stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 27 ديسمبر/كانون الأول 2018

830views

اليوم الثالث من ثمانيّة الميلاد – عيد القدّيس يوحنّا، الرسول والإنجيليّ

عيد القدّيس يوحنّا، الرسول والإنجيليّ

 

إنجيل القدّيس يوحنّا 8-1:20

وفي يَومِ الأَحَد جاءَت مَريمُ المِجدَلِيَّةُ إِلى القَبْرِ عِندَ الفَجْر، والظَّلامُ لم يَزَلْ مُخَيِّمًا، فرأَتِ الحَجَرَ قد أُزيلَ عنِ القَبْر.
فأَسرَعَت وجاءَت إِلى سِمْعانَ بُطرُس والتِّلميذِ الآخَرِ الَّذي أَحَبَّهُ يسوع، وقالَت لَهما: «أَخَذوا الرَّبَّ مِنَ القَبْرِ، ولا نَعلَمُ أَينَ وَضَعوه».
فخرَجَ بُطرُسُ والتَّلميذُ الآخَرُ وذَهَبا إِلى القَبْرِ
يُسرِعانِ السَّيْرَ مَعًا. ولكِنَّ التَّلميذَ الآخَرَ سَبَقَ بُطرُس، فوَصَلَ قَبلَه إِلى القبْرِ
وانحَنى فأَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة، ولكنَّه لَم يَدخُلْ.
ثُمَّ وَصَلَ سِمْعانُ بُطرُس وكانَ يَتبَعُه، فدَخَلَ القَبْرَ فأَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة،
والمِنديلَ الَّذي كانَ حَولَ رَأسِهِ غَيرَ مَمْدودٍ معَ اللَّفائِف، بل على شكْلِ طَوْقٍ خِلافًا لَها، وكان كُلُّ ذلك في مَكانِه.
حينَئذٍ دخَلَ التِّلميذُ الآخَرُ وقَد وَصَلَ قَبلَه إِلى القَبْر، فَرأَى وآمَنَ.

شرح لإنجيل اليوم :

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
شرح لرسالة القدّيس يوحنّا الأولى

« فَرأَى وآمَنَ»

ذاك الَّذي كانَ مُنذُ البَدْء ذاك الَّذي سَمِعناه ذاك الَّذي رَأَيناهُ بِعَينَينا ذاكَ الَّذي تَأَمَّلناه ولَمَسَتْه يَدانا مِن كَلِمَةِ الحَياة” (1يو 1: 1). هل مَن يلمس بيديه كلمة الحياة، لولا أنّ “الكَلِمَة صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا؟” (يو 1: 14). في الواقع، إنّ كَلِمة الله الذي جعل نفسه بشرًا لكي نلمسه بيدينا، أصبح بشرًا منذ أن كان في أحشاء العذراء مريم. لكنّه لم يصبح عندئذ الكلمة، لأنّه كان كذلك “منذ البدء”، كما قال القدّيس يوحنّا. لاحظوا كم إنّ رسالته تؤكّد إنجيله، حيث سمعتم مَن يقرأ عليكم هذا الكلام: “في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله”.(يو 1: 1)

قد يرى البعض في كلمة “الحياة” إحدى الإشارات إلى الرّب يسوع المسيح، وليس تحديدًا جسد المسيح، الذي لمسته الأيدي. ولكن لاحظوا ما يتبع: “لأَنَّ الحَياةَ ظَهَرَت فرَأَينا ونَشهَد ونُبَشِّرُكمِ بِتلكَ الحَياةِ الأَبدِيَّةِ الَّتي كانَت لَدى الآب فتَجلَّت لَنا” (1يو 1: 2). إنّ الرّب يسوع المسيح إذًا هو كلمة الحياة. وكيف ظهرت هذه الحياة؟ فهي، وإن كانت منذ البدء، لم تظهر للبشر: بل ظهرت للأقوياء، الذين رأوها وتغذّوا بها كما بخبزهم. قال الكتاب: “فأَكَلَ الإِنْسانُ خُبزَ الأَقوِياء” (مز 78[77]: 25).

إذًا، لقد تجلّت الحياة في الجسد: واكتمل تجلّيها بشكلها الكامل لكي تتمكّن العين من رؤية الحقيقة التي لا يمكن أن يراها إلاّ القلب، من أجل شفاء القلوب. فالكلمة لا يراها إلاّ القلب؛ أمّا الجسد فلا يستطيع. كنّا قادرين على رؤية الجسد لا الكلمة. الكَلِمَة صارَ بَشَراً… لكي يشفي فينا ما يجعلنا قادرين على رؤية الكلمة… قال القدّيس يوحنّا: “نَشهَد ونُبَشِّرُكمِ بِتلكَ الحَياةِ الأَبدِيَّةِ الَّتي كانَت لَدى الآب فتَجلَّت لَنا”.