stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

إملأ أحشائك من هذا الكتاب – الأب وليم سيدهم

395views

هذه وصية الروح الذي استولى على النبي حزقيال في إحدى الرؤى، أمره بأن يأكل الكتاب المقدس أكلًا كما نتناول نحن جسد المسيح في القداس، فيأكل النبي حزقيال الكتاب ويصف شعوره بعد ذلك قائلًا: “فَأَكَلْتُهُ فَصَارَ فِي فَمِي كَالْعَسَلِ حَلاَوَةً.” (حز 3: 3). ثم يضيف الروح متوجهًا إلى النبي حزقيال في نفس الرؤية «يَا ابْنَ آدَمَ، اذْهَبِ امْضِ إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَكَلِّمْهُمْ بِكَلاَمِي.” (حز 3: 4).

هكذا يصف النبي حزقيال علاقته بكلام الله وبكتابه المقدس فهو يشبه الكتاب وكأنه جزء من جسد الرب، الكلمة المتجسد، ويستبق أحداث تجسد وموت وقيامة المسيح، فيتحول كلام الله إلى غذاء لابد منه لكي يتحدث باسم الرب.

هذا الاعتزاز بكلام الله يعبر عنه بطرس الرسول في العهد الجديد قائلًا ليسوع: «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ،” (يو 6: 68). قال بطرس هذا الكلام حينما ترك كثير من اتباع يسوع لأنه قال لهم: “لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌ.” (يو 6: 55). فمن أراد أن يتبعني عليه أن يأكل جسدي ويشرب دمي.

وإذا كان يسوع يرفض تجربة الشيطان التي فيها يتحدى يسوع بأن يحول الحجارة إلى خبز، فيرد عليه “لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ” (مت 4: 4). فها نحن نجد منذ مئات السنين قبل ظهور يسوع الكلمة بالجسد، الروح يأمر حزقيال النبي أن يأكل الكتاب المقدس، فشبه الكتاب المقدس بخبز التقدمة الذي يتقاسمه المؤمنون بيسوع لكي يحيوا به.

ونتذكر كلام المزمور “سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي.” (مز 119: 105). وشتان الفرق بين من يحفظون الكتاب عن ظهر قلب، فيصبح مجرد كلام محفوظ في العقل والذاكرة فقط، وبين من يأكل الكتاب فيصير جزءًا من كيانه إذ تتحد كلمة الله بكيان المؤمن فينطق بعظائم الرب، ويسير على خطاه عملًا بقول السيد المسيح “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.” (يو 14: 6). ، “أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا.” (يو 15: 5).

نعم، قال الروح لحزقيال: “وَقَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، أَطْعِمْ بَطْنَكَ وَامْلأْ جَوْفَكَ مِنْ هذَا الدَّرْجِ الَّذِي أَنَا مُعْطِيكَهُ». فَأَكَلْتُهُ فَصَارَ فِي فَمِي كَالْعَسَلِ حَلاَوَةً. فَقَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، اذْهَبِ امْضِ إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَكَلِّمْهُمْ بِكَلاَمِي. (حزقيال 3 : 3- 4)

هل يا تُرى وصلنا نحن إلى هذه المرحلة التي نتحد فيها كيانيًا بالله؟ أم مازلنا نتلعثم ونحن نقرأ كلام الرب ولم نصل بعد إلى مرحلة هضم هذا الكلام وإستقراره في كياننا حيث نشعر به ونسمعه ونلمسه ونتذوقه حتى نصل إلى ما وصل إليه حزقيال: فَصَارَ فِي فَمِي كَالْعَسَلِ حَلاَوَةً