الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 22 يناير/كانون الثانى 2019
الثلاثاء الثاني من زمن السنة
اليوم الخامس من أسبوع الصلاة لأجل وحدة المسيحيّين
تذكار إختياريّ للقدّيس منصور، الشمّاس الشهيد
إنجيل القدّيس مرقس 28-23:2
مَرَّ يَسوعُ في ٱلسَّبتِ مِن بَينِ ٱلزُّروع، فَأَخَذَ تَلاميذُهُ يَقلَعونَ ٱلسُّنبُلَ وَهُم سائِرون.
فَقالَ لَهُ ٱلفِرّيسِيّون: «أُنظُر! لِماذا يَفعَلونَ في ٱلسَّبتِ ما لا يَحِلّ؟»
فَقالَ لَهُم: «أَما قَرَأتُم قَطُّ ما فَعَلَ داوُد، حينَ ٱحتاجَ فَجاعَ هُوَ وَٱلَّذينَ مَعَهُ؟
كَيفَ دَخَلَ بَيتَ ٱللهِ عَلى عَهدِ عَظيمِ ٱلأَحبارِ أَبيَاتار، فَأَكَلَ ٱلخُبزَ ٱلمُقَدَّس، وَأَعطى مِنهُ لِلَّذينَ مَعَهُ، وَأَكَلُهُ لا يَحِلُّ إِلّا لِلكَهَنَة».
وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلسَّبتَ جُعِلَ لِلإِنسان، وَما جُعِلَ ٱلإِنسانُ لِلسَّبت.
فَٱبنُ ٱلإِنسانِ سَيِّدُ ٱلسَّبتِ أَيضًا».
شرح لإنجيل اليوم :
بودوان دو فورد (؟ – نحو 1190)، كاهن سِستِرسيانيّ
سرّ المذبح، 3، 2
«إِنَّ ٱلسَّبتَ جُعِلَ لِلإِنسان، وَما جُعِلَ ٱلإِنسانُ لِلسَّبت»
ما يؤمّن الغبطة الحقيقيّة هو الراحة المقدّسة والشبع المقدّس اللذان يرمز إليهما السبت والمنّ. بعد أن منح الربّ شعبه الراحة والشبع من خلال السبت والمنّ، معطيًا صورة مسبقة عن الغبطة الحقيقيّة التي سيمنحها للذين يطيعونه، لامه على عصيانه الذي قد يجعله يخسر الخيرات المرغوب فيها: “إِلى متى تأبَونَ أَن تَحفَظوا وَصايايَ وشَرائِعي؟” (خر 16: 28)… بعد هذا السؤال من الربّ، دعا موسى إخوته إلى أخذ فوائد الربّ بعين الاعتبار: “أَُنظُروا: إِنَّ الرَّبَّ أَعْطاكُمُ السَّبْت، ولِذلك هو يُيعْطيكم في اليَومِ السَّادِسِ طَعامَ يَومَين”(خر 16: 29) لتوافقوا على خدمته. هذا يعني أن الربّ سيمنح مختاريه الراحة من عملهم المرهق، والمواساة في الحياة الحاضرة وأيضًا في الحياة المستقبليّة.
في هذا السياق، هنالك حياتان مقترحتان علينا في هذا العبور: الحياة الناشطة حيث يجب أن نعمل، والحياة التأمليّة التي نعمل من أجلها، حيث سنهتمّ بتأمّل الربّ فحسب. الحياة التأمليّة، رغم أنّها تنتمي خاصّة إلى العالم المستقبلي، يجب أن يُرمز إليها منذ هذه الحياة من خلال الراحة المقدّسة ليوم السبت. بشأن هذه الراحة، أضاف موسى قائلاً: “فلْيَبْقَ كُلُّ واحِدٍ حَيثُ هو، ولا يَبرَحْ أَحدٌ مَكانَه في اليَومِ السَّابِع”(خر 16: 29). بكلام آخر: فليسترِح كلّ واحد في منزله ولا يخرج للقيام بأيّ عمل يوم السبت. هذا يعلّمنا أنّه في وقت التأمّل، يجب البقاء في منازلنا وعدم الخروج برغبات ممنوعة، بل تجميع كلّ نيّتنا “من خلال نقاوة القلب” كما قال القدّيس بِندِكتُس، للتفكير في الله وحده ولعدم محبّة أحد غيره.