البابا فرنسيس يحتفل بالقداس الإلهي في أحد الشعانين ويتحدث عن أسبوع الآلام
ترأس البابا فرنسيس عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الأحد قداس عيد الشعانين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بحضور أعداد كبيرة من المؤمنين والحجاج القادمين من روما وأنحاء العالم كافة. وتخللت الذبيحة الإلهية عظة للحبر الأعظم قال فيها: يبدأ هذا الأسبوع من خلال التطواف الفرِح بأغصان الزيتون: كل الشعب يستقبل يسوع. الأطفال والشبان ينشدون ويمجدون يسوع. لكن هذا الأسبوع يستمر في سر موت يسوع وقيامته من بين الأموات.
لقد سمعنا عن آلام الرب. ويجدر بنا أن نطرح على أنفسنا السؤال التالي: من أنا؟ من أنا أمام الرب؟ من أنا أمام يسوع الذي يدخل إلى أورشليم في أجواء العيد؟ أأنا قادر على التعبير عن فرحي، وتمجيده؟ أم أبتعد عنه؟ من أنا أمام يسوع المتألم. لقد سمعنا أسماء كثيرة: أسماء كثيرة. هناك مجموعة من القادة: بعض الكهنة والفريسيين وعلماء الشريعة الذين قرروا أن يقتلوه. وكانوا ينتظرون الفرصة الملائمة لإلقاء القبض عليه. أأنا واحد من هؤلاء؟ وسمعنا أيضا اسما آخر: يهوذا. ثلاثون قطعة من النقود. أأنا كيهوذا؟ سمعنا أسماء أخرى: التلاميذ الذين لم يفهموا شيئا، فكانوا نائمين عندما كان الرب يتألم. هل حياتي نائمة هي؟ أم أنا كالتلاميذ الذين لم يفهموا معنى خيانة يسوع؟ أم كالتلميذ الآخر الذي أراد أن يحل كل شيء بواسطة السيف؟ أأنا مثل هؤلاء؟ أأنا مثل يهوذا الذي يدعي أنه يحب المعلم، وقبّله ليسلمه، ليخونه؟ أخائن أنا؟ أأنا مثل هؤلاء القادة الذين أقاموا المحاكمة بسرعة وبحثوا عن شهود الزور: هل أنا مثل هؤلاء؟ وعندما أفعل هذه الأمور، إذا كنتُ أفعلها، هل أعتقد أنه بهذه الطريقة أُنقذ الشعب؟
هل أنا مثل بيلاطس، عندما أرى صعوبة الوضع أغسل يديّ ولا أتحمل مسؤولياتي وأترك الأشخاص يحاكمون، أو أحكم عليهم أنا؟ هل أنا مثل هذه الحشود التي لم تفهم ما إذا كانت تشارك في تجمع ديني أم في محاكمة أم في السيرك واختارت براباس؟ لقد تسلى هؤلاء بإذلال يسوع. أأنا مثل الجنود الذين ضربوا الرب، وبصقوا عليه وأهانوه وتسلوا في إذلاله؟ أأنا مثل القيرواني الذي كان عائدا من عمله متعبا، لكن تحركه الرغبة بمساعدة الرب على حمل الصليب؟ أأنا مثل هؤلاء الذين مروا أمام الصليب وراحوا يهزؤون بيسوع “أنت شجاع! انزل عن الصليب فنؤمن بك”. أأنا مثل النساء الشجاعات، ومثل أم يسوع، اللواتي كن هناك، يتألمن بصمت؟ أأنا مثل يوسف، التلميذ الخفي الذي حمل جسد يسوع بمحبة ليدفنه؟ أأنا كمريم ومريم اللتين مكثتا أمام باب القبر وهما تبكيان وتصليان؟ أأنا كالقادة الذين ذهبوا إلى بيلاطس في اليوم التالي ليقولوا “أنظر، كان يقول هذا الرجل إنه سيقوم من الموت: دعه لا يخدعنا مرة جديدة”، وحاولوا أن يضعوا عائقا أمام الحياة وأمام القبر ليدافعوا عن عقيدتهم، وكي لا تنتصر الحياة؟ أين قلبي؟ أي من هؤلاء الأشخاص يشبهني؟ ليرافقنا هذا السؤال خلال الأسبوع كله.
إذاعة الفاتيكان