الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 10نوفمبر/تشرين الثانى 2018
السبت الخامس والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل الثامن بعد الصليب)
تذكار الرسل القدّيسين الذين في عداد السبعين أولمباس وروذيون وسوسيبتروس وترسيوس وإرستوس وكوارتوس
تذكار القدّيس الشهيد أورستوس
إنجيل القدّيس لوقا 43-37:9
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما يَسوعُ نازِلٌ مِنَ ٱلجَبَلِ، ٱستَقبَلَهُ جَمعٌ كَثير.
وَإِذا بِرَجُلٍ مِن ٱلجَمعِ صاحَ قائِلاً: «يا مُعَلِّم، أَتَضَرَّعُ إِلَيكَ أَن تَنظُرَ إِلى ٱبني، فَإِنَّهُ وَحيدٌ لي.
وَإِنَّ روحًا يَأخُذُهُ فَيَصرُخُ بَغتَةً، فَيَخبِطُهُ فَيُزبِد، وَلا يَكادُ يُفارِقُه وَهُوَ يُرَضِّضُهُ.
وَقَد سَأَلتُ تَلاميذَكَ أَن يُخرِجوهُ فَلَم يَستَطيعوا».
فَأَجابَ يَسوعُ وَقال: «أَيُّها ٱلجيلُ غَيرُ ٱلمُؤمِنِ ٱلأَعوَج، إِلى مَتى أَكونُ مَعَكُم وَأَحتَمِلُكُم؟ عَلَيَّ بِٱبنِكَ إِلى هَهُنا!»
وَفيما هُوَ يَدنو صَرَعَهُ ٱلشَّيطانُ وَخَبَطَهُ، فَٱنتَهَرَ يَسوعُ ٱلرّوحَ ٱلنَّجِسَ، وَأَبرَأَ ٱلصَّبِيَّ وَسَلَّمَهُ إِلى أَبيه.
فَبُهِتَ ٱلجَميعُ مِن عَظَمَةِ ٱلله.
شرح لإنجيل اليوم :
الكردينال جوزف راتزنغر (البابا بندكتُس السادس عشر، بابا من 2005 إلى 2013)
عظات الصوم 1981، الرقم 3
إنّ ابن الإنسان سوف يُسلم إلى أيدي البشر
عندما جلد الجنود الرومان يسوع، وكلّلوه بالشوك وألبسوه ثوب الهوان هازئينظ، أحضروه أمام بيلاطس. فاضطرب هذا العسكريّ القاسي القلب لدى رؤية هذا الإنسان محطّمًا مجروحًا. لذا، قدّمه للجموع، داعيًا إيّاهم للشفقة ومعلنًا ما معناه: “ها هوذا الرجل” (يو19: 5). إنّما المعنى باليونانية هو بالتحديد: “عاينوا، ها هو الإنسان”. متفوِّهًا بهذه الكلمات، أراد بيلاطس متهكِّمًا أن يقول: “نحن نفتخر بأن نكون بشرًا، لكن الآن أنظروا إليه، ها هو؛ دودة الأرض، هذا هو الإنسان! ما أحقره، ما أصغره!”. في هذه الكلمات الساخرة، استشفَّ الإنجيلي يوحنّا كلامًا نبويًّا نقله إلى المسيحيّين.
نعم، لقد كان بيلاطس على حق حين قال: “عاينوا، ها هو الإنسان”. فَبِهِ، بيسوع المسيح، نستطيع أن ندرك ماهية الإنسان،و ما هو مشروع الله، وأيّ معاملة ندّخرها له. في يسوع المضرَّج، يمكننا رؤية كم يمكن للإنسان أن يكون قاسيًا، حقيرًا ومذلّلاً. فيه نستطيع أن نقرأ قصّة كراهيه الإنسان وقصّة الخطيئة. لكن في المسيح، في حبّه الذي يتألّم لأجلنا، يمكننا أيضًا وزيادةً على ذلك رؤية جواب الله: نعم، ها هو الإنسان، الذي أحبّه الله حتّى في حقارته، الذي أحبّه الله حتّى أنّه سار مع الإنسان في ألم الموت النهائي. حتّى في قعر إنحطاطه، يبقى الإنسان مختارًا من الله، وأخ يسوع المسيح، يبقى مدعوًّا أن ينال حصّةً من حبّ الله الأبدي.
يجد السؤال “ما هو الإنسان؟” الجواب في الاقتداء بالمسيح. واضعين خطواتنا في خطواته، نستطيع أن نتعلّم يومًا بعد يوم ما هو الإنسان، ونحن صابرين صبر الحبّ متألمين مع يسوع المسيح يصير كلٌّ منّا “الإنسان”. لذلك، نودّ أن نرفع نظرنا نحو الذي يقدِّمه لنا كلّ من بيلاطس والكنيسة. الإنسان هو يسوع. صلّوا له كي يعلّمنا أن نصير حقيقةً “الإنسان”، ونكون “الإنسان”.