المسيح والشرب من دمه الكريم يمجد الإنسان الضعيف ويجعله يختبر كيف يصير جسد المسيح جزءًا منه، كذا دم المسيح، وكما نعتبر في لغتنا اليومية “العيش والملح” عربون صداقة وعهد لا ينفصم بين المشاركين في هذه الوليمة الشعبية لأنهم تغذوا على نفس الطاولة ورشفوا من نفس الكوب هكذا من يشاركون في جسد ودم المسيح القائم من بين الأموات يصبحون شركاء عهد ومودة ومحبة بطريقة تفوق إدراكنا المحدود.

إن لحظات الإفخارستية هى لحظات العشق الذى مارسه الله من أجل البشرية، اللحظات التى تحول الدم إلى خمر فرح والجسد إلى خبز الحياة للآكلين منه وكما أننا في الطعام نأكل من عطايا الله المتمثلة في كل ثمرة وكل شجرة وكل حبة قمح فتموت عن ذاتها وتتحول إلى جُزء من جسدنا كي نستمر في هذه الحياة، فإن سر الإفخارستية يصير فينا حضورًا للمسيح القائم من بين الأموات يُمتعنا بفرح الشركاء والابناء لإلههم في استمرار شريان الحياة على هذه الأرض وعبر الموت في السماء بطريقة مختلفة لا نعرفها لأنها مختلفة تمامًا عن كل الأفراح التي عشناها على الأرض وتفوق إدراكنا.

لذا حينما نذكر المسيح ونتذكر موته وقيامته فنحن نتزود بكل الطاقات الكامنة في هذا السر التى تمنحنا السلام الباطنى والتواضع مع الروح المحيي ومع خالقنا وحافظنا جلّت قدرته.