stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 17 يناير/كانون الثانى 2019

Bible and cross --- Image by © VStock LLC/Tetra Images/Corbis
632views

الخميس الأوّل من زمن السنة

تذكار القدّيس أنطونيوس، الأبَّا

 

إنجيل القدّيس مرقس 45-40:1

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَتى يَسوعَ أَبرَصٌ يَتَوَسَّلُ إِلَيهِ فَجَثا، وَقالَ لَهُ: «إِن شِئتَ، فَأَنتَ قادِرٌ عَلى أَن تُبرِئَني».
فَأَشفَقَ عَلَيهِ يَسوع، وَمَدَّ يَدَهُ فَلَمَسَهُ، وَقالَ لَهُ: «قَد شِئتُ، فَٱبرَأ».
فَزالَ عَنهُ ٱلبَرَصُ لِوَقتِهِ وَبَرِئَ.
فَصَرَفَهُ يَسوعُ بَعدَما أَنذَرَهُ بِلَهجَةٍ شَديدَة.
فَقالَ لَهُ: «إِيّاكَ أَن تُخبِرَ أَحَدًا بِشَيء، وَلَكِنِ ٱذهَب إِلى ٱلكاهِنِ فَأَرِهِ نَفسَكَ، ثُمَّ قَرِّب عَن بُرئِكَ ما أَمَرَ بِهِ موسى، شَهادَةً لَدَيهِم».
أَمّا هُوَ، فَٱنصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعَلى صَوتِهِ وَيُذيعُ ٱلخَبَر، فَصارَ يَسوعُ لا يَستَطيعُ أَن يَدخُلَ مَدينَةً عَلانِيَة، بَل كانَ يُقيمُ في ظاهِرِها في أَماكِنَ مُقفِرَة، وَٱلنّاسُ يَأتونَهُ مِن كُلِّ مَكان.

شرح لإنجيل اليوم :

القدّيس بونافَنتورا (1221 – 1274)، راهب فرنسيسيّ وملفان الكنيسة
حياة القدّيس فرنسيس

«فَأَشفَقَ عَلَيهِ يَسوع، وَمَدَّ يَدَهُ فَلَمَسَهُ، وَقالَ لَهُ: قَد شِئتُ، فَٱبرَأ»

في أَحد الأيّام، بينما كان فرنسيس يتنزّه على ظهر حصانِه في سهل أسّيزي، التقى بأبرصٍ في طريقه. عند هذا اللقاء غير المتوقّع، انتاب فرنسيس شعور عارم من الرعب، لكن بعد أن تذكّر عزمه على عيشِ حياةٍ مثاليّة، ووجوب التغلّب على ذاته إن أَراد أَن يصبح “جنديًّا صالحًا للمسيح” (راجع 2تم 2: 3)، قفز عن حصانه وقبّل الأبرص التعيس. كان هذا الأخير قد مدَّ يدَهُ للحصول على حسنة، لكنّه حصل مع المال على قبلة. ثمّ امتطى فرنسيس حصانه مجدّدًا، وأخذ ينظر في كلّ الاتّجاهات، لكنّه لم يعد يرى سوى الأبرص. فامتلأ إعجابًا وفرحًا، وأَخذ يُرنّم ويُشيد بالربّ، ووعد بعد هذا العمل السخيّ أَلاّ يتوقّف عند هذا الحدّ…

لذا، استسلم إلى روح الفقر، وإلى طعم التواضع وإلى التقوى العميقة. في الماضي، كانت رؤية أَبرص تثير اشمئزازه، لكنّه بعد هذا الحدث، أخذ يقدّم إليهم شتّى الخدمات الممكنة من دون أَيّ تفكير بنفسه، بتواضع وإنسانيّة بالغين. كان يفعل ذلك من أَجل الرّب يسوع المسيح المصلوب الذي وصفه النبيّ بأَنّه كان “مُحتقرًا كالأَبرص” (راجع إش 53: 3). وغالبًا ما كان يزورهم، ويوزّع عليهم الحسنات، ومن كثرةِ تعاطُفِه معهم كان يقبّل بِمودّة أَيديهم ووجوههم. وكان يفعل ذلك مع المُتسوّلين أَيضًا. لم يكتفِ فرنسيس بتقديم ما لديه، بل أَراد أَن يعطي ذاتَه. ولمّا لم يعد لديه المزيد من المال، كان يُعطي ملابسه، وكان أَحيانًا يمزّقها أَو يقطّبها كي يوزّعها.

وفي هذه الفترة، قام بالحجّ إلى قبر الرسول بطرس في روما، وعندما رأى المتسوّلين يحتشدون على درج الكنيسة، دفعته الشفقة وانجذابه المحبّ للفقر إلى اختيار الأكثر بؤسًا وإعطائه ملابسه لقاء ثياب الفقير البالية، ثمّ أمضى اليوم كلّه مع الفقراء، ونفسه مملوءة بهجة لم يعرفها سابقًا.