stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

إمام المغنيين أمام المذبح – الأب وليم سيدهم

480views

إنه داود النبي والملك والشاعر، اشتهر داود النبي بمزاميره وبرقصه أمام تابوت العهد، لذلك يصفه سفر يشوع بن سيراخ بأنه: “أَقَامَ الْمُغَنِّينَ أَمَامَ الْمَذْبَحِ، وَلَقَّنَهُمْ أَلْحَانًا لَذِيذَةَ السَّمَاعِ.” (سي 47: 11). ويضيف يشوع بن سيراخ “جَعَلَ لِلأَعْيَادِ رَوْنَقًا، وَلِلْمَوَاسِمِ زِينَةً إِلَى الاِنْقِضَاءِ، لِكَيْ يُسَبَّحَ اسْمُهُ الْقُدُّوسُ، وَيُرَنَّمَ فِي قُدْسِهِ مُنْذُ الصَّبَاحِ.” (سي 47: 12).

على عكس داود، شرع الكثير من الكهنة رجال الدين بجعل الصلاة إلى الله مجرد طقوس جامدة، وقراءات لا حصر لها ولا نهاية، إن حياة الصلاة لا يمكن أن تثمر فرحًا وسلامًا إلا إذا اهتز طربًا محبو القدير، الذين يعبرون عن بهجة قلوبهم حينما يصدحون بالتراتيل والترانيم التي تسبح وتمجد الخالق وتشرح حضوره الخلاق والمُفرح.

في جميع الأديان توجد الترانيم والتراتيل للإله، ولكن المتزمتين من المتدينيين في كل دين غلّبوا خوف الله على مخافته، غضب الله عن رحمته، جدية الله على سعة صدره وحنانه.

نتسائل كثيرًا عن لماذا تحولت صلواتنا الشخصية والجماعية إلى عقاب رباني لا ينتهي، لماذا نخاف من غضب الله ولانستمتع بحنانه وفرحه، لقد حضر يسوع المسيح مع أمه وتلاميذه فرح قانا الجليل. وأدخل البهجة على قلوب المحتفلين بتحويل الماء الى خمر لتكتمل فرحة المشاركين في العُرس.

لماذا اقام داود النبي أمام المذبح، وما الفرق بين ما كان يحدث منذ القدم وما يحدث الآن، كان الشعب كله يرنم مع داود ومع جوقته وكان الفرح يعم الجميع بحضور يهوه، ونحن اليوم علينا أن نبحث عن طرق يسودها الفرح العميق المعبق بعطر المحبة للآله الخالق ربنا يسوع المسيح مخلصنا.

ولقد قام القديس مارون منذ القرن الثالث الميلادي بتجديد واختراع الترانيم اللائقة بحضور الله وتمجيده واليوم نعلم جيدًا أن شبابنا وشاباتنا يتوجهون إلى الكنائس الت يتهتم بهذه الترانيم وتشجعها لأنها تعبر عن عواطف المحبة وموسيقى الرجاء الموجودة فيها كما تنشر عبر الفرح وتوحد المؤمنين في رفع صوتهم إلى خالقهم ولعل الكنيسة البروتستاتينية هي أكثر استعمالا لهذه التراتيل والأجمل في كورالاتها التي تجعل الترنيمة في قلب الليتورجية هل نستطيع أن نترنم دائمًا بمجد الله وما فعلت يداه ومخلوقاته البديعة المتنوعة.

لنقُل مع المرنم صلاتنا ترتفع كالبخور امامك يارب.