الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 26 نوفمبر/تشرين الثانى 2018
الاثنين الرابع والثلاثون من زمن السنة
إنجيل القدّيس لوقا 4-1:21
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، رَفَعَ يَسوعُ طَرفَهُ، فَرَأى ٱلَّذينَ يُلقونَ هِباتَهُم في ٱلخِزانَة، وَكانوا مِنَ ٱلأَغنِياء.
وَرَأى أَرمَلَةً مِسكينَةً تُلقي فيها فَلسَين.
فَقال: «بِحَقٍّ أَقولُ لَكُم إِنَّ هَذِهِ ٱلأَرمَلَةَ ٱلفَقيرَةَ أَلقَت أَكثَرَ مِنهُم جَميعًا.
لِأَنَّ هَؤُلاءِ كُلَّهُم أَلقَوا في ٱلهِباتِ مِنَ ٱلفاضِلِ عَن حاجاتِهِم. وَأَمّا هِيَ فَإِنَّها مِن حاجَتِها أَلقَت جَميعَ ما تَملِكُ لِمَعيشَتِها».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 – 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
عظة موجّهة إلى الأرامل، الفقرة 22
«بِحَقٍّ أَقولُ لَكُم إِنَّ هَذِهِ ٱلأَرمَلَةَ ٱلفَقيرَةَ أَلقَت أَكثَرَ مِنهُم جَميعًا»
يعلّمنا الربّ في إنجيل لوقا كيف ينبغي علينا أن نكون رحماء وأسخياء في العطاء تجاه الفقراء، بدون التفكير في فقرنا. إذ إنّ الكَرَم لا يقاس بكثرة الممتلكات بل بالاستعداد الدائم للعطاء. لذلك، فضّل الربّ هذه الأرملة على جميع الآخرين حين قال: “إِنَّ هَذِهِ ٱلأَرمَلَةَ ٱلفَقيرَةَ أَلقَت أَكثَرَ مِنهُم جَميعًا”. فمن الناحية الأخلاقيّة، علّم الربّ الجميعَ بأنّه يجب عدم الابتعاد عن فعل الخير بسبب الفقر، وبأنّه لا ينبغي على الأثرياء التباهي لأنّهم يقدّمون أكثر ممّا يفعل الفقراء. فإنّ فلسًا مأخوذًا من مبلغ صغير هو أثمن من كنز مأخوذ من ثروة طائلة. فلا نحسبنّ ما وُهِب بل ما تبقّى. فما من أحد أعطى أكثر من تلك التي لم تحتفظ بشيء لنفسها.
ولكن من الناحية الرُّوحانيّة، يجب ألاّ ننسى تلك المرأة التي ألقت بفلسين بالخزنة. عظيمةٌ حقًّا تلك المرأة التي استحقّت أن يفضّلها الحُكْمُ الإلهي على الجميع. أوَليست هي التي استقَت بإيمانها من العهدين المقدّسين من أجل مساعدة البشر؟ فما من أحد قام بعطاء أكبر وما من أحد ضاهى عطاؤه عظمة عطائها، إذ إنّها جمعت الإيمان بالرحمة. وأنتَ أيضًا، كائنًا من كنت، لا تتردّد البتّة عن إلقاء فلسين ممتلئين بالإيمان والنعمة في الخرنة.