البابا فرنسيس: ليساعدنا أسبوع الآلام في قبول أسلوب عمل الله في حياتنا
“إن النعمة التي يحملها أسبوع الآلام تساعد المسيحيين في قبول المساعدة التي يعطيهم الله إيّاها والطريقة التي من خلالها يمنحهم هذه العطيّة بدون انتقادات أو اعتراضات” هذا ما تمحورت حوله عظة البابا فرنسيس في القداس الإلهي الذي ترأسه صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.
قال البابا إن “النزوات الروحيّة” التي نقوم بها أمام الله الذي يقدم لنا الخلاص بألف طريقة، لأننا أشخاص لا يقبلون الأسلوب الإلهي فنحزن ونبدأ بالتذمر هي خطأ كبير يرتكبه العديد من المسيحيين أيضًا في يومنا هذا تمامًا كما يخبرنا الكتاب المقدّس عما حدث مع الشعب الإسرائيلي الذي أنقذه الله من العبوديّة.
استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر العدد والذي تخبرنا عن الشعب الإسرائيلي الذي تكلّم على الله وعلى موسى وقالوا متذمّرين: “لِماذا أَصعَدتَنا مِن مِصرَ لِنَموتَ في البَرِّيَّة؟ فإنَّه لَيسَ لَنا خُبزٌ ولا ماءٌ، وقد سَئِمَتْ نُفوسُنا هَذا الطَّعامَ الخَفيف”. فأَرسَلَ الرَّب على الشَّعبِ حَيَّاتٍ نارِيَّة، فلَدَغَتِ الشَّعب وماتَ قَومٌ كَثيرونَ من إِسْرائيل. ولم يُزل عنهم الحيات إلا صلاة موسى الذي تضرّع إلى الله من أجلهم وصنع حيّة نحاسية ورفعها على سارية – كعلامة للصليب الذي سيُرفع عليه المسيح – فكانَ أَيُّ إِنْسانٍ لَدَغَته حَيَّةٌ ونَظَرَ إِلى الحّيَّةِ الْنّحاسِيَّةِ يَحيا.
قال الحبر الأعظم واليوم أيضًا بيننا نحن المسيحيين – نجد أنفسنا كهؤلاء العبرانيين – يسمّمنا عدم الرضى وعدم الاقتناع بحياتنا. صحيح أن الله صالح وطيّب لكننا كمسيحيين غالبًا ما نفتح قلوبنا لخلاص الله فقط بعد أن نكون قد وضعنا شروطنا كمن يقول للرب: “نعم يا رب أريد أن أخلص ولكن بالطريقة التي أريدها أنا” ولكننا بهذه الطريقة نحن نسمم قلوبنا. نحن أيضًا، تابع البابا فرنسيس يقول، غالبًا ما نقول بأننا قد تعبنا من الأسلوب الإلهي، فلا نقبل عطيّة الله بالطريقة التي يمنحنا بها إيّاها: وهذه هي الخطيئة! هذا هو السمّ الذي يُسمّم نفوسنا ويسلبنا الفرح ويمنعنا من الانطلاق والسير، لكن يسوع قد محا سمّ هذه الخطيئة بصعوده على الجلجة، لقد أخذ على نفسه هذا السم وهذه الخطيئة ورُفع على الصليب. لذلك فإن فتور النفس، هذا العيش “كأنصاف مسيحيين”… – الذي يحملنا إلى اليأس والقنوط بعد أن كنا قد انطلقنا في مسيرتنا مع الرب بحماس وفرح – يمكننا أن نُشفى منه فقط بالنظر إلى الصليب، أي بالنظر إلى الله الذي يأخذ خطايانا على عاتقه: نعم إن خطيئتي هي هناك أيضًا!
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: كم من المسيحيين يموتون اليوم في صحراء حزنهم وتذمّرهم وعدم قبولهم لأسلوب الله. لننظر إلى الحيّة، فالسمّ قد أصبح كلّه هناك في جسد المسيح، سمّ جميع خطايا العالم؛ ولنسأله نعمة قبول الصعوبات في حياتنا ونعمة قبول أسلوب الله الذي يخلّصنا بواسطته ولنقبل أيضًا “هذا الطعام الخفيف” الذي تذمّر عليه شعب إسرائيل… فنقبل الدرب التي يحملنا الرب لنمضي عليها قدمًا. ليساعدنا أسبوع الآلام، الذي يبدأ يوم الأحد، في الخروج من تجربة العيش كمسيحيين يشترطون على الله كيفيّة خلاصهم!
الفاتيكان