الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 5 ديسمبر/كانون الأول 2018
تذكار أبينا البار سابا المتقدّس
إنجيل القدّيس مرقس 30-27:11
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، جاءَ يَسوعُ مِن جَديدٍ إِلى أورَشَليم. وَفيما هُوَ يَمشي في ٱلهَيكَلِ أَقبَلَ عَلَيهِ رُؤَساءُ ٱلكَهَنَةِ وَٱلكَتَبَةُ وَٱلشُّيوخ،
وَقالوا لَهُ: «بِأَيِّ سُلطانٍ تَفعَلُ هَذا؟ وَمَنِ ٱلَّذي أَعطاكَ هَذا ٱلسُّلطانَ حَتّى تَفعَلَ هَذا؟»
فَأَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُم: «وَأَنا أَيضًا أَسأَلُكُم عَن كَلِمَةٍ واحِدَة. أَجيبوني، فَأَقولَ لَكُم بِأَيِّ سُلطانٍ أَفعَلُ هَذا.
مَعمودِيَّةُ يوحَنّا مِنَ ٱلسَّماءِ كانَت أَم مِنَ ٱلنّاس؟ أَجيبوني؟»
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس أثناسيوس (295 – 373)، بطريرك الإسكندريّة وملفان الكنيسة
حديث ضدّ البدع
«فقالوا له: … مَن أَولاكَ ذاك السُّلطانَ لِتَعمَلَ هذه الأَعمال؟»
إنّ حكمة الله الشّخصيّة، أي ابنه ربّنا يسوع المسيح، قد خَلَق وحقّق كلّ شيء. بالفعل، يقول المزمور: “ما أَعظَمَ أَعْمالكَ يا رَبّ لقد صَنعتَ جَميعَها بِالحِكمة فاْمتَلأَتِ الأَرضُ مِن خَيراتِكَ” (مز 104[103]: 24) … وكما أنّ كلمتنا البشريّة هي صورة لكلمة الله الّذي هو ابن الله (راجع يو 1: 1)، هكذا فإنّ حكمتنا، هي أيضًا، صورة عن كلمة الله الّذي هو الحكمة بنفسها. وبما أنّنا نملك، في الحكمة، القدرة على المعرفة والتّفكير نصبح قادرين على استقبال الحكمة الإلهيّة الخالقة وبه نستطيع معرفة أبيه السّماوي. “فمَن شَهِدَ لِلابْن كانَ الآبُ معَه” (1يو 2: 23) ويضيف الإنجيل أيضًا: “مَن قَبِلَني قَبِلَ الَّذي أَرسَلَني” (مت 10: 40).
“فلَمَّا كانَ العالَمُ بِحِكمَتِه لم يَعرِفِ اللّه في حِكمَةِ اللّه، حَسُنَ لَدى اللّه أَن يُخَلِّصَ ألمُؤمِنينَ بِحَماقةِ التَّبشير” (1كور 1: 21). من الآن وصاعدًا، لم يعد الرّب يريد أن يُعرَفَ بصُوَرٍ وبظلال الحكمة كما كان يحصل في الأزمنة السّابقة: لقد أراد أن يتجسّد ذلك الّي هو الحكمة بنفسه ويصير إنسانًا ويموت على الصّليب لكي يتمكن المؤمنون في المستقبل أن ينالوا الخلاص بواسطة إيمانهم بالحكمة الإلهيّة المتجسّدة.
في الماضي، كانت الحكمة تعلن عن نفسها بواسطة صورتها الموجودة في المخلوقات… وكانت بهذه الطّريقة تُعَرِّف عن الآب. بعد ذلك، صارت الحكمة الإلهيّة، أي كلمة الله، بشراً كما يقول القدّيس يوحنّا: “والكَلِمَةُ صارَ بَشَراً ” (يو 1: 14). وبعد أن “أباد الموت” (1كور 15: 26) وخلّص البشريّة تجلّى بصورة أوضح بنفسه، وهو أظهر أبيه بصورة أوضح. مما جعله يقول: “إِنِّي أَدعو لَهم… أَن يَعرِفوكَ أَنت الإِلهَ الحَقَّ وحدَكَ ويَعرِفوا الَّذي أَرسَلتَه يَسوعَ المَسيح” (يو 17: 3). لقد امتلأت الأرض كلّها من معرفته. لأن هناك معرفة واحدة وهي معرفة الآب بواسطة الابن ومعرفة البن انطلاقًا من الآب. لقد وضع الآب فرحه فيه والابن يسعد من الفرح نفسه الّذي في الآب كما قال في سفر الأمثال: “كنتُ عِندَه طِفْلاً كنتُ في نَعيم يَومًا فيَومًا – أَلعَبُ أَمامَه في كُلَ حين” (أم 8: 30)