stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

إلى الاله المجهول – الأب وليم سيدهم

600views

في مسيرة بحثه عن الله مرَّ الإنسان بمراحل عديدة في كل الثقافات وفي القارات الخمس كل البشر كانوا يبحثون عن الذي خلقهم وعن معنى حياتهم وعن هدف حياتهم ومآل مماتهم.

في أثينا عاصمة اليونان الآن، قدم بولس الرسول يبشر كعادته باسم المسيح، كيف اقترب بولس من هذه المسألة الشائكة وكل اله وثني له مريدون وتلاميذ، فيما يلي نأخذ من سفر اعمال الرسل الفصل 17 نموذجًا للتبشير باسم المسيح وسط الوثنية

قال بولس لأهل أثينا: أَيُّهَا الرِّجَالُ الأَثِينِوِيُّونَ! أَرَاكُمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَأَنَّكُمْ مُتَدَيِّنُونَ كَثِيرًا،
لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ، وَجَدْتُ أَيْضًا مَذْبَحًا مَكْتُوبًا عَلَيْهِ: «لإِلهٍ مَجْهُول». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ، هذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ (اعمال 17: 22- 23) واضاف بولس قائلًا: الإِلهُ الَّذِي خَلَقَ الْعَالَمَ وَكُلَّ مَا فِيهِ، هذَا، إِذْ هُوَ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي،وَلاَ يُخْدَمُ بِأَيَادِي النَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ، إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ. وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ، وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ، لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ، مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيدًا. لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضًا: لأَنَّنَا أَيْضًا ذُرِّيَّتُهُ. (اعمال 17 : 24- 28)

ثم يقوم بولس الرسول بتبصير الأثينيين بمدى التناقض الموجود لديهم، إذ يخلطون بين الإله الحقيقي الذي يبحثون عنه وبين التماثيل المصنوعة بايدي البشر، فيقول: فَإِذْ نَحْنُ ذُرِّيَّةُ اللهِ، لاَ يَنْبَغِي أَنْ نَظُنَّ أَنَّ اللاَّهُوتَ شَبِيهٌ بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ حَجَرِ نَقْشِ صِنَاعَةِ وَاخْتِرَاعِ إِنْسَانٍ.(اعمال 17 : 29) ويضيف بعد ذلك معلومة جديدة للوثنيين قائلًا: “ فَاللهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا، مُتَغَاضِيًا عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ. لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ، بِرَجُل قَدْ عَيَّنَهُ، مُقَدِّمًا لِلْجَمِيعِ إِيمَانًا إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ (اعمال 17: 30- 31)

بعد هذه الدعوة المباشرة وصل بولس إلى هدفه الأقصى، وهو الإعلان عن القائم من بين الأموات، إلا أن كثيرين من الحاضرين سخروا منه حينما تحدث عن القيامة، ولكن هناك أيضًا كثيرون لإنضموا إليه وآمنوا بالمسيح يذكر منهم ديونيسيوس الأريوباجي وإمرأة اسمها دامارييس، ويصير هذا المنهج التبشيري نموذجًا  يمكن أن يحتذى به في الحديث عن المسيح بلغة وثقافة الموجه لهم البشارة.

كلمة الرب تنمو وتزداد الآن وكل أوان وإلى الأبد آمين.