stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ – الأب وليم سيدهم

687views

أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ

كثير من الناس يستمتعون بعّد الأخطاء للآخرين، ويفرحون عندما تقع عيونهم على ضعفات الآخرين، لا بل أكثر من ذلك يعايرون الآخرين بأخطائهم، كما يجدون متعة في إذلال الآخرين بسبب أخطائهم وخطاياهم.

والغريب في الأمر أن هذه النوعية من الناس لا يتوقفوا عن إرتكاب الأخطاء في حق الآخرين إلا أن عيونهم عمياء فيما يخص أخطاؤهم هم أنفسهم.

على مثل هذه المواقف يطلب يسوع من الناس الا ينسوا هذه الحقيقة المرة. حقيقة أنهم غير معصومين من الخطأ، لا بل هم كثيرى الخطأ فيقول لهم مهلًا، إحذر فإنك تحتاج إلى مراجعة نفسك وفحص أخطاءك وخطاياك أولًا قبل أن تهاجم الآخرين.

ولكن هيهات أن يفعلوا، لأنهم لا يستطيعون مواجهة أنفسهم. مثل الشخص الذي ينظر في المرآة فيرى شكله مليئًا بالندبات والنمش فيستغرب على نفسه ويرفض بينه وبين نفسه أن يعترف بأن هذا الوجه غير السمح هو وجهه هو. فيقرر مقاطعة المرآة حتى لا يتذكر وجهه الذي يميل إلى القبح أكثر من الجمال.

هذا هو حالُنا حينما نرفض عاهاتنا ونقصنا ونقرر ترك أنفسنا بندباتها وخطاياها الشخصية ونقرر الإتجاه إلى الخارج، إلى الآخرين حيث سياسة الهجوم على الآخرين تصبح خير وسيلة للدفاع عن أنفسنا وعن خطايانا.

إن الإنجيل هو كلمة الله الحية، التي تشفي كل الجروح من يؤمن بها ويتغذى عليها. ومن هنا يركز يسوع على الممارسات اليومية البسيطة التي بسببها تتحول حياة الذين نوجه إليهم هذه الإتهامات بالتقصير من أقربائنا وأصدقائنا لا بل إلى من لا نعرف جيدًا أحيانًا.

هنا يصبح كلام الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر :”الإنسان هم جحيم لأخيه الإنسان ” صحيحًا، ليس هكذا يتعامل المؤمنون مع أنفسهم أو مع الآخرين بل الغفران والرحمة والصبر والصمت هي طريقتهم في التعامل مع الآخرين. هذه المعاملة تنفي مقولة الفيلسوف جان بول سارتر وتتجاوزها إلى أفق أرحب في معاملة الآخرين.