البابا فرنسيس: الله يخلصنا في التاريخ
“ينبغي علينا أن نستسلم لله حتى في الأوقات الصعبة، أو عندما لا نفهم أحيانًا التاريخ الذي يكتبه معنا: لكنه على الدوام تاريخ خلاص” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.
قال البابا فرنسيس: لقد أراد الله أن يخلّصنا في التاريخ، وبالتالي فخلاصنا تاريخي وحققه الله من خلال مسيرته في التاريخ مع شعبه. لذا ما من خلاص بدون تاريخ. وإذ نجد أنفسنا اليوم هنا فهذا يعني أن تاريخنا طويل جدًا. وهكذا، خطوة بعد خطوة، يُصنع التاريخ. فالله يصنع التاريخ ونحن أيضًا نصنع التاريخ، وعندما نُخطئ يُصلح الله التاريخ ويحملنا قدمًا ويسير معنا. وإن لم نفهم هذا الأمر بعد فلن نفهم معنى عيد الميلاد أبدًا ولا معنى تجسد الكلمة! لأنها مسيرة في التاريخ. قد يقول لي أحدكم: “يا أبت هل انتهى هذا التاريخ في الميلاد؟” لا! لأن الرب لا يزال يخلّصنا في التاريخ ويسير مع شعبه.
في هذا التاريخ، تابع البابا فرنسيس يقول، نجد مختاري الله أولئك الأشخاص الذين يختارهم ليساعدوا شعبه في السير قدمًا، تمامًا كإبراهيم وموسى وإيليا، ولكنهم غالبًا ما يعيشون أوقاتًا صعبة ومظلمة. إنهم أشخاص يريدون أن يعيشوا حياة هادئة لكن الرب يختارهم ليصنع التاريخ. والرب يختارنا أيضًا لنصنع التاريخ ويجعلنا نسير أحيانًا في دروب لا نريدها، تمامًا كموسى وإيليا اللذين فضلا الموت على متابعة المسيرة ولكنهما عادا ووثقا بالرب.
أضاف الأب الأقدس يقول: يخبرنا الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم عن “مرحلة صعبة في تاريخ الخلاص” وهي عندما اكتشف يوسف أن خطيبته مريم تنتظر مولودًا. لقد تألم كثيرًا بسبب ما كان يتناقله الناس حول مريم. فهو يعرفها جيّدًا وهي امرأة طيّبة وصالحة، وإن اتهمها فسيرجمونها لذلك َلَم يُرِد أَن يَشهَرَ أَمرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرًّا، لكنه كان يعرف في داخله أن مريم غير قادرة على الخيانة. وأضاف: في هذه الأوقات الصعبة، أخذ هؤلاء الأشخاص الصعوبة التي تواجههم على عاتقهم وثقوا بالله واستسلموا بين يديه دون أن يفهموا وهكذا حققوا تدبيره وصنع الرب التاريخ. هكذا أيضًا فعل يوسف، وفي أصعب مرحلة من حياته، في المرحلة الأشد ظلامًا، أخذ المشكلة التي تواجهه على عاتقه، وماذا فعل؟ قام من النوم واتى بإمرته إلى بيته، وثق بكلام الرب وفعل ما أمره به!
وختم البابا فرنسيس عظته متسائلاً: ماذا يعلمنا مختارو الرب إذًا ؟ يعلموننا أن الله يسير معنا، بأنه يصنع التاريخ، يسمح بأن نتعرض للتجارب ولكنه يخلصنا عند الصعوبات لأنه أبانا. ليساعدنا الرب على فهم سرّ مسيرته مع شعبه عبر التاريخ لنحمل قدمًا تاريخ الخلاص.
الفاتيكان