« إِنَّه خَيرٌ لَكم أَن أَذهَب. فَإِن لم أَذهَبْ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد » – القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب ( إيديث شتاين )
القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب ( إيديث شتاين ) (1891 – 1942)، راهبة كرمليّة وشهيدة وشفيعة أوروبا
قصيدة العنصرة
« إِنَّه خَيرٌ لَكم أَن أَذهَب. فَإِن لم أَذهَبْ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد »
من أنتَ، أيّها النور الرقيق الذي يملأني وينير ظلمات قلبي؟…
هل أنت صاحب العمل، وباني الكاتدرائيّة الخالدة التي ترتفع من الأرض نحو السماء؟
إنّك تعطي الحياة “لأعمدتها” (راجع رؤ 3: 12) التي تنتصب عاليةً مستقيمة، متينةً وثابتة لا تتغيّر. وتندفع (هذه الأعمدة) مرتفعةً نحو النور مزيّنة بعلامة الاسم الإلهي والأبدي المنقوش عليها، وتحمل القبّة الذي تكمّل الكاتدرائيّة المقدّسة وتتوّجها، عملك الذي يحتضن الكون كلّه: الرُّوح القدس، يد الله الخالقة!…
هل أنتَ نشيد الحبّ العذب والاحترام المقدّس الذي يتردّد صداه إلى ما لا نهاية حول عرش الثالوث الأقدس (راجع رؤ 8: 3)؟
هل أنتَ سيمفونيّة تتردّد خلالها النوتة الخالصة التي يُصدرها كلّ من المخلوقات؟
إنّ الصوت المتناغم، والتناسق التام بين الأعضاء والرأس (راجع أف 4: 15)، حيث يكتشف كلّ أحدٍ وهو مغمورُ بالسعادة المعنى الغامض لكيانه، فيتركه يفيض منه من خلال صرخات الفرح، إذ يتحرّر هذا السرّ من خلال فيضان الذات: الرُّوح الأقدس، الفرح الأزلي!