stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس: محبّة المسيح تحثّنا على الحوار وتساعدنا لكي نصغي إلى بعضنا البعض

817views

‏19 مايو 2019‏

‎”‎إن المحبة التي ظهرت في صليب المسيح، والتي يدعونا لنعيشها هي القوّة ‏الوحيدة التي تحوّل قلبنا الحجر إلى قلب من لحم؛ والتي تجعلنا قادرين على أن ‏نحب الأعداء ونسامح من أخطأ الينا” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في ‏كلمته قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة افرحي يا ملكة السماء مع وفود ‏الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب ‏الأقدس كلمة قال فيها يقودنا إنجيل اليوم إلى العليّة ليجعلنا نصغي إلى بعض ‏كلمات يسوع التي وجّهها للتلاميذ في “خطاب وداع” قبل آلامه. بعد أن غسل ‏أرجل الاثني عشر قال لهم: “أُوصِيكُم وَصِيَّةً جَديدَة: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا. كما ‏أَحبَبتُكم، أَحِبُّوا أَنتُم أَيضًا بَعَضُكم بَعْضًا”. ولكن بأي معنى يدعو يسوع هذه الوصيّة ‏بالجديدة؟ لأننا نعرف أنّه وفي العهد القديم كان الله قد أوصى أعضاء شعبه أن ‏يحبّوا قريبهم كأنفسهم. ويسوع نفسه كان يجيب على من يسأله أيّة وصيّة هي ‏أكبر وصيّة في الشريعة: أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ. تِلكَ ‏هي الوَصِيَّةُ الكُبرى والأُولى. والثَّانِيَةُ مِثلُها: أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ‎.‎
تابع الأب الأقدس يقول ما هي إذًا حداثة هذه الوصية التي يوكلها يسوع لتلاميذه ‏قبل أن يترك هذا العالم؟ ولماذا يسمّيها وصيّة جديدة؟ لقد أصبحت الوصيّة القديمة ‏للمحبّة جديدةً لأنّها قد تُمِّمَت بهذه الإضافة: “كما أَحبَبتُكم”. تقوم الحداثة في ‏محبّة يسوع المسيح، تلك التي من خلالها بذل حياته من أجلنا. إنها محبة الله ‏الشاملة التي لا تعرف شروطًا ولا حدود وتجد ذروتها على الصليب. في لحظة ‏التنازل إلى أقصى الحدود وفي ترك الآب له أظهر ابن الله الحب للعالم وأعطاه ‏ملأه. وعندما أعاد التلاميذ التفكير في آلام ومنازعة المسيح فهموا معنى كلماته: ‏‏” كما أَحبَبتُكم، أَحِبُّوا أَنتُم أَيضًا بَعَضُكم بَعْضًا‏‎”.‎
أضاف الحبر الأعظم يقول إن يسوع قد أحبّنا اولاً، لقد أحبّنا بالرغم من هشاشتنا ‏ومحدوديّتنا وضعفنا البشري. بفضله أصبحنا مستحقِّين لمحبّته التي لا تنتهي ولا ‏تعرف الحدود. وإذ أعطانا الوصيّة الجديدة، طلب منا أن نحبَّ بعضنا البعض ولكن ‏ليس بمحبّتنا وحسب وإنما بمحبّته التي يفيضها الروح القدس في قلوبنا إن ‏طلبناها بإيمان. بهذا الشكل – وهكذا فقط – يمكننا أن نحب بعضنا بعضًا لا كما ‏نحب أنفسنا وحسب وإنما كما أحبّنا، أي أكثر بكثير. إن الله في الواقع يحبّنا أكثر ‏مما نحب أنفسنا. وهكذا يمكننا أن ننشر في كلِّ مكان بذار المحبّة التي تجدّد ‏العلاقات بين الأشخاص وتفتح أفق رجاء. هذه المحبّة تجعلنا نصبح أشخاصًا جددًا، ‏إخوة وأخوات في الرب، وتجعل منا شعب الله الجديد، الكنيسة التي دُعينا فيها ‏جميعًا لنحب المسيح ونحب بعضنا البعض فيه‎.‎
تابع البابا فرنسيس يقول إن المحبة التي ظهرت في صليب المسيح، والتي ‏يدعونا لنعيشها هي القوّة الوحيدة التي تحوّل قلبنا الحجر إلى قلب من لحم. ‏وهذه المحبّة تجعلنا قادرين على أن نحب الأعداء ونسامح من أخطأ الينا. ومحبّة ‏يسوع تجعلنا نرى الآخر كعضو حالي ومستقبلي في جماعة أصدقاء يسوع، ‏وتحثّنا على الحوار وتساعدنا لكي نصغي إلى بعضنا البعض ونتعرّف على بعضنا ‏البعض. إن المحبّة تفتحنا على الآخر وتصبح أساس العلاقات البشريّة، تجعلنا ‏قادرين على تخطّي حواجز ضعفنا وأحكامنا المسبقة. إنَّ محبّة يسوع فينا تخلق ‏جسورًا وتعلّم دروبًا جديدة وتطعّم ديناميكيّة الأخوّة‎.‎
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء بالقول ‏لتساعدنا العذراء مريم بشفاعتها الوالديّة لكي نقبل ابنها يسوع عطيّة وصيّته ‏والروح القدس القوّة لكي نعيشها في حياتنا اليوميّة‎. ‎

نقلا عن الفاتيكان نيوز