stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

الأب ميروني: الشهر الإرسالي الاستثنائي ليس اقتناصًا بل شغفًا من أجل خلاص العالم

838views

28 سبتمبر 2019

معنى الالتزام الإرسالي للكنيسة وجوهر الأحداث التي ستتم خلال الشهر الإرسالي الاستثنائي هذا ما تحدث عنه الأب فابريزيو ميروني في مقابلة له مع موقع فاتيكان نيوز

“تغذية حماس النشاط التبشيري للكنيسة إلى الأمم، واستعادة دفع جديد من أجل تحوّل إرسالي للحياة والعمل الراعوي” بهذه الأهداف وبمناسبة اليوم العالمي في الثاني والعشرين من أكتوبر – تشرين الأول لعام 2017 وخلال صلاة التبشير الملائكي عبّر قداسة البابا فرنسيس عن رغبته في إقامة شهر إرسالي استثنائي في شهر أكتوبر – تشرين الأوّل لعام 2019، وهو يحمل في قلبه الاهتمام عينه الذي حرّك ولمائة سنة خلت البابا بندكتس الخامس عشر على نشر الرسالة الرسوليّة “Maximum Illud” لأنَّ الكنيسة التي أرسلها المسيح لتكشف وتنقل محبة الله إلى جميع البشر وجميع الشعوب تفهم أنّه لا زال عليها أن تقوم بعمل رسولي كبير.

 

وبالتالي فهذا الشهر الإرسالي الذي سيُفتتح تحت عنوان “معمّدون ومرسلون: كنيسة المسيح في رسالة في العالم” يجد جذوره في تلك الرسالة التي وعشيّة انتهاء أول حرب عالمية تمنّت دفعًا إرساليًّا جديدًا يلزم الكنيسة بأسرها وليس فقط معاهد الحياة المكرّسة مزيلاً هكذا أي جانب آخر ثقافي أو اقتصادي لا يتعلّق بإعلان البشرى السارة. وهو مبدأ آني على الدوام كما يؤكّد الأب فابريزيو ميروني الذي عاش كمرسل لسنوات عديدة في آسيا وأمريكا وهو اليوم الأمين العام للاتحاد الإرسالي الحبري ومدير المركز الدولي للتنشيط الإرسالي ومدير وكالة الأنباء الكاثوليكية فيديس. وفي كلماته يعبّر عن المعنى العميق للالتزام الإرسالي وللكنيسة التي تنطلق والتي يتحدّث عنها غالبًا البابا فرنسيس. يركّز الأب ميروني أيضًا على جوهر العديد من المبادرات التي تظهر جمال الشهر الإرسالي الاستثنائي انطلاقًا من الموقع الالكتروني “www.october2019.va” والدليل الخاص بهذا الشهر واللذان يشكلان كليهما عضدًا للصلاة والتأمّل وللتنشئة وتنشيط الأبرشيات الرائدات الحقيقيات لهذا الحدث.

 

وفي جوابه على سؤال حول المعنى الحقيقي للرسالة قال الأب ميروني إنَّ الاحتفال بالشهر الإرسالي الاستثنائي هو أولاً ذكرى الاحتفال بالمئوية الأولى على صدور الرسالة الرسولية الكبرى للبابا بندكتس الخامس عشر؛ وقد قال لنا البابا فرنسيس نتذكّر هذه الوثيقة الكبيرة بشكل خاص لأننا بحاجة اليوم إلى إعادة إشعال وإحياء التزامنا الرسولي وبالتالي هي نداء للكنيسة بأسرها لكي يُعبر الإيمان بيسوع المسيح المائت والقائم من الموت بشكل أكبر وبصدق في الشهادة والاعلان والاحتفال بالأسرار أن الخلاص هو للعالم بأسره. ولذلك فالرسالة ليست اقتناصًا ولا منتجًا للبيع بل هي شغف الله الآب والابن والروح القدس تجاه الإنسان والعالم وبالتالي هو يطال الكنيسة أيضًا ليصبح كوننا مرسلين داخل رسالة الابن والروح القدس ما يكرره البابا فرنسيس على الدوام: كنيسة تنطلق. إنها كنيسة عليها أن تخرج من ذاتها لأنها كنيسة شغوفة بيسوع المسيح، ولذلك فالرسالة هي خروج حقيقي وانطلاق للبشارة ومنح المعمودية وهذا يعني أن نشارك في رغبة الله في خلاصنا وخلاص العالم وفي أن يجعلنا أبناءه ويحملنا جميعًا إلى البيت.

 

أضاف الأب ميروني مجيبًا على سؤال عن الأحداث المهمّة التي سيتخللها هذا الشهر الإرسالي وقال إن جوهر أحداث هذا الشهر هي مبادرات الصلاة والتأمّل والاحتفالات وأعمال المحبة وخبرة الرسالة إلى الأمم داخل الكنائس المحليّة لأنَّه وعندما يطلب منا البابا فرنسيس أن نعيد إحياء الروح الإرسالي يجب على الكنائس المحليّة أن تسائل نفسها كيف تعيش التزامها الرسولي. إن جميع الأدوات التي أعددناها لهذا الشهر هي أدوات عملية وتهدف لتحريك ودفع إبداع الكنائس المحليّة، ولذلك يمكنني أن أقول إنَّ هذا هو الجوهر ومحور هذا البعد الإرسالي للإيمان وبالتالي إن كنا مهتمّين لخلاص العالم فذلك لأننا نحب إله يسوع المسيح وملكوت الله ولأننا نهتم لمصير الخليقة والعالم بأسره.

 

تابع الأب ميروني مجيبًا على سؤال حول الأبعاد الروحية التي أشار إليها البابا فرنسيس بالنسبة لهذا الشهر الإرسالي وعن المبادرات التي تمَّ القيام بها وقال أريد أن أقول أولاً إنّه عندما نتكلّم عن أبعاد روحية نحن لا نتحدّث عن أبعاد مجرّدة أي غير ملموسة أو واقعية. نتحدّث عن أبعاد روحية لأنها الأبعاد بحسب الروح القدس وأبعاد حياة الروح القدس والتالي فهي تتعلّق بشكل مباشر بجوهر المسألة التي هي الإيمان. لأنه وبالنسبة للبابا فرنسيس كما هو الأمر بالنسبة للبابا يوحنا بولس الثاني إنّ أزمة الروح الإرسالية في الكنيسة ليست غياب الاستراتيجيات وإنما أزمة الإيمان، لأن الإيمان قد أصبح مخدّرًا ولم يعد قادرًا على لفت اهتمام الحياة الحقيقية للأشخاص. وبالتالي نحن فرحين جدًّا لكل ما خلقه الرهبان والمكرسون والمرسلون والمجالس الأسقفية في مختلف بلدان العالم، إذ قاموا بسلسلة من النشاطات والمبادرات؛ كذلك أعددنا لهذا الشهر دليلاً وموقعًا إلكترونيًّا وكتيبات ليتورجية بلغات عديدة لمساعدة الأشخاص على عيش هذا الشهر المميّز. فالبابا فرنسيس يقول في الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل”: “إن كل شركة حقيقية مع المسيح هي على الدوام شركة مسيرة ورسالة.

 

أضاف الأب ميروني مجيبًا على سؤال حول ما يجمع الشهر الإرسالي الاستثنائي وسينودس الأساقفة من أجل منطقة الأمازون واللذان يعقدان في شهر أكتوبر – تشرين الأول وقال إنَّ الشهر الإرسالي هو للكنيسة كلّها ويدخل في بشكل أساسي في جميع الرعايا والحركات الكنسية والبيوت أما السينودس فهو خاص وبالتالي يتعّلق بحدود جغرافيّة معيّنة علمًا أنّه حدث كنسي وفي خدمة الأب الأقدس يهمُّ الكنيسة بأسرها ولكنّه يبقى خاصًا بواقع معيّن. إنَّ البابا فرنسيس يريد أن تؤخذ بشكل جديّ التحديات التي تجمع هذين الحدثين أي البشارة والرسالة والشهادة، وبالتالي سيساعد هذان الحدثان بعضهما البعض على الحفاظ على محور البشارة وعلى نظرة القلب والذكاء اللاهوتي الراعوي وعلى الرسالة وعلى يسوع المسيح الذي يريد أن يخلّص جميع البشر.

نقلا عن الفاتيكان نيوز