stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 18 ديسمبر/كانون الأول 2018

787views

اليوم الثاني من أَيَّام المجيء الكبرى (18 ديسمبر/كانون الأوّل)

 

إنجيل القدّيس متّى 24-18:1

أَمَّا ميلادُ يسوعَ المسيح، فَهَكذا كان: لَمّا كانَت مَريمُ أُمُّهُ مَخْطوبةً لِيُوسُف، وُجِدَت قَبلَ أَن يَتَساكنا حامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
وكان يُوسُفُ زَوجُها بارًا، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرًّا.
وما نَوى ذلك، حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: «يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. إِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس؛
وستَلِدُ ابنًا فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم».
وكانَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ على لِسانِ النَّبِيّ:
«ها إِنَّ العَذراءَ تَحْمِلُ فتَلِدُ ابنًا يُسمُّونَه عِمَّانوئيل أَيِ “اللهُ معَنا”».
فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ، فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه.

شرح لإنجيل اليوم :

القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 – 2005)، بابا روما
الرّسالة الرّسوليّة: حارس الفادي(Redemptoris Custos)، الأعداد 25-27

«فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ»

إنّ جوّ الصّمت الذي يرافق كل ما يتعلق بصورة يوسف يطال أيضًا عمله كنجّار في بيت النّاصرة. غير أنّه صمت يكشف بطريقة خاصة البعد الباطنيّ لهذه الشخصيّة. تتكلّم الأناجيل حصريًا عما “فعله” يوسف؛ غير أنّها تمكّننا من اكتشاف جوٍّ من التأمّل العميق في أفعاله المغلّفة بالصّمت. إذ كان يوسف في اتّصال يومّي بالسرّ الَّذي “ظَلَّ مًكْتومًا طَوالَ الدُّهَورِ والأَجيال” و”جعل مسكنَه” تحت سقفه (راجع كول 1: 26؛ يو 1: 14)…

بما أنّ محبةّ يوسف الأبويةّ لم يكن باستطاعتها عدم التّأثير على محبّة الرّب يسوع البنويةّ وبما أنّ محبّة يسوع البنويّة في المقابل، لم يكن باستطاعتها أَلاّ تؤثّر على محبّة يوسف الأبويّة، فكيف التوصّل إلى إدراك ماهيّة هذه العلاقة الفريدة تمامًا في نوعها إدراكًا عميقًا؟ إنّ النّفوس الأكثر إحساسا بالحبّ الإلهي ترى بحقّ في يوسف مثالًا مشرقًا عن الحياة الباطنيّة. وعلاوةً على ذلك، فإنّ التّجاذب الظّاهر ما بين الحياة العمليّة والحياة التأمليّة قد تم تخطّيه في يوسف بطريقة مثاليّة، كما يمكن أن يحدث ذلك في مَن يملك كمال المحبّة. وبموجب الفارق المعلوم جيّدا ما بين حبّ الحقيقة ومقتضى الحبّ، يمكننا القول إنّ يوسف قد اختبر على حد سواه حبّ الحقيقة، أيّ الحب الطّاهر لتأمّل الحقيقة الإلهيّة التي كانت تشعّ من إنسانيّة الرّب يسوع المسيح، ومقتضى الحب، أيّ الحبّ، الطّاهر هو أيضًا، للخدمة، المُستلزم من قبل حماية ونمو هذه الإنسانيّة بالذّات.