اكتشاف مهم في وادي قاديشا
محبسة فوق دير مار أليشاع
حقّقت الجمعيّة اللبنانيّة للبحوث الجوفيّة انجازاً كبيراً باكتشاف محبسة لا تحمل اسماً، تقع في وسط جُرف صخري يبلغ ارتفاعه أكثر من 300 متر ويعلو دير مار أليشاع القديم في وادي قاديشا.
بالإستناد الى الشرح الذي قدّمه رئيس الجمعيّة الباحث فادي بارودي، فإنَّ الدخول الى هذه المحبسة كان على درجة كبيرة من الصعوبة، على غرار خطورة الوصول الى مغارة الحمام المطلّة من الشرق على دير مار أليشاع والتي اكتشفتها الجمعيّة اللبنانيّة للبحوث الجوفيّة قبل اعوام.
إستعمل المستغورون 320 متراً من الحبال، وخلال استكشافهم لهذه المحبسة المبنيّة مباشرةً فوق دير مار أليشاع على علو يصل الى حوالى 150 متراً، متفادين وقوع الحجارة على الدير وساحاته لكون نوعيّة الصخر رديئة ما يؤدي الى تفتّته. ونظراً الى صعوبة الوصول الى المحبسة، إستغرقت عملية الإستكشاف نحو ثماني ساعات. فهي تقع داخل تجويف صخري، لذا كان من المستحيل الهبوط اليها بالطريقة المتّبعة في الاستغوار، لأنَّ السقف الصخري للتجويف يمنع المستغور من الوصول الى داخلها حتى باستعمال تقنيّة التأرجح على الحبل، فكان على المستغورين اجتياز ممرّ أفقي بطول 30 متراً في صخر مفتّت للوصول اليها.
أمّا في داخلها، فثمة بقايا لجدران مبنيّة بحجارة منحوتة مما يعني أنَّ انسان قاديشا (الرهبان والنسّاك وغيرهم) قد سكنها قديماً. يبلغ طول التجويف 15 متراً وعلو سقفه أقل من 3 أمتار.
ومن المفيد التذكير بأنَّ عالمة الآثار كارمن أنيون التي ارسلتها منظمة الأونيسكو الى وادي قاديشا عام 1998، ذكرت بأنّها لم ترَ خلال عملها شيئاً شبيهاً لمحبسة مار أليشاع من ناحية الصعوبة والاستحالة في الوصول اليها.
تألّف فريق المستغورين من فادي بارودي، ماري قليعاني، نعيم مهنّا، الأب جاد قصيفي، كارلوس فغالي، أكرم بشارة. أمّا فريق المرافقة والتصوير السينمائي فضمّ طوني بجّاني، يوسف نصّار، سمير سلوان، ورومانوس البيسري.
عن موقع أليتيا