تعليق على الإنجيل عظة يونانيّة من القرن الرابع عظة لثمانية عيد الفصح، منسوبة خطأً إلى القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
«آهِ! ما لَنا وَلَكَ يا يَسوعُ ٱلنّاصِرِيّ!»
إنّني لا أعرض لكم نسيج غرائب لا تُصدَّق، بل إنّ هذا هو ما كُتِب مقدَّماً في العهد القديم من الأنبياء. ألم تسمعوا صراخ موسى: “يُقيمُ لك الرَّبُّ الهُك نَبيّاً، من بينِكم من إخوتِك مِثلي”؟ (تث 18: 18) ألم تسمع إشعيا: “ها إِنَّ العَذراءَ تَحبِلُ وَتَلِدُ ابنًا وتَدْعو اسمَه عِمَّانوئيل”. (إش 7: 14)… ألم تسمع داود يقول: “يَنزِلُ كالمَطَرِ على العُشْب”؟ (مز 72[71]: 6)… صدّقوا إذًا الأنبياء، افهموا الحقيقة التي أعلنونها، وسوف تجدون “يسوع الناصريّ” (راجع مت 2: 23). انظروا، لقد أريتكم الطريق؛ فليتبعه كلّ مَن يريد. هوذا قد أضأتُ الشعلة؛ فاخرجوا من الظلمات.
يسوع الناصريّ: أقول اسمه وبلدته… وأنا لا أقول الرّب يسوع الذي بسط قبّة السماء، الذي أضاء أشعّة الشمس، الذي صمّم مجموعات النجوم في السماء، الذي أضاء مصباح القمر، الذين حدّد توقيت اليوم، الذي نسب للّيل مجراه، الذي علّق الأرض على المياه، والذي وضع للبحر حدًّا بكلمته… يسوع الناصريّ: الذي عنه هتف نثنائيل مُشَكِّكًا في أمره: “أَمِنَ النَّاصِرَةِ يَخرُجَ شَيٌ صالِح؟”(يو 1: 46)”… يسوع النّاصريّ الذي أمامه ارتجفت قوّات الشياطين قائلةً: “مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟”… هو الّذي قال عنه الرَّسول بطرس: “إِنَّ يَسوعَ النَّاصِريّ، ذاكَ الرَّجُلَ الَّذي… أَجْرى عن يَدِه بَينَكم مِنَ المُعجِزاتِ والأَعاجيبِ والآيات، كما أَنتُم تَعلَمون” فأظهر رسالته… نعم، “يسوع الناصري، هذا الرجل الذي أيّده الله بينكم”(راجع أع 2: 22).