البابا فرنسيس في مقابلة عامة مخصصة للحوار بين الأديان
تميزت المقابلة العامة اليوم بحضور ممثلين من الديانات غير المسيحية في الذكرى الخمسي لوثيقة “عالمنا المعاصر” للمجمع الفاتيكاني الثاني. وقد شرح البابا فرنسيس في مطلع المقابلة أن الحوار بين الأديان كان موضوعًا عزيزًا على البابا الطوباوي بولس السادس الذي أسس في عنصرة 1964 أمانة سر غير المسيحيين الذي أضحى اليوم المجلس الحبري للحوار بين الأديان.
وذكر البابا إسهام المجمع الفاتيكاني الثاني الذي قدم خدمة كبيرة للكنيسة في قراءتها لذاتها وللعالم في أمانة لتقليدها الكنسي وأمانة لتاريخ البشر أبناء عصرنا. فالله الذي كشف عن ذاته في الخليقة وفي التاريخ، والذي خاطبنا في الأنبياء وبشكل كامل في الابن المتجسد، يتوجه إلى قلب وروح كل إنسان يبحث عن الحقيقة وسبل عيشها.
رسالة تصريح “زمننا المعاصر” ما زال آنيًا وهو يتحدث عن مواضيع عدة بينها: اعتماد الشعوب على بعضها بعض، البحث البشري عن معنى الألم والموت وهي تساؤلات نطرحها جميعًا، وحدة العائلة البشرية، الأديان كبحث عن الله وعن المُطلق، الكنيسة لا ترفض شيئًا مما هو جميل وحقيقي في الأديان الأخرى وتحترم سائر الأديان وتقدر التزام أبنائها الروحي والأخلاقي. الكنيسة منفتحة على الآخرين انطلاقًا من تجذرها في إيمانها.
وذكر قداسته بأن الخمسين سنة الماضية شهدت الكثير من الأحداث التي يصعب ذكرها، ولكن لا بد من ذكر لقاء الأديان في أسيزي من أجل السلام. وذكر أيضًا دعوة البابا إلى الشباب المسلم في كازابلانكا لكي تكون الأديان سبل سلام ولقاء.
ومدح البابا تحول العلاقة بين المسيحيين واليهود في هذه السنوات، “فمن أعداء وغرباء أضحينا أصدقاءً وإخوة”. والمجمع، من خلال وثيقة “عالمنا المعاصر” فتح السبيل للحوار الإيجابي بين الكنيسة والديانة اليهودية في إطار الحوار والتقدير المتبادل ورفض معاداة السامية.
هذا وذكر أيضًا تطور العلاقات الإيجابية مع المسلمين أيضًا الذين يعترفون مثلنا بوحدانية الله، يؤمنون بالله الخالق ويكرمون يسوع كنبي، ويمارسون الصدقة والصوم.
هذا وقال البابا أن “الاحترام المتبادل هو شرط وغاية الحوار بين الأديان” وهو يتضمن احترام الآخر في كرامته وأمنه وحرية الضمير والمعتقد.
وأضاف: العالم ينظر إلينا كمؤمنين ويحثنا للتعاون بعضنا مع بعض ومع جميع ذوي الإرادة الصالحة غير المؤمنين لكي نقدم أجوبة بشأن مواضيع طارئة مثل العنف، الأزمة البيئية، الفساد، الانحطاط الأخلاقي، أزمات العائلة، السياسة والاقتصاد وبشكل خاص أزمة الرجاء.
بسبب العنف والإرهاب تفشى موقف شك وحتى إدانة للأديان. ولكن، رغم أن ما من دين محمي بالكلية من تجربة العنف، يجب أن نلاحظ أن الأديان تتحلى ببذور إيجابية خصبة. يمكننا جميعًا أن نسبح الخالق الذي وهبنا حديقة هذا العالم لكي نعتني به ولكي نضمن لكل إنسان شروط عيش كريم.
وبالحديث عن يوبيل الرحمة، أشار الأب الأقدس أننا نستطيع كمنتمين إلى أديان مختلفة أن نتعاون في حقل أعمال المحبة، هذا الحقل الذي يتمحور بشكل خاص على الرحمة، والذي يستطيع أن يكون رفيقنا فيه حتى من لا يؤمن، ومن يبحث عن الله. يجب أن نقرر دومًا أن نترك العالم بشكل أفضل مما وجدناه.
وبالعودة للحوار الديني، صرح البابا أن أول ما يجب أن نفعله هو الصلاة، الصلاة بعضنا لبعض لأننا إخوة.
د. روبير شعيب | وكالة زينيت | المقابلة العامة | الفاتيكان