stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس : العالم في حاجة إلى الوحدة والأخوّة لتجاوز الأزمة

418views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

11 يناير 2021

كتب : فتحي ميلاد – المكتب الأعلامي الكاثوليكي بمصر .

الخروج من الأزمة الحالية أفضل مما كنا عليه وذلك بفضل الوحدة والأخوّة والقرب وإنهاء الإقصاء والتصرفات الأنانية، هذا ما شدد عليه البابا فرنسيس في مقابلة أجرتها معه قناة Canale 5 الإيطالية تطرق فيها أيضا إلى اللقاح ضد كوفيد 19 والأحداث الأخيرة في الولايات المتحدة، وتأمل في الإيمان بالله وطلب قربه.

أجرت قناة Canale 5 الإيطالية مقابلة مع قداسة البابا فرنسيس بُثت مساء الأحد تطرقت في البداية إلى الأزمة الحالية بسبب وباء كوفيد 19، وأكد الأب الأقدس أن بالإمكان الخروج من أزمة بشكل أفضل أو أسوأ مما كنا عليه. وتابع أنه من الضروري إعادة النظر في كل شيء وتحدث عن القيم العظيمة التي هي موجودة دائما في الحياة ولكن علينا ترجمتها في واقعنا. وتوقف قداسته عند الأوضاع المأساوية العديدة للأطفال ما بين المعاناة من الجوع وعدم التمكن من التوجه إلى المدارس والحروب في مناطق عديدة من العالم، وقال إنه في حال خروجنا من الأزمة الحالية بدون أن نرى مثل هذه الأمور فسيكون خروجنا هذا هزيمة إضافية وستكون الأمور أسوأ.

موضوع آخر تطرقت إليه المقابلة هو التلقيح ضد فيروس كورونا، وأعرب البابا فرنسيس في هذا السياق عن قناعته بأنه من الأخلاقي أن يتلقى الجميع اللقاح، وذلك لأن الأمر لا يتعلق بصحة الفرد وحياته بل وأيضا بحياة الآخرين. وتابع مشيرا إلى حملة التلقيح في الفاتيكان خلال الأسابيع القادمة مضيفا أنه حجز موعدا لتلقي اللقاح، وتابع متسائلا لمَ لا نتلقى اللقاح إن كان الأطباء يتحدثون عن جودته وعن أنه لا يشكل خطرا.

وواصل قداسة البابا فرنسيس متحدثا عن أن هذا هو زمن التفكير في “نحن” وإلغاء الـ “أنا” لبعض الوقت، فإما أن ننجو معا أو لا ينجو أحد. كما وشدد الأب الأقدس على أهمية الأخوّة مؤكدا أن التحدي هو أن نكون قريبين من الآخرين وأوضاعهم ومشاكلهم، ونقيض هذا هي ثقافة اللامبالاة القاتلة والمدمرة لأنها تبعدنا عن الآخرين. وواصل قداسته أنه بدون الوحدة والقرب يمكن أن تنشأ توترات اجتماعية داخل البلدان، وأكد أن القيادات سواء السياسية أو في الكنيسة لا يحق لها في لحظة الأزمة هذه استخدام “أنا” بل “نحن” والبحث عن الوحدة أمام الأزمة.

ثقافة الإقصاء كانت بدورها من المواضيع التي تحدث عنها البابا فرنسيس مشيرا إلى أنها قد ازدادت حدة خلال الأزمة الناتجة عن الوباء وذلك إزاء أكثر الأشخاص ضعفا وفقرا، المهاجرين والمسنين. كما وأشار بشكل خاص إلى الإجهاض مؤكدا أن هذه ليست قضية دينية بل إنسانية، قضية أخلاقيات إنسانية. وتساءل هل من الصحيح القضاء على حياة بشرية من أجل حل مشكلة أيا كانت؟

وعن الأحداث الأخيرة في واشنطن واقتحام الكونغرس في 6 كانون الثاني يناير قال قداسة البابا إنه فوجئ بما حدث نظرا لاحترام الشعب الأمريكي للديمقراطية ونضج هذه الديمقراطية، إلا أنه حتى في أكثر الحالات نضجا، واصل البابا، هناك مَن يكون ضد الجماعة والديمقراطية والخير العام. وأدان قداسته العنف داعيا إلى التأمل فيما حدث لتفادي تكراره والتعلم من التاريخ. وتحدث البابا عن مجموعات غير مندمجة في المجتمع يمكنها عاجلا أو آجلا أن تقوم بأعمال عنف.

وفي ختام المقابلة التي أجرتها معه قناة Canale 5 التلفزيونية الإيطالية أجاب قداسة البابا فرنسيس على سؤال حول عيشه شخصيا فترة الوباء والإجراءات المفروضة خلالها، فقال إنه شعر بنفسه حبيسا، وذكَّر بإلغاء بعض الزيارات التي كان يُفترض أن يقوم بها معربا عن الرجاء في زيارة العراق. وواصل أنه يكرس وقتا أكثر للصلاة، وأشار إلى الأهمية التي شكلت بالنسبة له بعض اللحظات خلال الأزمة مثل الصلاة في ساحة القديس بطرس في 27 آذار مارس الماضي، ووصف هذه اللحظة بتعبير عن المحبة للبشر جميعا يكشف طرقا جديدة لمساعدة الآخر. ثم تأمل قداسته حول الإيمان بالرب مؤكدا أن الإيمان هو عطية من الله ولا يمكن لاحد شراءه. وتوقف عند مقطع من سفر تثنية الاشتراع للدعوة إلى طلب قرب الله والذي هو عطية علينا أن نطلبها. ثم ختم الأب الأقدس معربا عن الرجاء في أن تكون السنة الجديدة 2021 خالية من الإقصاء والتصرفات الأنانية، وأن تكون الغلبة للوحدة على النزاعات.